بقلم: حسن المستكاوى
نقلا عن الشروق
اقترحت استكمال الدورى بدون اللاعبين الدوليين قبل أن تظهر ملامح المنافسة أو الهبوط وقبل أن تصدر البيانات والتهديدات وقبل أن يحتدم السباق بالصوت الأعلى. وكنت أعتقد أن اتحاد الكرة سوف يدرس الاقتراح لإنقاذ المسابقة. فقد كان هدفى أن تعيش بطولة الدورى ولا تموت فى هذا الموسم الاستثنائى الذى وافق على صعوباته الجميع، وقبلها الجميع.. لكن الاتحاد تحرك بينما القطار يغادر وهو أمر مؤسف، لكن المؤسف أكثر أن التهديدات توالت، والحديث عن تكافؤ الفرص لم يتوقف. وكل طرف يقول اليوم إن الطرف المنافس أخذ ما لا يستحقه من التأجيلات ومن أوقات الراحة ومن تدليل الاتحاد.. وأطراف أخرى حين وجدت شبح الهبوط يحلق فوق رأسها، طالبت بإلغاء الهبوط، وحين نجت فى اللحظة الأخيرة أو نجت بهدف أو «بكورنر يحسب بربع»، قالت نفس الأطراف إن المسابقة غير عادلة.. وصمتت بشأن إلغاء الهبوط لأنه لم يكن مبدأ وإنما ركوبا لموجة وامتطاء لأزمة!
** عفوا حضراتكم جميعا شركاء فى المعاناة التى تعيشها مسابقة الدورى الآن.. وأقول جميعا لأنكم بالفعل جميعا شركاء، حتى الإعلام نفسه شريك بتغاضيه وبصمته، وبالسعى وراء القضايا الساخنة، وصياغة العناوين الرنانة التى تزيد الاحتقان وتنمى الخلافات بدلا من مواقف ثابتة تطرح حلولا أو بالتحول الكامل، والإسراف فى الحديث عن ميسى ورونالدو وليفربول وبطولة رولان جاروس..!
** جميعا تلك تضم تحت سقفها الاتحاد وكل الأندية تقريبا كبيرها وصغيرها. وكذلك تضم لاعبين ومدربين ومشجعين كل منهم يرى فريقه وحده، ويرى ميدالية البطولة له وحده، ويرى طوق النجاة يحيط بعنقه وحده.
** إن طريقة المشجعين المحبين لفرقهم لا تصلح للحوار وللإصلاح العام الهادف للمصلحة العامة، مثل أسئلة من نوع أين كنتم عندما أعار الزمالك لاعبيه وحرمهم من اللعب أمامه، وأين كنتم عندما استفاد الأهلى من صفقات يناير ولعب بفريق جديد فى الدور الثانى؟ وأين كنتم عندما تم تأجيل مباريات لهذا الفريق ولهذا الفريق؟ وأين كنتم عندما ظلت فرق بعيدة عن المباريات ثلاثة أسابيع فى إخلال كامل وصريح بمبدأ تكافؤ الفرص؟
** الذين يسألون أين كنتم، هم من يستحقون أن يسألوا أين كنتم أنتم حين اجتمع رؤساء الأندية جميعا ووافقوا على أنه موسم صعب واستثنائى ووافقوا على شروطه وعلى وجعه مسبقا من أجل إنقاذ المسابقة التى مضت بجوار موسمين لبطولتى الأندية الإفريقية؟
** لقد فات أوان كل الأسئلة وكل الإجابات، خاصة أن الأمور لم ولن تحسم قبل كأس الأمم الإفريقية. لقد غادر المحطة قطار إصلاح الأخطاء وإنقاذ المسابقة، وسوف يترتب على ذلك أن كل ناد سيعانى بسبب إجهاد لاعبيه، وكل ناد سيعانى فى الموسم القادم، وكل عناصر الكرة المصرية ستدخل على موسم شديد الصعوبة بتأثير فوضى هذا الموسم، من ناحية تلاحم الموسمين، ومشاكل القيد الإفريقى، ومشاكل ترتيب الفرق وإعادة البناء، وإبرام صفقات ودراسة الأخطاء والسلبيات والإيجابيات، والاستعداد لإحياء الصناعة وتطويرها بما يتلاءم مع روح العصر وبما يتلاءم من بطولات محلية تلمع حولنا بينما بطولتنا الأولى تتقدم إلى الخلف بجدارة.. وهكذا ترون الدورى الحالى يغرق ويلفظ أنفاسه الدورى المقبل سوف يشهد معاناة بدنية وفنية، وأنتم تتبارون بقوتكم وبضعفكم أيضا!
**** هذا كان تعليقا أخيرا على قضية القرن فى الكرة المصرية.. انتهى الأمر البركة فيكم..!