أريجُ المَهديِّ
بقلم الکاتب والإعلامي: حميد حلمي البغدادي
قصيدة تذكِّرُ بقائمِ آل محمد(صلى الله عليه وآله وسلم) الامام المهدي المنتظر(عجَّلَ الله تعالى فرجه الشريف) وقد تناولت أبياتها ايضا جوانب من قضايا الامة الاسلامية في الوقت الحاضر مما يرتبط ببطولات المجاهدين والمقاومين الرساليين في العراق ولبنان وسوريا وفلسطين، وهم يجابِهون، وبكل بسالة، التحديات الاستكبارية الصهيونية والرجعية التي جعلت من ظاهرة “التكفير الاعمى”، جسراً لتمرير مخططاتها ومشاريعها البغيضة الهادفة الى تبديد أجواء المحبة والتضامن والألفة والتراحم بين المسلمين والاحرار وأنصار الحق والعدالة في العالم.
_____
أَشُمُّ رِيحَاً فلا بِالجَهُلِ تَرمِيني
مُطهَّرَاً من شَذا طه وياسينِ
باللهِ يا خِلَّةً قد انْكَرتْ شَغَفِي
حَبَّ التَريُّثُ إنّي صائِنٌ دِينِي
مَنْ قال عَنِّي : (صَبا) أَخبَرتُهُ سَلفَاً
رَبِّي هو اللهُ والمُختارُ يَهدینِي
وعِترةُ المصطفى نُوري ومُلتَحَدِي
هُمُ الصَّراطُ إلى الرِّضْوانِ يَدعُونِي
هُمْ جَنَّةُ العِشْقِ تُفْشِي مِسْكهَا أبداً
يَهفُو الى شَذْوِهِ قلبِي ومَضمُوني
والقائِمُ الفذُّ يغدو بَينَنا عبَقَاً
يَضُوعُ حُبَّاً إذا أخلَصْتُ يأتِيني
لَسْنا نَراهُ ولكِنْ عَينُهُ نظَرٌ
لِحالِنا نالَ مِنَّا كلُّ ملْعُونِ
لولا دُعَاهُ لَزَلَّتْ في الدُّجَى قَدَمي
وساقَنِي للسُّدَى سَرْدُ الشَّياطِينِ
يا سيدي أيّها المَهديُّ دُمْ مَدَدَاً
ومُصْرِخاً أُمَّةً بِيعَتْ بِتَوهِينِ
اُذِيقَتْ الرِقَّ حتى خالَ ناظِرُها
بأنّها عُمِّدَتْ بالذُلِّ والهُونِ
ذي اُمَّةٌ كابدَتْ لكنَّها أمَلٌ
بِرايةِ العَدْلِ تَعلُو بالبراهِينِ
وتتَّقِي اللهَ في الِاسلامِ صادِقَةً
كَرَايةِ الحقِّ في بَدْرٍ وصِفِّينِ
يا حبَّذا دَولةُ المَهْديِّ مُنعطَفَاً
وأُمَّةٌ ترتقي باللُّطفِ واللِّينِ
بحُجَّةِ اللهِ في الأمصارِ قاطبةً
يَمضِي الى النّصرِ في كلِّ الميادينِ
لِيمْلأَ الارضَ عدْلاً بعدما مُلِئَتْ
بالظلمِ والجَوْرِ واستِعلاءِ صِهيُونِ
بالمارقِينَ أَسَالُوا في البلادِ دَمَاً
وبُغْضَ تُجّارِ حَربٍ كالثعابِينِ
بالسامِرِيِّين أَهلِ العِجِْلِ ديدَنُهُمْ
صناعةُ المَوتِ في (بُصرى) و(حِمْرينِ)
الغاصِبينَ رُبَىً أرجاؤُهُ سُوَرٌ
والناشِرينَ فَناءً في فِلسطينِ
والمُجرمُ “النَّتِنُ اْلْيَاهُو” يَفُحُّ لَظَىً
وخَصْمُهُ مُصحَفُ(الإسْراءِ) و(التِّينِ)
يا سيدي أيُّها المَهديُّ معذرةً
أَنّا طَمِعْنا بِنَصرٍ دُونَ تَمْكِينِ
نَوُدُّ عَوْدَاً لأخلاقٍ قد انْدرَسَتْ
ونحنُ سَكْرَى أغاريدٍ ونَسرِينِ
نَبكِي على حُرْمةٍ أمسَتْ مُكبَّلةً
بشِرعَةِ الغابِ بلْ مَكْرِ القوانينِ
لكنّنا وأمانِي العَجزِ مَسْكنَةٌ
نعيشُ هَمْداً اُسارَى أو كمَسْجُونِ
قدَ صُفِّدَتْ اُمةُ الاسلامِ قاطبةٍ
وصارَ حُكّامُنا حَمّالَ قارُونِ
لولا الميامينُ حَشْداً مَعْ مَقاومةٍ
وهم يذُبُّونَ عن (قُدسٍ)و(زيتونِ)
لقتَّلُونا جميعاً دونما ندَمٍ
كما المواشِيَ ذَبْحاً بالسَكاكِينِ
أو أرسلُونا الى “المَبكى” نقَدِّسُهُ
او طَوَّفُونا بقبرِ الوَزْغِ ” شارُونِ “
لكنَّ أبطالَنا الشُجعانَ خَيرُ وَقَاً
وهُمْ على الغدْرِ حربٌ كالبراكينِ
نداؤُهمْ أيها المهديُّ كُنْ مَعَنا
يا حُجةَ اللهِ يا فَخرَ الميامينِ
إنّا فِداءٌ لأجلِ الدِّينِ فاْمضِ بِنا
وإنْ توارَيْتَ عن عَينِ البَلايينِ
فأَنتَ نهجٌ عظيمُ القَدْرِ مُزدهِرٌ
يضوعُ بالطُّهرِ يَسْري في الشرايينِ
في يومِ مِيعادِكَ المُيمونِ يا قَمَري
أشّمُّ ريحَ الهُدَى للهِ يُدنِيني
يُعَبِّىءُ النَّفْسَ بالإيمانِ مُنطلَقاً
الى المُروءاتِ بَذلاَ للرَّياحِينِ
فالمؤمنُ البَرُّ للمَهدِيِّ منتظرٌ
لأنّهُ مَظهَرُ القرآنِ والدِّين