المركز الدولي للأسماك وسفارة سويسرا والمجتمع المحلي بأسوان يحتفلون باختتام تشغيل الشباب
ربيع شاهين – مهند أبو عريف
أسوان، مصر، 19 مايو 2019- التقى المركز الدولي للأسماك وسفارة سويسرا بالقاهرة والمجتمع المحلي بمدينة أسوان، بصعيد مصر يوم 19 مايو 2019 للاحتفال باختتام أنشطة مشروع تشغيل الشباب بمحافظة أسوان الذي قدم التدريب والدعم لأكثر من 1000 صياد في الفترة من يوليو 2017 إلى ديسمبر 2018.
شارك في الحفل الختامي مجموعة من الصيادين ومصنعي الأسماك والتجار والسيدات بائعات الأسماك ومزارعي الأسماك والتعاونيات بالإضافة إلى ممثلين عن محافظة أسوان. ومن ضمن الحضور السيد نائب محافظة أسوان اللواء سعيد حجازي وممثلي القطاع الأكاديمي والمراكز البحثية والاتحاد التعاوني للثروة المائية والشرطة البحرية وهيئة تنمية بحيرة السد العالي والهيئة العامة لتنمية الثروة السمكية وجمعية رجال أعمال أسوان والقطاع الخاص.
استفاد من المشروع 1976 صيادين ومزارعين وسيدات بائعات الأسماك وصغار رواد الأعمال. قدم المشروع الدعم لتنمية قطاع الاستزراع السمكي وتحسين ممارسات تداول الأسماك وتصنيعها وقدم مقترحا لتطور منظومة إدارة بحيرة ناصر، وذلك بهدف تحسين سبل العيش للفئة المستفيدة من المشروع.
وقال الدكتور هاريسون كاريسا، المدير القطرى، مصر ونيجيريا بالمركز الدولي للأسماك إن الهدف الرئيسي للمشروع الذي دام 18 شهرا هو تحسين التغذية والفرص الاقتصادية لمحدودي الدخل من خلال التوسع المستدام والإدارة الرشيدة لقطاع الاستزراع السمكي ومصايد الأسماك في أسوان. إن قصص نجاح الصيادين ومصنعي وبائعي ومزارعي الأسماك المرتبطة بزيادة حجم البيع هي خير دليل على الاستفادة الملموسة التي حققها المشروع. ويمثل المشروع نموذجا رائعا على أن الشراكات الصحيحة وفريق العمل المتفاني يمكنها أن تحدث تغييرا ايجابيا في فترة وجيزة. ويقدم المركز الدولي للأسماك خالص الشكر لدعم مكتب التعاون الدولي بسفارة سويسرا والحكومة المصرية وكافة الشركاء بالمشروع. وأضاف: “نحن على ثقة أن التطرق إلى الأمور التنظيمية للقطاع من شأنها أن تخلق المزيد من فرص العمل وتأمن معيشة العديد من الأفراد”.
وأفاد السيد بول جارنييه، سفير سويسرا بالقاهرة: “يعكس مشروع تشغيل الشباب في محافظة أسوان التزام سويسرا بدعم قطاع الاستزراع السمكي ومصايد الأسماك في مصر الذي يعمل به إجمالي 250 ألف مصري. يساهم هذا القطاع في تقديم الأسماك ذات الجودة العالية والمفيدة للصحة بأسعار في المتناول. لذا، فإن مشروع تشغيل الشباب في محافظة أسوان له أهمية كبيرة في زيادة الدخل وتحقيق الأمن الغذائي”.
وقد تعاون المركز الدولي للأسماك مع العديد من أصحاب المصلحة من خلال المشروع، منهم: الصيادين والجمعيات التعاونية، والقطاع الخاص، والسلطات المحلية، لصياغة خطة إدارة مصايد الأسماك في بحيرة ناصر. قدم المركز الدولي للأسماك الدليل العلمي والنتائج البحثية اللازمة لاتخاذ القرار بشأن طرق الإدارة. أكثر من ألف صياد تلقوا 124 تدريب على أفضل ممارسات الصيد وتداول الأسماك. تعلموا أفضل طرق استخدام شباك الصيد والثلج وأهمية الحفاظ على ممارسات النظافة الجيدة لحماية منتجاتهم من الأسماك دون تلف. وأشار الصيادين إلى زيادة حجم البيع، وحجم الأسماك المباعة، وسعر البيع كمردود أساسي للتدريب.
وادخل المشروع 74 وحدة طاقة شمسية في خيام الصيادين ببحيرة ناصر، إذ ساعدت الطاقة الشمسية في خفض استهلاك الصيادين من الغاز والسولار وفي نفس الوقت وفرت الكهرباء اللازمة لغزل الشباك خلال فترات الليل.
وقدم فريق عمل المشروع الخبرة الفنية اللازمة لمساعدة 24 مزارع اسماك لتطوير أنشطة الاستزراع السمكي في وادي النقرة ووادي الصعايدة المعروفة أيضا بقرية الشهامة وأبو سمبل بمنطقة أسوان.
حوالي 140 سيدة من بائعات الأسماك في أسوان قد شعروا بتحسن ظروف عملهن. إذ تلقوا من خلال المشروع حافظات الطعام (الآيس بوكس)، وأدوات التنظيف، والموازين، والشماسي، بالإضافة إلى تلقي التدريب على خلي السمك، وطهيه، وتمليحه، وتدخينه، صبغ جلد السمك وإدارة المشروعات. وقد استفادت السيدات من حافظات الطعام (الآيس بوكي) حيث يحفظ الأسماك من التلف ويمكن البائعة من تقليل الفاقد من الأسماك والحفاظ على سلامة الاسماك حتى وصولها إلى المستهلك. وقد زاد حجم البيع لديهن خاصة للأسماك المملحة بعد التدريب على التمليح في حين بدأت أخريات في إدخال السمك المملح ضمن المنتجات المعروضة للبيع.
وذكرت السيدات قلة رأس المال من ضمن أهم العوائق لتوسيع تجارتهن. من خلال تنظيم السيدات في مجموعات ادخارية، استطاعت 49 سيدة زيادة دخلها كما زاد حس التضامن فيما بينهن. البعض أستخدم الدخل من مجموعات الإدخار في إطلاق مشروعات لهم مثل محلات بيع ومطاعم للأسماك في جزيرة هيصة، والناصرية، والحساية والمحمودية. أوضحت آمال عبد الشافي، إحدى المستفيدات من المشروع والمعيلة الأساسية لأسرتها: “لقد تلقيت التدريب على تنظيف وخلي وطهي الأسماك من خلال المشروع السويسري. حلمي كان مطعم أسماك. وبالفعل بعد حصولي على التدريبات اللازمة والعمل في احد الفنادق لفترة، قررت فتح مطعمي الخاص بمنطقة المحمودية بأسوان. قبل التدريب، كنت انظف الأسماك من المنزل واتقاضى 5 جنيهات على كل كيلو سمك. أما اليوم بعد شهرين من افتتاح مطعمى الخاص، صرت اتقاضى ضعف هذا المبلغ عند تحضير الأسماك وطهيها، ويوم بعد يوم، ازداد عدد الزبائن لدي”.
ولتشجيع الشباب الخريجين، نظم المركز الدولي للأسماك مسابقة لرواد الأعمال لاختيار أفضل فكرة مشروع لتدخين الأسماك بما في ذلك التدريب على تطوير نموذج تجاري ناجح. تلقى الفائزون جوائز عينية لمساعدتهم على إطلاق مشارعيهم الخاصة، وكانت عبارة عن فرن، وأدوات تنظيف. فاز بالمركز الأول مصطفى نبيل منصور الذي بدأ مؤخراً مشروعه الأول لتدخين الأسماك.
معا، قدم المركز الدولي للأسماك يدا في يد مع السفارة السويسرية الدعم اللازم لسلاسل القيمة لقطاع مصايد الأسماك والاستزراع السمكي في مصر خلال العقد الماضي في مناطق مختلفة من مصر منها الفيوم، وكفر الشيخ، والبحيرة، والشرقية، والمنيا بالإضافة إلى أسوان.