التقى عصر يوم الثلاثاء ١٤/٥/٢٠١٩ عدد من مسؤولي النظام بالإمام الخامنئي وكان مما صرّح به قائد الثورة الإسلامية تأكيده على أن خيار الشعب الإيراني هو مقاومة أمريكا في حرب الإرادات التي تشنها، واستبعد سماحته وقوع حرب عسكرية مع أمريكا وأشار إلى أن التفاوض معها سمّ مضاعف ولا يقدم على ذلك أي عاقل.
وبحسب الموقع الرسمى للإمام خامنئى، شدّد قائد الثورة الإسلامية على أن خيار الشعب الإيراني المحتوم هو مقاومة أمريكا وسوف يُرغمها على التراجع وتابع سماحته قائلاً: هذه المواجهة ليست عسكرية لأنه ليس من المقرّر نشوب أي حرب، ونحن لا نسعى للحرب وهم أيضاً لا يسعون ورائها لأنهم يعلمون بأنها لن تكون في صالحهم.
وفي هذا الصدد أوضح الإمام الخامنئي قائلاً: هذه المواجهة هي مواجهة الإرادات وإرادتنا هي الأقوى لأننا نملك إضافة لإرادتنا التوكل على الله عزّوجل.
وعلّق قائد الثورة الإسلامية على التفاوض مع أمريكا قائلاً: التفاوض سمّ، ما دامت أمريكا هي ما عليه الآن فإن التفاوض مع الحكومة الأمريكية الحالية سمّ مضاعف.
واستنكر سماحته أسلوب العدو في التفاوض قائلاً: يقولون فلنتفاوض حول أسلحتكم الدفاعية، فلماذا تصنعون صاروخاً بالمدى الفلاني؛ خفّضوا هذا المدى حتى تكونوا عاجزين عن ضرب مقراتنا والرد علينا عندما نوجّه ضربة إليكم! أو يقولون مثلاً فلنتحدث حول عمقكم الاستراتيجي في المنطقة؛ أي فلتفقدوا هذا [العمق].
وأردف الإمام الخامنئي قائلاً: إذا فإن أصل التفاوض خطأ، وإن كان ذلك مع إنسان سوي. فكيف بهؤلاء الذين هم غير أسوياء ولا يلتزمون بأي شيء؟ طبعاً لا يوجد عاقل بيننا يركض وراء التفاوض.
ولفت سماحته إلى تاريخ العداء الأمريكي قائلاً: لا شك في أن عداء أمريكا الذي قد بدأ منذ انتصار الثورة الإسلامية، قد تجلّى اليوم بشكل واضح. كان هذا العداء في السابق أيضاً لكنه لم يكن بهذه الصراحة. ينبغي أن نعلم بأن من يهدد بصوت عال لا تكون هذه قوته الحقيقيّة.
وأضاف قائد الثورة الإسلامية: هؤلاء [المسؤولون الأمريكيون] يراعون مصالح الكيان الصهيوني أكثر من أي حكومة أخرى. فقرار العديد من الأعمال بيد مجتمع الصهاينة.
ثم قال الإمام الخامنئي: الأمريكيون يحتاجون لأن يهرطقوا. يقولون بأن تصرفاتنا غيّرت إيران! التغيير الذي حصل هو أن كره الشعب الإيراني لأمريكا تضاعف ١٠ مرات وبات اقترابهم من مصالح الجمهورية أكثر استحالة؛ كما تضاعفت همة شبابنا لرفع مستوى جهوزيّة البلاد وباتت قواتنا العسكرية والأمنية أشدّ انتباهاً.
واستهزئ قائد الثورة الإسلامية بالحسابات الأمريكية قائلاً: أنظروا كم أنّ حسابات العدو خاطئة بحيث أن الرئيس الأمريكي يقول أنّ طهران تشهد مظاهرات ضد النظام كل يوم جمعة. أوّلاً ليست يوم الجمعة بل السبت؛ ثانياً ليست في طهران وإنما باريس.
وحول الشأن الداخلي الأمريكي قال الإمام الخامنئي: يعاني الأمريكيون في الداخل من مشاكل اجتماعية واقتصادية عديدة. فوضع حكومتهم ليس منسجماً؛ أحدهم يطلق تصريحاً ثمّ غداة ذلك اليوم يطلق آخر تصريحاً مضادّاً. هذه علامة اضطرابهم.
وتابع قائد الثورة الإسلامية مشيراً إلى إحصاءات تدل على الواقع الأمريكي قائلاً: ورد في تقرير لوزارة الزراعة الأمريكية أن ٤١ مليون أمريكي يعانون من الجوع. وفي الشأن الاجتماعي فإن ٤٠٪ من الولادات غير شرعية كما يقول تقرير المركز الوطني للإحصاءات الحياتية في أمريكا. كما لا يزال لديهم مليونين و٢٠٠ ألف يقبعون في السجون، ولديهم أكبر نسبة في الإدمان على المخدرات و٣١٪ من إطلاق الرصاص الجماعي يحدث في أمريكا. هذه هي أوضاعهم الاجتماعية.
واستطرد الإمام الخامنئي قائلاً: لذلك فليتجنّب البعض تهويل العدو وتضخيمه كثيراً. طبعاً ينبغي عدم استصغار العدو والاستخفاف به، لكنه لا يتمتع بقوة فائقة ويعاني من مشاكل جمّة.
وأكد قائد الثورة الإسلامية أن سياساتهم بالإجمال تنتهي بضررهم من الناحية السياسية والأمنية؛ سواء سياساتهم تجاه الدول الأوروبية أو سياساتهم تجاه الدول الآسيوية.
وحول سياساتهم في مواجهة الجمهورية الإسلامية قال سماحته: سوف تُهزم أمريكا حتماً وسوف ينتهي الأمر لصالحنا. يحذّر الخبراء الأمريكيون في الصحف اليوم من أن هذه الضغوط سوف تؤدّي إلى طفرة اقتصادية في إيران.
وشدّد الإمام الخامنئي قائلاً: يجب أن لا يخشى أحد هيبة أمريكا الظاهرية؛ هذا خطأ فادح. تُسيّر القوى العظمى أعمالها بإثارة الصخب لكن قدرتهم أقل بكثير. يجب عدم الخوف من هيبتهم ومن ثروات أشباه قارون على ضفاف الخليج الفارسي العاجزين عن ارتكاب أي حماقة. لقد أنفقوا مليارات الدولارات وعجزوا عن ارتكاب أي حماقة.
وحول الشأن الداخلي للبلاد قال قائد الثورة الإسلامية: قضية الاقتصاد تشكّل اليوم المشكلة الأساسية في البلاد؛ والسبب هو الضغوط التي تفرض على معيشة الشرائح الضعيفة وأيضاً المتوسطة. متى ما تعرّض اقتصاد البلد للمشاكل سوف يطمع العدو وستتدنّى قيمة البلد. لذلك يجب أن يتم التطرّق لمسألة الاقتصاد بشكل جدّي ولا وجود لأي طريق مسدود في البلد.
وتابع سماحته قائلاً: لقد رفع الأعداء مستوى الحصار من أجل توجيه ضربة للجمهورية الإسلامية؛ لكن المهم هو أن الجمهورية الإسلامية تملك معدناً قويّاً. ويصرّح بذلك أيضاً بعض المتابعين في العالم حيث يقولون بأن هذا الحصار أينما كان أوجد تغييرات هامّة، لكن الجمهورية الإسلامية تتمتع بالصلابة بهمة المسؤولين واستنادها إلى الشعب.