سياسة

سلطنة عُمان 2040 نحو مجتمع معتز بهويته ومواطنته وثقافته وتراثه

* عُمان تزخر بمعالم ثقافية وتاريخية وسياحية كفيلة بجذب أعداد كبيرة من السائحين

استمع الي المقالة

مهند أبو عريف

تضع الرؤية المستقبلية عُمان 2040 عدداً من الأهداف والأولويات الأساسية حول مختلف المجالات في سلطنة عُمان، ومن هذه الأولويات أولوية المواطنة والهوية والتراث والثقافة الوطنية من خلال التوجه الاستراتيجي لهذه الأولوية والتى تهدف إلى إيجاد مجتمع معتز بهويته ومواطنته وثقافته يعمل على المحافظة على تراثه وتوثيقه ونشره عالمياً وإنشاء منظومة شراكة مجتمعية مؤسسية متكاملة تعزز الهوية والمواطنة والترابط الاجتماعي ووجود مجتمع معرفيٍ واعٍ يحافظ على هويته ذو مهارات وقدرات تواكب المستجدات المعرفية والمتغيرات التقنية واستثمار مستدام للتراث والثقافة والفنون يسهم في نمو الاقتصاد الوطني ومجتمع متمكن من تقييم المعرفة ونقدها وتوظيفها وانتاجها ونشرها، وكذلك مجتمع رائد عالمياً في التفاهم والتعايش والسلام ومجتمع أفراده يتصفون بالمسؤولية مدركون لحقوقهم وملتزمون بواجباتهم بالاضافة الى إيجاد إعلام مهني معزز للوعي المجتمعي ومساهم في التنمية الاجتماعية والاقتصادية.

كما أكدت الرؤية أن نطاق العولمة والثورات الصناعية لم يعد ينحصر في البعد الاقتصادي فقط، بل تطور هذا النطاق بصورة متسارعة ليشمل النواحي السياسية والثقافية والاجتماعية والسلوكية، ومع التأكيد على الحاجة لنهج التحديث والانخراط في عصر العلم والتقنية المتقدمة، إلا أن ذلك يجب أن يتوازن مع الانتماء للثقافة الأصيلة المتجيّرة، إغناء للهوية العُمانية وحرصاً على التقاليد والخصوصية، فالنجاح في تعزيز الهوية والحفاظ على الثقافة يتطلب انخراطاً واعياً ومسؤولاً في هذا العالم المتسارع، والاستفادة من الفرص الإيجابية المتاحة.

فعملية المحافظة على الهوية وتعزيز المواطنة المسؤولة تنطلق من إدماج هذه المفاهيم في المناهج التعليمية وتنشئة الجيل الجديد على مرتكزات وموروثات الهوية والحضارة العمانية، ويقوم المجتمع عامة ومؤسسات المجتمع المدني خاصة بدور فاعل في المحافظة على الموروثات الثقافية والتاريخية، من خلال نشاطاتها المختلفة الممكنة والمدعومة من قبل الحكومة والقطاع الخاص، والهادفة إلى تنسيق وتطوير البرامج الوطنية التي تعزز من التماسك الاجتماعي، والالتفاف حول الهوية الوطنية والحضارة العمانية.

فيما ينهض الإعلام بالدور البارز والمهم في تأطير ثقافة الشباب العماني، وإيجاد التوازن بين موروثات الحضارة ومرتكزات الهوية من جانب، والتطورات التقنية وتوظيف استخدامها بالطريقة المثلى المساندة لبناء المجتمع المعتز بهويته من جانب آخر، مع تركيز المناهج التعليمية على بناء القدرات الوطنية، وتعزيز الوعي بأهمية الهوية العمانية، وبناء الشخصية العمانية الداعمة لاستدامة الهوية الوطنية وفي هذا الإطار أيضاً، تقوم الأنشطة الثقافية بمختلف أنماطها في السلطنة بدور بارز في عملية تعزيز المواطنة، وتجذير مفهومها لدى الشباب العماني، والاعتزاز بهويتهم، إذ تمتلك السلطنة معالم ومواقع ومقومات ثقافية وتاريخية وسياحية قادرة على جذب أعداد كبيرة من السائحين، بحيث تعكس للعالم الهوية والحضارة العمانية.

إن التوجه نحو المستقبل والتعامل مع مستجداته والحفاظ على السمات الثقافية بتنوعها وتسامحها، بشكل مدخلاً منشوداً لرؤية عمان 2040 وهو القائم على الانفتاح على العالم بجذور راسخة، وفهم واضح لمكونات الهوية العمانية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى