إقتصاد

عيون العالم تترقب الدور المحورى لمصر وسلطنة عُمان لحل أزمات المنطقة

استمع الي المقالة

download

وكالات الأنباء – مهند أبو عريف

سلطت صحف عربية الضوء على الأوضاع الإقليمية والدولية المعقّد يُظهر مدى صعوبة اختراق جدار الأزمات لإيجاد الحلول للقضايا والملفات في المنطقة. ففي ظل صراعٍ حادٍ لا يُبشّر إلا بالتصعيد والتقاتل وتنامي الإرهاب، يأتي الدور العماني – المصري للسعي إلى بناء جسور من التواصل وتقديم طروحات لنقاش ومقاربة القضايا والخلافات من خلال التوازن في المواقف وعدم تبنّي السياسات المتطرفة. وتتساءل الصحف العربية، كيف يُنظر إلى دور مسقط والقاهرة الإقليمي؟ وهل يسعى الجانبان إلى تقديم ورقة طروحات لحلول منشودة خاصةً أنّ مسقط لا تتحرك سياسياً في الفراغ؟ وفي أي إطار توضع زيارة الوزير المسئول عن الشئون الخارجية يوسف بن علوي إلى القاهرة؟ .

ثمّة من يؤكد أنّ كل حراك سياسي تكون خلفه سلطنة عمان لن ينتهي إلا بوساطة لحل أزمة أو تقريب وجهات نظر. فكلمة «الوسيط» صفة متعلقة بالدور العماني الذي يمتاز عن غيره من الدول بمحددات للسياسة الخارجية لا تكاد تتوافر في غيرها من دول الإقليم الخليجي، وفي مقدمتها تبني منهجية التوازن والحياد في التعاطي مع أزمات وخلافات المنطقة وما حولها، على نحو جعلها موضع ثقة أطرافها جميعا وفي اللحظة المناسبة يدقون أبوابها لتلعب دور الوسيط وتقوم بالمساعي الحميدة، التي من شأنها أن تفضي إلى الإسهام في بلورة الحلول المطلوبة لها. فالدور العماني رقم أساسي في المعادلات الإقليمية والدولية وهي ذات ثقل دبلوماسي ذو طبيعة هادئة .

وتؤكد الصحف العربية وتقول: فإذا عدنا قليلاً في الزمن، نذكر محطات عديدة كان فيها لمسقط دور بارز ومهم في حلّ العديد من الملفات والإسهام في تقديم طروحات للحلول ليس على الصعيد الإقليمي فحسب، وإنما على الصعيد الدولي أيضاً ممّا يجعلها تستقطب دول العالم من خلال دورها المحوري الوسيط. كما أنها تتمتع بموقع جغرافي وعمق تاريخي مختلف عن أغلب دول المنطقة مما جعلها دولة متماسكة ومستقرة على مدى العقود الأربعة المنصرمة. إلى جانب ذلك فإن حكومة السلطنة تنحاز دوماً إلى خيار البقاء خارج دائرة الضوء في التعامل مع الأحداث والأزمات والقضايا المشتعلة وتفضيل خيار العمل من خلف الستار.

من جانب آخر فإنّ مصر بالرغم من الأوضاع الأمنية والسياسية الصعبة التي تعيشها، تحاول أن يكون دورها مساعداً لتقديم وجهات نظر تقريبية بعيداً عن الاصطفافات والتحريض، وهي تتشارك وسلطنة عمان بالعديد من المواقف المتميزة عن باقي دول المنطقة.

وعلى الصعيد الخليجي فإن موقف عُمان ثابت من الجميع بالنأي بنفسها عن الخلافات الاقليمية المعقدة، وقد سعت بشكل جدي لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء، ما أدى إلى تعرضها لضغوطات عدة لمحاولة تغيير مواقفها الثابتة.

في هذا السياق تعتبر زيارة الوزير المسئول عن الشئون الخارجية يوسف بن علوي الى القاهرة ولقاؤه مع مسؤولي مصر من أهم الزيارات التي قامت بها السلطات العمانية سياسياً واستراتيجياً – حسب الصحف العربية – والتي ناقش فيها آخر التطورات في دول المنطقة في ظل ما تشهده من عدم استقرار وتفاقم خطر التنظيمات المتطرفة. بالإضافة الى تعزيز التعاون الثنائي بين البلدين في مختلف المجالات.

واضافت الصحف قائلة: ان التوافق في الرؤى بين مسقط والقاهرة حول ضرورة التوصل لحلول سياسية لأزمات العالم العربي، يؤكد الدور المهم الذي يمكن أن يلعبه هذا الثنائي في مواجهة الإرهاب وأصوات التطرف في المنطقة.

واختمت الصحف تقول: تعكس العلاقات العمانية – المصرية قدراً مهماً من التفاهم والتنسيق المشترك والتعاون إزاء مختلف القضايا والإقليمية والدولية، وتستمد هذه العلاقات قوتها من تعدد جوانب التعاون بين البلدين الشقيقين وتشعبها. وتمثل العلاقات المصرية – العمانية محور ارتكاز هام على الساحة العربية، كما يعوّل على هذا الدور من أجل وضع أطر تدفع باتجاه تفكيك الملفات وعدم تعقيدها في ظل التشابك والتعارض في الأولويات والمصالح بين دول المنطقة والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى