إقتصاد

د. التميمى: الإعلام والتنمية المستدامة.. وجهان لعُملة واحدة

استمع الي المقالة

إبراهيم عوف

عقدت بالأمانة العامة لجامعة الدول العربية ورشة عمل بعنوان: “دور الإعلام التنموى فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة، والدراسات الاستراتيجية). والتي نظمها ( قطاع الإعلام والاتصال- إدارة البحوث والتنمية المستدامة).

قال د. علاء التميمي مدير إدارة البحوث والدراسات الإستراتيجية:” ان المجال مفتوح لكل المؤسسات الإعلامية لتقديم برامج إعلامية هادفة، وتقديم رؤي آخري في هذا الصدد. و من ثم إيصال الرسالة إلي المواطن العادي ” المتلقي ” . وهو الهدف الذي نظمت من أجله هذه الورشة. نحن في الأمانة العامة لجامعة الدول العربية، نجتمع باصحاب الرأي والأختصاص من إعلاميين، وأدباء، ومفكرين، ومبدعين لكي نسمع لهم – كلاً في مجال إختصاصه- ماذا يحتاج، وماهي المعوقات في نطاق عمله”.

مندوب الدبلوماسى.. الأستاذ إبراهيم عوف والنائبة البرلمانية منال عامر.

أضاف.. في النهاية تجمع الاراء، وتبلور بصيغة معينة وتقدم إلي مجلس الإعلام العربي.. وتكون مادة للنقاش لتفعيل دور الإعلام العربي، وبذلك نكون ساهمنا في وضع خطة تنفيذية للخريطة الإعلامية- لآن أي خريطة إعلامية لا تنفذ الا بوجود الخطة تنفيذية لها توقيتات زمنية وتمويل. والمجال مفتوح لكل الزملاء للمشاركة بالأفكار، والأطروحات، والرؤي، والمداخلات وأرسالها لأمانة الجامعة لإعادة صياغتها و نشرها في كتاب – وحقوق الملكية الفكرية محفوظة للجميع.

و أشار إلي ان هذا الكتاب سوف يوزع علي الأعضاء، وعلي المكتبات العامة ، وعلي المجالس المختلة بجامعة الدول العربية.
وأكد علي ان انعقاد هذه الورشة العلمية يأتي فى إطار جهود الأمانة العامة ( إدارة البحوث والدراسات الاستراتيجية) فى رصد ومتابعة دور الإعلام العربى فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة فى المنطقة العربية، وتهدف الورشة إلى تسليط الضوء على دور الإعلام فى تعزيز الوعى ودعم تحقيق أهداف التنمية المستدامة، من خلال طاولة مستديرة (عصف فكرى) لتقديم رؤية واضحة لصناع القرار حول وسائل وآليات النهوض بالإعلام فى المجال التنموى.

قال السيد هاني نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية: “في البداية أشكر كل القائمين علي ورشة العمل” هذه ، فى رحاب الأمانة العامة للجامعة. ولعل الحديث عن الدور الذى يمكن أن يقوم به الإعلام فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة .. يجب أن يبدأ من مسئولية الإعلام فى إفساح المجال للعلماء والمثقفين ، لكى يشغلوا المساحة التى يستحقونها فى المشهد الإعلامى .. بإعتبارهم الركيزة الأساسية لمشروعات التنمية .. فكرا وتخطيطا .. بالتالى فإن على وسائل الإعلام مسئولية إلقاء الضوء على الجهود التى يبذلها العلماء فى البحث العلمى ، والنتائج التى يتوصلون إليها ، حتى يستفيد منها أصحاب القرار .. ويطلع عليها الرأى العام ، فيتفاعل معها بالتمحيص والتطوير والإضافة . وعلى وسائل الإعلام إفساح المجال للمثقفين الحقيقيين .. وليس مدعى الثقافة .. لكى يكونوا فى مقدمة المشهد الإعلامى .. هديا وتنويرا .. نظرا لأهمية الدور الذى يقوم به المثقفون فى صناعة الرأى العام ، والإرتقاء بالمجتمعات ، وبناء الإنسان .. الذى هو آداة التنمية وهدفها .. هكذا يكون الإعلام إعلاما تنمويا ، فاعلا ، ومساهما حقيقيا فى تحقيق برامج وأهداف التنمية المستدامة.

وأشار هاني إلي ان هناك “جرح” في برامج التنمية فى عالمنا العربى .. الذى أراه فى إقصاء العلماء والمثقفين عن صدارة المشهد الإعلامى .. ليحتله بعض مدعى الثقافة الذين يبحثون عن “الوجاهة الإجتماعية” .. أو بعض المتسلقين الذين يسعون الى تولى المناصب.

وأضاف.. لا نريد لوسائل الإعلام العربية ، أن يصبح حالها أشبه بحال المياة الآسنة .. تطفو فيها الشوائب على السطح ، بينما يستقر فى القاع كل ماهو نفيس .. !

– وكما أن تجرع “المياة الآسنة” يشكل خطرا على حياة الإنسان .. فإن متابعة الإعلام الذى تطفو فيه الشوائب على السطح، تشكل خطرا على حياة المجتمعات .. فتضل وتسقط ..!
– لابد أن نعترف أن “صدمة” مجتمعاتنا العربية كبيرة فيما أصبحت تقدمه وسائل الإعلام العربية .. لأنه فى الوقت الذى كانت مجتمعاتنا تنتظر فيه تطورا إيجابيا فى الرسالة الإعلامية ، يتناسب مع التطور السريع فى التكنولوجيا ووسائل الإتصال الذى شهده العالم فى الفترة الأخيرة .. فإن العكس هو الذى حدث .. حيث فوجئنا بالساعين الى الشهرة يتكالبون على تقديم البرامج التليفزيونية .. وفوجئنا ب “البهلونات” يقدمن الفتاوى الدينية .. ومدعى الثقافة ينتحلون صفة “الكاتب” و “الشاعر” و “الأديب” ..
– أما فى الإعلام الورقى .. فقد انحدرت اللغة بدرجة كبيرة .. فأصبحت المقالات تكتب بلغة ركيكة ، تختلط فيها أحيانا الفصحى بالعامية .. وتغيب عنها الفكرة الصائبة أو المعلومة المفيدة .. بعد أن احتكر الكتابة فى صفحات الرأى أسماء بعينها .. وكأنهم هم وحدهم أصحاب الحق فى التعبير عن الرأى ، وليس بقية الناس ..!
· لاشك أن ذلك قد انعكس سلبا على حياتنا الثقافية .. فتراجعت الثقافة خطوات كثيرة الى الوراء .. بعد أن عاشت عصورا ذهبية ، عندما كانت مقالات الصحف يكتبها عمالقة الأدب والثقافة ، كالدكتور طه حسين ، وعباس محمود العقاد ، وتوفيق الحكيم ، وكامل الشناوى .
و لابد هنا من الإشارة أيضا الى أن بعض مؤسساتنا الثقافية قد ساهمت هى الأخرى بدور فى تراجع الثقافة العربية .. عندما فتحت أبوابها لأنصاف المثقفين الذين يمتلكون شبكة علاقات عامة قوية .. استطاعوا بها شغل قاعات الأوبرا تحت عناوين براقة .. “صالون ثقافى” أو “أمسية شعرية” .. بينما الثقافة والشعر منهم براء .. كما استطاعوا جلب كاميرات التليفزيون لتصوير تلك المشاهد الهزلية .. كى يتصدروا بها المشهد الإعلامى تحت عباءة المثقف أو الشاعر .. بينما هم فى الحقيقة خصوم الثقافة .. وهم الحشائش الضارة فى حقل القمح ..!
· أقول إنهم “خصوم الثقافة” لأن كل من يسعى عن طريق العلاقات العامة .. أو عن طريق وساطة من أصحاب السلطة .. كى يحتل مساحة لا يستحقها فى الإعلام ، فيبدو للناس فى “عباءة المثقف” .. هو فى الحقيقة يلحق الضرر بالثقافة ..!

– من هنا تأتى أهمية هذه اللقاءات التى تنظمها إدارة البحوث والدراسات الإستراتيجية بجامعة الدول العربية ، التى لا تقتصر فقط على أهمية الموضوعات التى تطرحها للبحث أمام نخبة من المثقفين والمفكرين العرب .. بل لكونها تأتى فى فترة ، أحسب أن حياتنا الثقافية على إمتداد الوطن العربى تتعرض فيها الى عواصف ترابية .. محملة بغبار “الغرباء على الثقافة” .. الذين ينتمون الى أوساط شتى .. يريدون ارتداء “عباءة المثقف” .. لعلها تزيدهم وجاهة وبهاء .. لم يحصلوا عليه من أموال جمعوها ، أو مناصب وصلوا إليها ، أو شهرة اقتنصوها من بعض وسائل الإعلام ..!

وتسأل هاني.. أين هى “منزلة” العلماء والمثقفون فى وسائل الإعلام العربية ؟ وتابع هم مهمشون .. ومستبعدون ..! تلك إذن هى القضية التى تستحق أن نناقشها اليوم ، ونحن نلتقى على مائدة البحث حول “دور الإعلام التنموى فى تحقيق أهداف التنمية المستدامة” .. لأن الخطر الحقيقى على برامج التنمية ، هو “تهميش وإقصاء” العلماء والمثقفين .. بينما هم القادرون على قيادة عمليات التنمية نحو تحقيق أهدافها.

وأشار في معرض حديثه عن تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة حيث تبنت دولة الإمارات أجندة 2030 للتنمية المستدامة في مرحلة مبكرة وأظهرت التزامها بالعمل على تحقيق مستقبل أفضل للجميع. غير أن أهداف التنمية المستدامة لا تتحقق بجهود الحكومة وحدها إذ يتطلب بذل المؤسسات غير الحكومية والقطاع الخاص وحتى الأفراد جهود دؤوبة وفعالة لتعزيز استدامة كوكبنا من أجل الأجيال القادمة.
و أن علاقة دولة الإمارات العربية المتحدة بمفهوم التنمية المستدامة تعود إلى ما قبل ظهور هذا المسمى وتداوله على نطاق عالمي واسع.. ضمن نهج تطويري متكامل ومستدام أخذ في النضوج عبر السنوات وصولا إلى رؤية الإمارات 2021 والأجندة الوطنية التي تتطابق في جوانب عديدة منها مع أهداف التنمية المستدامة العالمية. إن الإعلام يحظى باهتمام قيادتنا الرشيدة التي ترى فيه جسراً مهماً يربط المجتمع بالتطورات من حوله ويطلع أفراده على إنجازات الوطن ويشركهم في استمرارها واستدامتها إذ كان الإعلام وسيظل شريكاً في بناء دولة الإمارات ومسيرتها التنموية الحافلة ما يضع مسؤولية كبيرة على مؤسساتنا الإعلامية في اتجاه تطوير قدراتها بالاستثمار في المستقبل.
وفي ظل الظروف التي تعيشها مجتمعاتنا من تطورات وتحولات سياسية واجتماعية واسعة المجالات حيث يمكن القول إن الإعلام – بوسائله المختلفة (المرئية والمسموعة والمقروءة )- يجب أن يلعب دورًا بارزًا في تعزيز الوعي بشكل عام، وفي تدعيم قيم المشاركة لدى الأفراد من خلال المعلومات والأفكار والتوجهات المنقولة لهم عبر مختلف البرامج المعروضة وهذا بلا شك يحدث تنمية شاملة تساعد في تشكيل قاعدة من العلم والمعرفة، تعمل على تغيير سلوك الأفراد الواعين للسير على النهج الصحيح ورادعًا لهم في الوقت نفسه للابتعاد عن الصيغ والأساليب التي لا تتفق مع مصالح المجتمع وأهدافه.أكدت د. هالة العبيدي رئيس قسم الباطنة بجامعة أسوان علي أن الأعلام له دور كبير، فى تنمية المجتمعات العربية وخاصة فى التنمية المستدامة وتحقيق أهداف التنمية المستدامه فى جميع القطاعات وخاصة قطاع الصحة.
وأضافت ان المجتمعات العربية شاركت في تقديم كل ما هو أفضل للمواطن العربى وخاصة أن الفترة الماضيهٌ، فقد شهدت تحركات كثيرة للحكومات العربية على المستوى الصحى فى تحقيق وقاية وتقديم خدمات علاجية وبناء مستشفيات عديدة فى القطاعات الصحية المختلفة.

شارك فى هذه الورشة الجهات المعنية بالبحوث والدراسات الإعلامية فى وزارات الإعلام بالدول العربية، والعديد من الشخصيات الفكرية والأكاديمية المتخصصة وكبار الإعلاميين المتخصصين بالإعلام والتنمية المستدامة فى الدول العربية ، والمنظمات والاتحادات الممارسة لمهام إعلامية. وذلك بحضور كل من: الوزير المفوض بجامعة الدول العربية السيد مروان مصطفي محمد، مجلس وزراء الخارجية العرب، و د. ندي العجيزي مسئولة التنمية المستدامة بجامعة الدول العربية ، والنائبة البرلمانية منال عامر، و د. حسن مكاوي عميد كلية الإعلام جامعة القاهرة، و د. مختار يونس مؤسس معهد البحوث والدراسات لإعداد الطفل،
و السيدة أمل حسن نائب رئيس الإذاعة المصرية، والكاتب الصحفي أحمد المسلماني، مستشار رئيس الجمهورية السابق للشئون السياسية، و د. مني الوكيل عضو المجلس القومي للمرأة، و د. حنان يوسف عميدة كلية الإعلام بالقرية الذكية -الإكاديمية البحرية، و د. أنجي أبو العزم أستاذ الإعلام بجامعة أسوان، و د. هالة العبيدي رئيس قسم الباطنة جأمعة أسوان، و الكاتب السياسي السيد هاني ، نائب رئيس تحرير جريدة الجمهورية ، و حسن ثابت رئيس قسم الترجمة قطاع الأخبار.
وبهية حفني رئيس مجلس إدارة جريدة الحوار. قام بتنظيم اللقاء أ. نجاة المرابي، وأداره د. علاء التميمي مدير إدارة البحوث والدراسات الإستراتيجية بجامعة الدول العربية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى