القاهرةُ تتوجَّهُ نحوَ طهران مُديرةً ظهرَها للرياض

أشرف أبو عريف

تناولت الصحفُ الإيرانية في اعمدتِها الرئيسيةِ ولليومِ الثاني على التوالي موضوعَ السياسةِ التي تَنتَهِجُها مصرُ على صعيدِ القضايا الاقليميةِ وحَمَلَ مقالُ جوان عنواناً يقول( القاهرةُ تتوجَّهُ نحوَ طهران مُديرةً ظهرَها للرياض).
الى جانبِ ذلك تواصَلَت تداعياتُ وانعكاساتُ التصريحاتِ العدائيةِ التي ادلى بها وزيرُ خارجيةِ الاماراتِ في نيوريورك ضد ايران في الصحفِ الايرانية، وحملَتْ افتتاحيةُ صحيفةِ جمهوري اسلامي (الاماراتُ بحاجةٍ للعقلانية) ونقرأ في افتتاحيةِ جام جم وهي بقلم مستشارِ قائدِ الثورةِ الاسلامية في قواتِ حرسِ الثورة عن اهميةِ القدراتِ الدفاعيةِ الايرانية والافتتاحيةُ حَمَلَت عنوان (القدراتُ الدفاعيةُ الايرانيةُ جَعَلَت التهديداتِ تَفقِدُ اهميَّتَها).
1_ جوان…
سَلَّطَت صحيفةُ جوان الاضواءَ في مقالِها (القاهرةُ تتوجَّهُ نحوَ طهران مُديرَةً ظهرَها للرياض) على الانعكاساتِ وردودِ الفعلِ السعوديةِ الغاضبةِ ازاءَ اللقاءِ الذي تَمَّ بين وزيريْ خارجيةِ ايرانَ ومصرَ على هامشِ اجتماعاتِ الجمعيةِ العامة ِللامم المتحدة بنيويورك.
وتَرى الصحيفةُ اَنَّ ردودَ الفعلِ السعوديةَ تَعكِسُ غَضَباً متراكماً تَفَجَّرَ بعد اللقاءِ المذكور، غضبٌ يرتبط ايضاً بعدمِ اجراءِ الرئيسِ المصري لقاءً مع وليِّ عهدِ السعودية وكذلك تَفادي وزيرِ الخارجيةِ المصري عقدَ اجتماعٍ مع نظيرِهِ السعودي بنيويورك.
وجاء في مقالِ الصحيفة((الموضوعُ يرتبطُ في الواقعِ بانتهاجِ القاهرةِ لسياسةٍ مستقلةٍ عن تأثيرِ النفوذِ السعودي وذلك على صعيدِ قضايا المنطقةِ خاصةً ازاءَ الازمةِ السورية. فتصريحاتُ الرئيسِ المصري في نيويورك حول الازمةِ السورية تَتَناقَضُ تماماً مع الرؤيةِ السعوديةِ للامور)).
كما اَنَّ تصريحاتِ وزيرِ الخارجيةِ المصري اَكَّدَت أنَّ القاهرةَ لا تَدعو ابداً الى اسقاطِ النظامِ السوري بل لحلِّ الازمةِ السوريةِ سياسياً بين السوريين.
وجاءت الطامَّةُ الكبرى.. والحديثُ ما يَزال لصحيفةِ جوان عندما وَضَعَ نائبٌ في لجنةِ العلاقاتِ الخارجيةِ في البرلمانِ المصري النِقاطَ فوق الحروفِ مؤكِّدأً اَنَّ السياسةَ التي يَنتَهِجُها الرئيس ُالمصري على صعيدِ الازمةِ السورية باتَت تقتَرِبُ كثيراً من محورِ ايران – روسيا مقابلَ محور ِامريكا – السعودية.
وخَلَصَت الصحيفةُ للقول إنه الى جانبِ ذلك تَرفُضُ القاهرةُ الانزلاقَ في سياساتِ التصعيدِ السعوديةِ ضد ايران ويبدو واضحاً أنَّ مصرَ ضَرَبَت بعُرضِ الحائط كلَّ الاغراءاتِ الماليةِ السعودية رغمَ الضائقةِ التي يُواجِهُها الاقتصادُ المصري، رافضةً الانسياقَ وراءَ المغامراتِ السعوديةِ الطائشة. 
2_ جمهوري اسلامي…
وَجَّهَت صحيفةُ جمهوري اسلامي انتقاداتٍ حادةً لوزيرِ خارجيةِ الامارات على خلفيةِ تصريحاتِهِ العدائيةِ ضد ايران وطَرحِهِ لنفسِ الادعاءاتِ الفارغةِ حول الجزرِ الايرانيةِ الثلاث في الخليجِ الفارسي وذلك في الخطابِ الذي اَدلى به في اجتماعاتِ الجمعيةِ العامةِ للامم المتحدة، وهو خطابٌ قال فيه بكلِّ عدائيةٍ إنَّ ايرانَ تَتَسبَّبُ بزعزعةِ الاستقرارِ في المنطقة.
وجاء في الصحيفة ((تصريحاتُ الوزيرِ الاماراتي عبدالله بن زايد تَفتَقِرُ للعقلانيةِ وللمنطقِ الصحيح، وهذا اقلُّ ما يُمكِنُ القولُ بشأنِها.. ويَبدو اَنَّ العداءَ قد جَعَلَه لايرى مَن الذي يؤجِّجُ الحربَ في سوريا ومَن الذي يقودُ حرباً هوجاءَ على اليمن، كما اَنَّ العداءَ جَعَلَهُ يُغلِقُ عينَه على معاناةِ الشعبِ الفلسطيني الذي يتعَرَّضُ لعدوانٍ مستمرٍّ من قِبَلِ الصهاينة)).
واضافت الصحيفةُ اَنه في ظلِّ الافتقارِ للعقلانيةِ وفي غيابِ المنطقِ الصحيح وتَغَلُّبِ مشاعرِ العَداءِ غيرِ المبرِّر وتجاهُلِ كلِّ الوشائجِ القوية التي تَربِطُ الشعبَ الايرانيَّ المسلمَ بالشعوبِ العربية ليس من المفاجَأَةِ ابداً ان تَصدُرَ مثلُ هذه التصريحاتِ من قِبَلِ نُظُمٍ اختَلَطَت عليها الامورُ بسببِ كلِّ ذلك وباتَت تَندَفِعُ بشكلٍ متسارِعٍ للشدِّ على اليدِ الصهيونيةِ بدلاً من التركيز ِعلى المشتركاتِ الاسلامية وعلى الوشائجِ التاريخية ِوالثقافيةِ العميقةِ مع جيرانِها.
وخَلَصَت الصحيفةُ متسائلةً متى يُدرِكُ هذا الوزيرُ الاماراتيُّ واَمثالُهُ أنَّ ايرانَ لن تُفرِّطَ بشبرٍ واحدٍ من ترابِها، واَليسَ من الافضلِ وبدلاً من اَن يَطرَحَ مثلَ هذه الادعاءاتِ الفارغةِ حول الجزر ِالايرانية ان يُلقيَ نظرةً على ما آلَ اليه عدوانُ صدام على بلادِنا لِيَفْهَمَ ذلك.
3_ جام جم…
ننتقل الى صحيفةِ جام جم التي نَشَرت افتتاحيةً بقلمِ مستشارِ قائدِ الثورة الاسلامية في قواتِ حرس الثورة اللواء (حرس يدالله جواني) حول اهميةِ تعزيزِ القدراتِ الدفاعيةِ الايرانية، الافتتاحيةُ تحدثت عن الاهميةِ الجيوبوليتكيةِ الكبيرةِ لموقعِ ايرانَ في المنطقة، ونَوَّهَت باطماعِ القوى الكبرى بثرواتِ ايرانَ والمنطقة كما اَشارت الى التهديداتِ المستمرةِ التي تُواجِهُها ايرانُ منذ انتصارِ ثورتِها الاسلامية.
وجاء في افتتاحية جام جم ((يبدو واضحاً للعيان تماماً اَنَّ الاستكبارَ العالمي يَرفُضُ اساساً وجودَ النظامِ الاسلامي في ايران، وهو لنْ يُعدِمَ وسيلةً لاِسقاطِ هذا النظام، هذا ما ثَبَتَ على مَدى اكثَرَ من ثلاثةِ عقود)).
ومن هنا وحَسَبَ الصحيفةِ يكون من الطبيعي تماماً انْ تَعمَلَ ايرانُ على تعزيزِ قدراتِها الدفاعية، وعلى اعتمادِ النظريةِ العسكريةِ القائلةِ اِنَّ تعزيزَ قدراتِ البلادِ على الردعِ افضلُ وسيلةٍ للدفاع.
وخَلَصَت الصحيفةُ للقول إنه من هذه الرؤيةِ تَعمَلُ ايرانُ على تعزيزِ قدراتِها الصاروخية، واستَطاعت حتى الان تحقيقَ تقدُّمٍ هائلٍ في هذا المسار.. تَقَدُّمٍ ضمنَ امنِ البلادِ واستقرارِها وسْطَ كلِّ العواصفِ الهوجاءِ التي تَعصِفُ بالمنطقةِ منذ سنوات.
وهذه القدرةُ العظيمةُ من الردعِ هي التي جَعَلَت امريكا والقوى الاستكباريةَ بشكلٍ عام والكيانَ الصهيونيَّ لاتَجرُؤُ على شنِّ ايِّ عدوانٍ على ايرانَ رغمَ كلِّ التهديداتِ التي اَطلَقَتْها قوى الشرِّ هذه.
4_ سياست روز…
في افتتاحيتِها (وعودُ امريكا كاذبة) تحدَّثَت صحيفةُ سياست روز عن المُماطَلاتِ الامريكيةِ على صعيدِ تنفيذِ الالتزاماتِ الخاصة ِببرنامجِ العملِ المشترك او الاتفاق النووي.
وترَى الصحيفةُ أنَّ اُسُسَ هذا الاتفاق كانت مهزوزةً منذ البداية لأنَّ امريكا تعمَّدَت دفعَ الامورِ باتجاهٍ يَضمَنُ لها استغلالَ الاجواءِ بعدَها لتحقيقِ اهدافٍ ونوايا خاصةٍ لاترتبطُ بالبرنامجِ النوويِّ السلميِّ الايراني قَدْرَ ما ترتبط بتصعيدِ الضغوطِ على ايران خَلْفَ ذرائعَ مختلفة وجاء في الصحيفة ((لقد ثَبَتَ بالتجربةِ وبعدَ مرورِ عامٍ على اِبرامِ هذا الاتفاقِ أنَّ امريكا لم تكن جادَّةً منذ البداية واَنَّ هدفَها النهائيَّ من وراءِ هذا الاتفاق ومن وراءِ كلِّ مماطلاتِها على مسارِ تنفيذِ التزاماتِها هو احتواءُ ايرانِ الاسلام من خلالِ طرحِ شروطٍ مختلفةٍ بشأنِ سياساتِ ومواقفِ ايران)).
وبعبارةٍ اُخرى وحَسَبَ سياست روز ارادت امريكا ومنذ البداية تحقيقَ عبرَ هذا الاتفاقِ وبعدَ تجريدِهِ من محتواهُ ما عَجَزَت عن تحقيقِه عبرَ التهديدات. وخَطَّطَت منذ البدايةِ لعرقلةِ استيفاءِ ايرانَ لحقوقِها بشتى السبل والاساليب.
والمسالةُ الاكثرُ خطورةً هنا هي اَنَّ مستقبلَ هذا الاتفاقِ سيكون على كفِّ عفريت بكلِّ معنى الكلمة بعد الانتخاباتِ الامريكية خاصةً مع تصعيدِ المرشَّحَيْنِ الرئاسييْن من تهديداتِهِما ضد ايران وهذا الاتفاقِ منذ الان.
5_ رسالت…
في مقالها (صفقةُ الشياطينَ خَلْفَ الستائر) تحدَّثَت صحيفةُ رسالت عن استخدامِ الرئيسِ الامريكي حقَّ النقض الفيتو للحيلولةِ دون تنفيذِ الكونغرس لمشروعِ قرارٍ يَسمَحُ بملاحقةِ السعوديةِ قانونياً على خلفيةِ تورُّطِها في هجماتِ الحادي عشر من سبتمبر ايلول بنيويورك.
وجاء في الصحيفة ((هذا الفيتو هو ثمرةُ صفقاتٍ وتَفاهماتٍ سريةٍ بين واشنطن والرياض، اي بين اكبرِ حُماةِ الارهابِ في العالم))
واضافت الصحيفةُ أنَّ الادارةَ الامريكيةَ لم تتردَّدْ عن مصادرةِ مليارَيْ دولار من الاموالِ الايرانيةِ المجمَّدَةِ في امريكا خلفَ ذريعةِ اتهاماتٍ لم تُقدِّمْ واشنطن ايَّ دليلٍ بشأنِها، اِلّا َاَّن هذه الادارةَ اَغمَضَت عينَها بالكامل على وثائقَ للاستخباراتِ الامريكيةِ نفسِها بشأنِ تورُّطِ مسؤولينَ سعوديينَ في تلك الهجَمات.
وخلصت الصحيفةُ للقول إنَّ وراءَ هذه الصفقةِ بين واشنطن والرياض مصالحَ ماليةً ضخمةً تَرتبِطُ بالاستثماراتِ والاموالِ السعوديةِ في امريكا، ومبيعاتِ السلاحِ الامريكيةِ للسعودية، كما ترتبط بالمخططاتِ المشتركةِ على صعيدِ دعمِ الجماعاتِ الارهابيةِ التفكيرية.
6_ اطلاعات..
صحيفةُ اطلاعات نَشَرت في صدرِ صفحتِها الاولى عنواناً رئيسياً لتقريرٍ خاصٍّ مُرفَقٍ بصورةٍ يتحدَّثُ عن تدشينِ خطٍّ لتصنيعِ صواريخِ ارض – ارض بعيدةِ المَدى تَحمِلُ اسمَ ذوالفقار تتميَّزُ بدقتِها المتناهية.
وجاء في التقرير صرَّحَ وزيرُ الدفاع الفريق حرس (حسين دهقان) بمناسبةِ اسبوعِ الدفاعِ المقدس عن قربِ دخولِ ثلاثةِ طرازاتٍ من الصواريخِ ايرانيةِ الصنعِ الى مجالِ الخدمةِ قبلَ نهايةِ السنةِ الايرانيةِ الحالية اي في العشرينَ من شهرِ مارس اذار المقبل.
وحَسَبَ الوزيرِ دهقان تَحمِلُ هذه الصواريخَ اسماءَ (غدير، وسجيل وخرمشهر) ونَوَّهَ وزيرُ الدفاعِ ايضاً بقدرةِ الصناعةِ العسكريةِ الايرانيةِ على انتاجِ طرازاتٍ جديدةٍ من صواريخِ ارض- ارض قادرةٍ على حملِ رؤوسٍ حربيةٍ من اَحجامٍ مختلفة وهي صواريخُ قادرةٌ على اصابةِ اهدافِها بدقةٍ كبيرةٍ بحيث لايَزيدُ هامشُ الخطأِ عن عَشَرَةِ امتارٍ فقط.
ولعلَّ من ابرزِ ما جاء في تصريحاتِ وزيرِ الدفاعِ حسين دهقان اشارتَه الى عزمِ ايرانَ على اجراءِ تغييراتٍ وتعديلاتٍ على طرازاتٍ خاصةٍ من صواريخِ ارض – ارض وتحويلِها الى صواريخِ ارض –بحر.
7_ ايران…
بعد ذلك نُلقي نظرةً على تقريرٍ لصحيفةِ ايران حول المؤتمرِ العالمي لمجلسِ الصناعات ِاليدويةِ في مدينةِ اصفهانَ الايرانية.
التقريرُ اشارَ الى مشاركةِ مئتَيْ مندوبٍ من اثنين وعشرينَ بلداً ونَقَلَت الصحيفةُ في هذا التقرير الذي يَحمِلُ عنوان (اصفهان، القلبُ النابضُ للصناعاتِ اليدويةِ في العالم) عن رئيسِ منظمةِ التراثِ الثقافي والصناعاتِ اليدويةِ والسياحةِ في ايران (مسعود سلطاني فر) قولَه اِنَّ استضافةَ ايرانَ المؤتمرَ الدوليَّ السادسَ للصناعاتِ اليدويةِ تَعكِسُ واقعَ مكانةِ ايرانَ العالميةِ في هذا المجال، وكذلك اشارتَه الى اهميةِ تطويرِ وانعاشِ هذه الصناعاتِ لايجادِ فُرَصٍ جديدةٍ للعملِ وللحيلولةِ دونَ اندثارِ بعضِ الصناعاتِ اليدويةِ التقليديةِ وخروجِها من الاسواق.
واخيراً جاء في التقرير اَنَّ (سلطاني فر) شَدَّدَ على اهميةِ التعاونِ والتنسيقِ وتبادلِ الخبراتِ والمعلوماتِ بين بلدانِ العالمِ المعروفةِ بصناعاتِها اليدويةِ التقلدية.
واشار تقريرُ الصحيفةِ الى تَبَوُّءِ مدينةِ اصفهان لمكانةٍ مرموقةٍ بين مدنِ العالَمِ قاطبةً على صعيدِ عراقةِ وتنوُّعِ وجمالِ صناعاتِها اليدويةِ التقليديةِ المختلفة.