سلايدرسياسة

الدقم العُمانية على خطى المدن الذكية العالمية

استمع الي المقالة

مهند أبو عريف

كشف ملتقى الدقم في دورته الرابعة والذي عُقد تحت عنوان “المدن الذكية والذكاء الصناعي”،  بمشاركة خبراء دوليين وعُمانيين، عن جاهزية البنية الأساسية بالمنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم لتطبيق الحلول التي تتطلبها المدن الذكية.

إذ تعمل هيئة المنطقة الاقتصادية الخاصة بالدقم، على الاستفادة من تقنيات العصر الحديث في تحويل الدقم إلى مدينة ذكية، وتوظف هذه التقنيات لخدمة الحياة الاقتصادية والعامة في الدقم، ويتم العمل حاليا على تطوير نظام المعلومات الجغرافية في المنطقة ليتم من خلاله التحويل الرقمي، وأرشفة وتحليل كافة المعلومات الجغرافية بما في ذلك المخططات التنظيمية، ومواقع التطوير المختلفة، وممرات البنية الأساسية كشبكات الطرق والكهرباء والمياه والاتصالات وتصريف مياه الأمطار.

كما قامت الهيئة بإطلاق تطبيقات ذكية على الهاتف المحمول لتفعيل التواصل بين الهيئة من جهة والمواطنين والزوار من جهة أخرى، ويشمل ذلك توفير معلومات عن الخدمات الحكومية والسياحية المقدمة في المنطقة.

ولا شك أن سعي الهيئة لتوظيف التقنيات الحديثة في مختلف مجالات الحياة الاقتصادية والاجتماعية بالدقم، سوف يسهم في استقطاب المزيد من الاستثمارات إلى المنطقة لتصبح خيارا أساسيا للمستثمرين من السلطنة والخارج.

وتبين التجارب العالمية في مجال تطوير المدن الذكية المستدامة أهمية الدور المركزي الذي تحتله الحكومة في رسم السياسة العامة المتعلقة بتطوير البنية الأساسية لمنظومة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، ووضع الأطر التشريعية والمؤسسية اللازمة لتنظيم الخدمات التي ترتبط بهما، كما توضح هذه التجارب أن الاستثمار في تطوير المنظومات الذكية وخاصة المتعلق منها بالبنية الأساسية، كشبكات الاتصال وخوادم الحاسوب ومجسات الاستشعار عن بعد والبرمجيات يجب أن يتم على مراحل، وأن يأخذ بالاعتبار متطلبات الجدوى والاستدامة المالية، ورفع الكفاءة الفنية وتحسين مستوى التنافسية، وأن يتم تطوير البنى الأساسية للأنظمة الذكية من خلال عقد شراكات منتجة بين القطاعين العام والخاص.

كما أن الخطط الطموحة التي تعمل عليها السلطنة في تعزيز مكانتها لتكون مركزا محوريا في استقطاب الاستثمارات العالمية في مختلف المجالات وخاصة مجال اللوجستيات والتعدين والسياحة والثروة السمكية بدأت تؤتي ثمارها، وبالفعل أصبحت السلطنة مقصدا مهما على خارطة الاستثمارات العالمية، وذلك لما تمتاز به السلطنة من موقع استراتيجي وما تزخر به من مقومات طبيعية وقوانين وحوافز تحفظ للمستثمرين رؤوس أموالهم ومكانتهم.

الاستثمار في الدقم

ثمة مجموعة من الحوافز التي تقدمها الحكومة العُمانية للمستثمرين بالدقم من أبرزها السياسات التفضيلية للاستثمار الأجنبي، وموقعها الاستراتيجي على الطرق البحرية الدولية خارج مضيق هرمز، وتعدد نماذج وسائل النقل، وتنوع الموارد الطبيعية، وتعد مصفاة الدقم أحد أهم المشاريع الاستثمارية الجديدة التي تشهدها السلطنة في مجال الطاقة وتمتلك المصفاة موقعا استراتيجيا على الساحل الشرقي الجنوبي لسواحل السلطنة. وهي شراكة بين شركة النفط العمانية المملوكة كليا لحكومة السلطنة وشركة النفط الكويتية، ومن المتوقع أن تبدأ بإنتاج 230 ألف برميل في اليوم في عام 2022.

وفي هذا السياق يؤكد خبراء الذكاء الاصطناعي والتقنيات، أن المدن الذكية لا تتطلب تقنيات حديثة فقط بل موارد طاقة وتشريعات ذكية أيضا، ومن هنا فإن منطقة الدقم لابد أن تنتهج ضرورة الاستثمار في تبني التكنولوجيا الحديثة كونها المستقبل، وعاملا مهما في التقدم والتطور في عالم الأعمال بكفاءة أكبر.

وحول أهم مكونات المدن الذكية أكد الخبراء: إنه لا أهمية للمدن الذكية بدون وجود مواطنين أذكياء يستخدمون التكنولوجيا للتعبير عن آرائهم ويساهمون في التقدم الاقتصادي للمدينة من خلال اتخاذ قرارات اعتمادا على البيانات التي تتيحها لهم وسائل التقنية الحديثة، مع ضرورة تبني الطاقة النظيفة في تشغيل المدن الذكية، لانه بحلول عام 2030 سيعمل 40 مليون شخص حول العالم في مجال الطاقة المتجددة.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى