د. حذامي محجوب
شهدت المملكة خلال عهد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود تطورا واكب النمو التقني المتسارع على جميع المستويات في العالم، وهذا التطور المتسارع والتغييرات الجذرية التي شهدتها المملكة انعكست على علاقاتها بالدول العربية والإسلامية والدولية ومنها تونس ،فقد تعززت علاقاتها مع تونس لاسيما في مجال تبادل الخبرات والتجارب في جميع المجالات ومنها المجال الثقافي .
و تجسدت ملامح علاقات التعاون التونسية السعودية في مجال الثقافة خلال السنوات الثلاث الأخيرة في ظل الرعاية الكريمة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود وأخيه فخامة الرئيس الباجي قايد السبسي رئيس الجمهورية التونسية، وذلك من خلال مجموعة من الاتفاقيات والمشاريع التي بدأ تنفيذ البعض منها وما يزال البعض الآخر في طور التنفيذ.
وتداوم المملكة في كل عام على المشاركة في معرض تونس الدولي للكتاب، ويحرص سعادة سفير خادم الحرمين لدى تونس محمد محمود العلي شخصيا على الحضور على عين المكان لضمان حسن تسيير جناح المملكة ، وهو جناح مميز في المعرض، وهو قبلة للعديد من الزوار التونسيين والوافدين الأجانب اذ يحتوي كل عام على مئات العناوين من مختلف الإصدارات، وقد شاركت المملكة العربية السعودية في الدورة ال 35لمعرض تونس الدولي للكتاب هذا العام والذي افتتحه رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد يوم 6أفريل 2019 بقصر المعارض للكرم بمشاركة 319عارضا من 24 دولة عربية وأجنبية ، وتوقف الشاهد خلال جولته بالمعرض عند جناح المملكة ،وكان في استقباله سفير خادم الحرمين الشريفين لدى تونس محمد بن محمود العلي والملحق الثقافي بالسفارة الدكتور محمد بن مضحي التوم ومدير الملحقيات والمكاتب التابعة للسفارة ، واطلع رئيس الحكومة التونسية على مضمون جناح المملكة الذي يحتوي على مشاركات العديد من الجهات الحكومية والثقافية والجامعية ، الى جانب الأركان المخصصة للأطفال وللخط العربي والتعريف بالمنح الدراسية ،فضلاً عن معرض الصور الذي يجسد المملكة وتراثها والصور الباسقة للحرمين الشريفين التي تغطي المحيط الخارجي للجناح ، وهذه الصور والمعلقات زادت الجناح جمالا ورونقا، وهي تمنح الزائرين بما تشعه وتبثه من مهابة وتعظيم لهذه الأماكن المقدسة ، مزيدا من الايمان والشوق والاشتياق الى هذه الأرض الطيبة ،كذلك يمنح جناح المملكة خلال دورة معرض الكتاب نسخًا مجانية من القرآن الكريم بمختلف اللغات وهو ما يدخل البهجة في نفوس العديد من الزائرين وخاصة المحتاجين منهم، حيث يتوافد الناس اثر صلاة العصر على الجناح لتسلم كتاب الله الذي يقدمه الركن الخاص بمجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف، والذي يمثل صورة جلية تترجم اهتمام حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود بكتاب القرآن وحرصها على نشره في أرجاء العالم، مع التركيز على الرعاية والعناية اللتين توليهما حكومة المملكة لهذا الصرح الإسلامي وما وفرته وهيئته من إمكانات علمية وتقنية لتكون إصداراته من مصاحف وتسجيلات وترجمات وكتب علمية بالدقة والجودة وجمال الإخراج بما يناسب المقام الجليل لتلك الإصدارات.
ويجذب الركن الخاص بمصنع “حياكة كسوة الكعبة المشرفة ” المئات من زوار المعرض، الذين يحرصون على مشاهدة الكسوة أثناء حياكتها وتطريزها والاستمتاع بالاستماع إلى شرح موجز حول المراحل التي تمر بها حتى تصل إلى شكلها النهائي من البهاء .ويشهد الزائرون من كل الطبقات على العناية الفائقة التي يوليها القائمون على خدمة بيت الله الحرام والمشاعر المقدسة للكعبة المشرفة والأموال الطائلة التي تنفق في هذا المجال لهي أكبر دليل على كرم قيادة أهل المملكة العربية السعودية ،وحرصهم على القيام بالأمانة التي أوكلت إليهم على أحسن وجه.
وتحرص كل الجهات المشاركة في المعرض على تقديم صورة مشرقة عن الجهود الكبيرة للجهات التعليمية والثقافية والأدبية وما وصل إليه التطور الثقافي والفكري في المملكة العربية السعودية ، وستعقد على هامش دورة معرض تونس الدولي للكتاب الذي سيتواصل لمدة 10أيام وسيكون للجناح السعودي مشاركتان الأولى هي محاضرة للفنان التشكيلي محمد بن عبد العزيز المنيف وهي حول ” الفن التشكيلي السعودي من البدايات الى الحداثة” والثانية ” للروائي والكاتب يوسف بن إبراهيم المحيميد حول” تاريخ الرواية السعودية وتطورها ” فضلا عن عدة مشاركات أخرى داخل الجناح.
.فهنيئا للمملكة العربية السعودية والجمهورية التونسية بهذه الروابط الثقافية و التاريخية و العربية والدينية واللغوية التي تجمعهما ، والتي يحرص على تطويرها والسعي للرقي بها قامتا خادم الحرمين الشريفين وفخامة رئيس الجمهورية التونسية والتي تعزز وتعمق روابط الصداقة والأخوة بين الشعبين.