القمة العربية 30.. قمة العزم والتضامن.. والرئيس السبسي يستحضر روح الزعيم الحبيب بورقيبة
د. حذامى محجوب
انطلقت قمة تونس اليوم بكلمة ألقاها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز رئيس الدورة العادية 29 للقمة العربية التي أشاد فيها بحسن الاستقبال والحفاوة التى لقيها الوفد السعودي في تونس ،وذكر بمخرجات القمة الماضية وعلى رأسها “أن القدس هي عاصمة لفلسطين الشرقية “وصدع بموقف المملكة الرافض قطعيا للقرار الأمريكي المتعلق بالمساس بالجولان وأكد على أمن سوريا والى ضرورة التوصل الى حل سياسي في الشأن اليمني والليبي وأن المملكة ستواصل دعم الجهود من أجل القضاء على الإرهاب.
* الرئيس النونسى يشيد برئاسة المملكة للقمة 29!
ثم تسلم الرئاسة الرئيس التونسي الباجي قائد السبسي رئيس الدورة 30 الذي رحب بجميع القادة العرب على أرض تونس الخضراء ، كما قدم شكره وتقديره للملك سلمان بن عبد العزيز على رئاسته الموفقة والحكيمة للدورة 29 وما قامت به المملكة من جهود لخدمة القضايا العربية، كما شكر معالي أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية لدفعه العمل العربي المشترك وذكر بأهمية العمل العربي المشترك في السياسة الخارجية التونسية والذي ينص عليه صراحة الدستور، وأكد على أن الوطن العربي لا تعوزه الموارد الطبيعية ولا البشرية ومع ذلك ظلت المنطقة العربية رهينة قضايا لم تجد تسوية بعد.
* قمة العزم والتضامن!
واعتبر الرئيس التونسي أنه من غير مقبول لحضارة عريقة كالحضارة العربية التي قدمت إسهامات كبيرة للإنسانية أن تستمر على هذا الوضع ،كما عبر عن رفضه بكل صرامة أن تدار القضايا العربية خارج أطر العمل العربي المشترك وأن تتحول دولنا الى صراع إقليمي ودولي يقع فيه استنزاف طاقاتها البشرية والمادية وأنه لابد من استرجاع زمام الأمور ، وهذا لا يتم الا بتعاون البلدان العربية مع بعضها، لهذا أطلق فخامته على قمة تونس اسم “قمة العزم والتضامن” ونادى بعد ذلك الى ضرورة تحديد أسباب الوهن من أجل توحيد الرؤى وإعادة ترتيب الأولويات وأن تخليص المنطقة من جميع الأزمات والتوتر لهو أوكد الأولويات ، كما أن إعادة القضية الفلسطينية للضوء يعد أمرا عاجلا بعد كل ما شهدته المنطقة العربية من اضطرابات، ولتحقيق هذا الهدف لا بد من توحيد القرارات وتكثيف اللقاءات لإبلاغ رسالة واضحة الى العالم مفادها أن تحقيق الأمن والاستقرار يمر عبر تسوية عادلة وشاملة للقضية الفلسطينية ولحق الشعب الفلسطيني في تقرير مصيره مع التأكيد الكلي على أن القدس الشرقية هي عاصمة فلسطين.
* أمن ليبيا من أمن تونس!
أما عن الوضع في ليبيا، فقد اعتبره الرئيس الباجي قائد السبسي موضع انشغال أساسي لدولته باعتبار أن أمن ليبيا من أمن تونس وهذا الأمن يطال كل المنطقة وأكد على إيمانه بأن الحوار هو السبيل الوحيد لتحقيق استقرار وأمن ليبيا مثمنا بذلك المبادرة التونسية المصرية الجزائرية الهادفة الى إيجاد حل للأزمة في ليبيا.
* سوريا على المحك!
كما جدد فخامة رئيس الجمهورية فيما يخص الملف السوري تأكيده على ضرورة وضع حد لمعاناة الشعب السوري والمحافظة على وحدة هذا البلد الشقيق وضرورة تحصين المنطقة من المنظمات الإرهابية التي تترصد بها واعتبر الإعلان الأمريكي الذي صدر بالاعتراف بسيادة إسرائيل على الجولان باطلا شكلا ومضمونا وأكد على أن الجولان هي أرض سورية عربية محتلة باعتراف المجتمع الدولي وأنه لابد من تظافر الجهود لإنهاء الاحتلال.
*.. وفقا لمخرجات الحوار الشامل!
أما فيما يخص الشأن اليمني فقد جدد الرئيس الدعوة الى مواصلة الجهود الإقليمية والدولية لإعادة الأمن والاستقرار للشعب اليمني وفقا للمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الشامل بما يحفظ استقلال اليمن ووحدته كما رحب فخامته باتفاق ستوكهولم.
* العراق نحو التعمير!
أما بالنسبة للعراق فقد قدم الرئيس تهانيه للأشقاء العراقيين الذين قدموا درسا للشعوب في الذود عن حرمة بلادهم وأثنى على جهودهم من أجل وحدة البلاد ، واعتبر أنه لا بد أن تتكثف الجهود العربية من أجل إعادة إعمار العراق ومعالجة أزماته.
* قمة شرم الشيخ العربية/ الأوربية!
كما شدد الرئيس في كلمته على ضرورة مواصلة وتكثيف العلاقات العربية مع المجموعات الافريقية والدولية وأشاد في هذا الإطار بمخرجات القمة العربية الأوروبية في شرم الشيخ (مصر) التي أسست لمرحلة جديدة للتعاون بين البلدان العربية والأوروبية.
كما أكد الرئيس السبسي في كلمته الافتتاحية على ضرورة التصدي للإرهاب الذي يهدد الأمن والاستقرار والتنمية. وأكد على أن القضاء على هذه الآفة ليس فقط أمنيا وإنما يكون بالتربية والثقافة والعلوم والتنمية ومن هذا المنطلق دعا الى مزيد دفع علاقات التعاون والتكامل بين الدول العربية لأن عالمنا اليوم هو عالم التكتلات الاقتصادية بلا منازع ودعا الى تكتل اقتصادي عربي فاعل قادر على الاندماج في المنظومة الاقتصادية العالمية وقادر على تحقيق التنمية داخل البلدان العربية.
* تمكين المرأة!
كما لم يفت الرئيس التأكيد على توسيع مجالات تمكين المرأة وإدماجها في النشاطات الاقتصادية والتنموية .واختتم كلمته بالتأكيد على أن تونس المعتزة بانتمائها العربي تحرص على التعاون مع كل البلدان العربية وتفعيل العمل العربي المشترك واختتم الرئيس السبسى كلمته، متوجها الى كل القادة العرب مذكرا بأنه لا بد من التركيز على ما يجمعنا وهو كثير والابتعاد عن ما يفرقنا وهو قليل راجيا التوفيق الى الوصول الى حلول ناجعة، حفاظا على كيان أمتنا العربية، مستحضرا قولة الزعيم الحبيب بورقيبة في القمة العربية بتونس سنة 1979 حين قال “نأمل أن يوفقنا الله الى توحيد آراءنا وتثبيت خطانا كي نبعث مجد أوائلنا، ولا نكون أقل جدارة بعروبتنا مما كان عليه أسلافنا.