سياسة

الدبلوماسى” يرصد ردود فعل مشاركة عُمان واسهاماتها الحضارية والثقافية فى معرض باريس الدولي للكتاب

استمع الي المقالة

اختتمت سلطنة عُمان مشاركتها المهمة والناجحة كضيف خاص في فعاليات معرض باريس الدولي للكتاب في دورته الـ39 والذي أقيم في العاصمة الفرنسية ـ باريس خلال الفترة من 14 إلى 18 مارس الجاري، تلك المشاركة التي ألقت الضوء على الثقافة العمانية والعربية بشكل عام ووضعتها في دائرة الاهتمام الأوروبي والعالمي، لاسيما أن معرض باريس الدولي للكتاب يعتبر من الأحداث الثقافية والمعرفية الكبرى على مستوى العالم.

والحديث عن المردودات الإيجابية للمشاركة العُمانية منها المردودات الآنية في المستقبل القليل المنظور ومنها الفوائد والمردودات على المدى الطويل التي تتجلي من خلال التفاعل الكبير والإيجابي للأوساط الثقافية والمجتمع السياسي والمعرفي في باريس، تلك المدينة التي عرفت كعاصمة للثقافة والفنون منذ قرون.

ولا شك أن هذا التواجد والحضور العماني يعكس بجلاء أمرين مهمين:

أولا: عمق الثقافة العُمانية وثراؤها المؤكد عبر الأزمنة والحقب التاريخية، وأن هذا الشيء يتعزز الآن ويضاف إليه في جهود الأجيال الجديدة.

ثانيا: يشير هذا الحضور إلى ما تم إنجازه في عهد السلطان قابوس بن سعيد وما يوليه من اهتمام وتوجيه سديد لرفعة الإنسان العماني عبر مظلة الثقافة والعلم والمعرفة، وهو المشوار الذي قطع أشواطا ملموسة وعميقة من خلال ما تحقق من نقلة نوعية في كافة مستويات الحياة والوعي الثقافي والحضاري في العقود الماضية منذ عام 1970م وإلى اليوم.

إن الحديث عن مشاركة السلطنة في معرض باريس الدولي للكتاب تتجاوز مجرد المعنى والدلالة المباشرة لترسم صورة أكثر وضوحًا عن ما تعنيه المضامين الحضارية والنقلات النوعية التي تعيشها السلطنة في ظل الراهن من تطور مرئي، كان هو الشاهد والحامل لمتون الثقافة ورونقها وتأصيلها ومراجعتها حداثيا بحيث تشارك في المعنى الإنساني وجوهر الحضارة العالمية اليوم.

ويأخذ الحديث عن الثقافة والعلم والمعرفة نفسه بجوار التأكيد المستمر على عمليات التنوير والاستنارة والمضي في هذا الجوانب، بما يعزز الإبداع والابتكار وغيرها من المعاني الإبداعية التي تقود إلى التحاور والتعايش مع عالم اليوم، بل يذهب الطموح إلى أكثر من مجرد ذلك؛ إلى أن تصبح عُمان رافدًا مركزيًا وجوهريًا في صلب صناعة الثقافة المعاصرة، وما تعكسه تجربة باريس يمثل ملمحًا لإمكانيات هائلة وثراء زاخر يمكن الاستناد إليه لعكس تجربة إنسانية وحضارية مشرقة وفاعلة على مدى العصور.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى