د. حذامى محجوب
تسعى هيئة تطوير منطقة عسير بالتعاون مع قطاعات حكومية وأهلية وباشراف أمانة منطقة عسير و33 بلدية بالمنطقه، لتعزيز هوية المنطقة العمرانية، بما يُظهِر طابعها المتميز، ثقافياً واجتماعياً وبيئياً.
وتتسق خطة المشهد الحضري لمنطقة عسير مع رؤية المملكة 2030 التي يتحقق من خلالها برامج جودة الحياة وسعادة المواطن، وهي تشتمل على إعادة صياغة المشهد الحضري في المنطقة من خلال نماذج مثالية للأحياء والطرق والخدمات ونقاط السياحة وغيرها مما تشكل مفهوم “أنسنة المدن”.
وقد اكتسبت منطقة عسير أهميتها الإستراتيجية في موقعها الجغرافي المميز والتنوع الهائل في المناخ والتضاريس بين الهضبة والجبل والساحل، مما جعلها تشكّل مركزا سياحياً وطنياً، وتضم مراكز حضارية مهمة وكثافة سكانية كبيرة.
وتضم المنطقة تراثاً معمارياً وعمرانياً فريداً ومتنوعاً، حيث تحتضن 4275 قرية تراثية، يظهر فيها التباين الواضح في الطرز والعناصر المعمارية، وأساليب البناء والمواد المستخدمة.
ولازالت بيوت الطين والحجر والخشب في عسير شاهدة على الحضور المتفوق لإنسان المنطقة في البناء والنقش وتوظيف معطيات البيئة.وتلائم البيوت القديمة لظروف الطقس ولديها القدرة على التكيّف مع حرارة الصيف وبرودة الشتاء .
ولم يغب دور المرأة في قصة حضارة بيوت الطين بمنطقة عسير، فكانت تقوم قديماً برسمه ونقشه على الجدران. ويتنافس نساء المنطقة قديماً في إدخال حركة التلوين داخل غرف المنزل إبتداء من البوابة الرئيسية وانتهاء بالشرفات العليا أو النوافذ، ومن الفنون الجميلة التي تستخدمها المرأة ما يسمى (بالقط) وهو عبارة عن نقوش ورسوم تشكيلية تشبه الأشكال الهندسية بالغة التعقيد والاتزان .
يُذكَّر أن منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة “اليونسكو” أعلنت في ديسمبر 2018 إدراج فن القَط وتسجيله ضمن القائمة التمثيلية الخاصة بالتراث الثقافي غير المادي لدى المنظمة.