ارنا- اكد وزیر الخارجیة الایرانی محمد جواد ظریف بانه سوف لن یترشح لخوض الانتخابات الرئاسیة القادمة فی البلاد بعد عامین.
وقال ظریف لبرنامج {كالوس} بثته قناة الفرات الفضائیة اللیلة، ردا علي سؤال ترشیحه لرئاسة الجمهوریة فی الانتخابات المقبلة بالقول’ لن أشارك فی مثل هكذا انتخابات ولست عضوا فی أی جهة سیاسیة فی البلاد ولم اكن’.
وقال ظریف انه’ كانت لی سفرات متعددة الي العراق من ضمنها قبل ایام وكان هناك استقبال بحفاوة من بغداد واربیل والسلیمانیة وكربلاء المقدسة والنجف الاشرف، وكانت ناجحة والرئیس الإیرانی حسن روحانی لأول مرة خلال ولایته سیزور العراق واعتقد انها نقطة بدایة جدیدة بعلاقتنا مع العراق’.
واكد بان اتفاقیة الجزائر {1975} هی اتفاقیة دولیة بین العراق وایران وصدام ارتكب خطا بالخروج منها ومن ثم عاد وقبل بالاتفاقیة ولكن موضوعنا الیوم سیكون ترتیبات للاستفادة من نهر اروند خاصة وان البصرة وخرمشهر ستكونان اكثر ازدهارا فی حال تم الامر.
وتابع ظریف’ هناك توافقات عدیدة لنا مع العراق وخاصة حول الحدود وتم تنفیذها وحددت الحدود التی ازیلت فی زمن صدام وتم الاتفاق مع الجانب العراقی علي تحدید الحدود ولكن زیارة الرئیس روحانی ستكون اولا لتقویة العلاقات بین الحكومتین والشعبین العراقی والإیرانی، وإیجاد الإمكانیات المشتركة الاقتصادیة وفی مجال النقل كذلك یمكن لإیران ان تشكل ربطا جیدا بین {بحر عمان والعراق} وایضاً فی المجالات الأخري فهناك 32 كم خطوط سكك الحدید بین شلامجة والبصرة ستكون متصلة وهذا سیحدث تطورا مهما جدا فی مجال نقل الطاقة والنفط والصناعات’.
وبین ان اتفاقیة الجزائر تحدد العلاقات بین العراق وایران وخاصة فیما یتعلق بالحدود ونحن نحتاج الي تحدید هذا الاطار وخاصة نهر اروند، كاشفاً انه’ ضمن اجندة لقاءات الرئیس الروحانی زیارة النجف الاشرف ولقائه بالمرجعیة العلیا السید السیستانی {دام ظله}’، مؤكداً ان’ الشعب العراقی والحكومة هم أصحاب السیادة فی العراق ولكل العراقیین ونحن هنا للتعاون مع العراق وإیجاد الفرص المشتركة بین الشعبین ونرید فی ایران ان نستثمر تحقیق المصالح المشتركة للبلدین فی المنطقة وسنوجه رسالة إقلیمیة من العراق ونعتقد ان العراق لیس محلا للتناقضات بل هو مكان للتعاون’.
واردف ظریف بالقول ان’ مایهممنا هو تحسین أوضاع البلدین وتطویر الامن فی المنطقة فالعراق عامل مهم فی المنطقة ومن دون العراق لا امان فی المنقطة ‘، مشیرا الي ان’ الامریكان یضغطون علي العراق لقطع العلاقات مع الجارة ایران’، مقدماً شكره الي’ المواقف الطیبة للشعب والحكومة فی العراق وعندما كنت فی بغداد ومدن العراق شعرت ان المسؤولین والشعب العراقی والتجار وأصحاب المصانع كلهم لا یؤیدون الحظر علي ایران ویعتقدون انها مضرة بالشعبین العراقی والإیرانی’، مبیناً’ نحن نرید علاقات شاملة مع العراق نحن بلدان لدینا مشتركات كثیرة لذلك یمكن ان تكون لدینا علاقات ستراتیجیة واقتصادیة ودولیة’.
وبین ان’ التحولات الجاریة فی العراق مهمة جدا واننا نري فی العراق تحالفات غیر طائفیة وهذا مهم جدا وانا ذكرت ذلك فی حدیثی مع تحالفی {الإصلاح والاعمار والبناء} وامل فی زیارة الرئیس روحانی ان تستمر هذه العلاقات’، لافتا الي ان’ التحالفین انطلقا فی الاتجاه الصحیح وعلي الشعب العراقی دعمه ونحن سندعم الشعب العراقی’.
وحول مقترح العراق المتضمن دعوة اقلیمیة لحوار امنی یضم {العراق وتركیا وإیران ومصر والسعودیة} أوضح ظریف’ نحن مع كل الدعوات والمقترحات للتعاون الإقلیمی وندعم ذلك، وان التعاون الإقلیمی یجب ان یكون شاملا ولا یكون ضد طرف، وان یكون الحوار مع الجمیع واقصد دول مجلس التعاون وسائر دول المنطقة القریبة مثل العراق ومصر وسوریا والأردن لهذا مقترحكم هو بدایة جیدة’.
واكد ظریف بالقول ان’ سیاسة ایران فی المنطقة ثابتة ولم تتغیر نحن دائما مع شعوب المنطقة فی العراق وسوریا ولبنان والبحرین والیمن وأفغانستان ولن نقبل بان یحكم الأجانب المنطقة’ مردفا ان’ سیاستنا لیست ضد أی دولة من ضمن المنطقة ولم نسع الي حذف المملكة العربیة السعودیة والدول الإسلامیة من المنطقة؛ لكن للأسف هناك دول فی المنطقة وقفت مع {صدام وطالبان} ودعموا {داعش والجمعات المتشددة فی الیمن ولبنان}’.
وعن الحوار {السعودی الإیرانی} اكد بالقول’ دائما أعلنت استعدادی للحوار مع الجیران؛ لكن للأسف جیرانا فی السعودیة لیست لدیهم رغبة فی الحوار، وانا مستعد عندما ازور المنطقة ان ازور السعودیة’، مستذكرا’ قبل خمس سنوات عندما زرت السعودیة ارسلوا رسالة ان المنطقة لا تعنیكم، وحینما یكون المسؤولون السعودیون مستعدین لذلك ستكون ایران مستعدة للحوار ایضاً’.
واكمل’ اعتقد باننا نعیش فی عالم جدید له حیثیاته واخر كتاب كتبته حول مابعد الغرب وكیف ان نسعي فی هذا العالم لتحقیق ذلك ونعتقد بسیاسة الجیرة والمنطقة القویة ولیس ان تسیطر دولة واحدة علي المنطقة وهذا یضمن الامن فی ایران’.
وأفاد ظریف ان’ الاتفاق النووی الایرانی كان بین ایران و6 دول والاتحاد الأوربی وكان هناك لقاء اكثر بین الجانبین لكن هذا الاتفاق نتاج عمل مئات الخبراء ولن یتكرر، ولا ادری ماذا یرید ان یفعل الامریكیون، فالحوار یحتاج الي أساس والاساس هو الاحترام اذا كنت لا تحترم كلامك لا یمكن ان یوثق بالاتفاق معك لذلك لا أري من المفید ان نتحاور مع الرئیس الأمریكی دونالد ترامب’.
وحول صفقة القرن بیّن ظریف ان’ هذه الصفقة محكومة بالفشل لانها لن تأخذ حقوق الفلسطینیین بالاعتبار ولن تصل الي نتیجة، والأصل هو حقوق الشعب الفلسطینی لذلك لا مستقبل للصفقة ابدا’.
واختتم ظریف حواره مع {كالوس} بالقول ان’ الشعبین العراقی والسوری بالمقاومة امام التشدد والإرهاب صنعوا مفاخر للمنطقة، والشعب اللبنانی فی مواجهة الكیان الصهیونی مفخرة، ونحن نفخر باننا نقف الي جانبهم ونامل ان یقف كل أبناء المنطقة مع هذه الشعوب ولیعلموا ان الامن لا یمكن ان یشتروه من الولایات المتحدة ولا من نتنیاهو’.