سلايدر

أبو الغيط يطالب العرب بتوحيد الصف العربى لمواجهة التحديات المحدقة بالشرق الأوسط

استمع الي المقالة

أشرف أبو عريف

طالب أمين عام جامعة الدول العربية، السيد/ أحمد أبو الغيط بتوحيد الصف العربى لمواجهة التحديات المحدقة.. جاء ذلك عبر كلمته فى الجلسة الافتتاحية لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزارى الدورةالعادية(151) والتى جاءت على النحو التالي:

معالي السيد أحمد عيسى عوض
وزير الشئون الخارجية والتعاون الدولي- جمهورية الصومال الفيدرالية
أصحاب السمو والمعالي الوزراء،
أصحاب السعادة السُفراء،
السيدات والسادة،
اسمحوا لي في البداية أن أتقدم إليكم بالتهنئة معالي الوزير أحمد عيسى عوض، على تولي بلادكم رئاسة أعمال الدورة 151 للمجلس الوزاري مُتمنياً كل التوفيق والنجاح لأعمالها.. كما أتقدم بالشكر لمعالي الدكتور الدرديري محمد أحمد الدخيري، وزير خارجية جمهورية السودان، الذي قاد أعمال الدورة المنقضية بكل اقتدار ومهنية وحكمة.

السيد الرئيس..
لا زالت الأوضاعُ العربية تواجه تحدياتٍ صعبة على مختلف الجبهات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية .. ولا زالت بعض دولنا تعيش أزماتٍ ممتدة لها تبعاتٌ إنسانية وأمنية تتجاوز حدودها، وتُلقي بظلالها على الوضع العربي برمته .. ثمة جهودٌ مخلصة لتسوية هذه الأزمات، وهناك اقتناع متزايد لدى مختلف الأطراف بأن الحلول العسكرية لن تحسم هذه النزاعات ذات الطبيعة الأهلية، وأن الحلول السياسية وحدها هي الكفيلة بتحقيق استقرار على المدى الطويل يحفظ للدول وحدتها واستقلالها .. وجميعنا يعرف أن التئام جراح المجتمعات التي مزقها الصراع والإحتراب الداخلي تستلزم وقتاً وصبراً ونفساً طويلاً.
إن التحديات الخطيرة تستعدي استجابات في ذات المستوى .. وقد تواتر خلال الشهور الماضية عددٌ من الإشارات والعلامات على استجابة عربية في مستوى التحدي .. إن انعقاد القمة العربية التنموية الرابعة ببيروت خلال شهر يناير الماضي، وبعد ست سنواتٍ كاملة من الغياب، هو محطة هامة من دون شك، ذلك أن التنمية الاقتصادية والاجتماعية، بمعناها الشامل، تظل جسراً لا بديل عنه للخروج من الأزمات، وبوابة للدخول إلى العصر .. لقد أدركت الشعوب والحكومات العربية على حدٍ سواء أن لا استقرار من دون تنمية شاملة تلمس مختلف أوجه حياة المواطن العربي، وتُعالج مواطن الضعف والخلل فيها، وترتقي بها وتُحسن نوعيتها.. إن استعادة دورية القمة التنموية هو مؤشرٌ لا ينبغي اغفالُه على استعادة العمل العربي المشترك لحيويته وانتظام مساراته وتنشيط آلياته بعد سنوات تأثرت فيها هذه المسارات بواقع إلحاح الأزمات.

السيد الرئيس..
إن انعقاد القمة العربية- الأوروبية في شرم الشيخ الشهر الماضي مؤشرٌ آخر على استعادة الجسد العربي لعافيته وحرصه على الانخراط النشط مع التجمعات والتكتلات العالمية.. إن هذه القمة، التي عُقدت للمرة الأولى، حققت نجاحاً في التقريب بين منطقتين مركزيتين في الجغرافية الاقتصادية والسياسية في عالم اليوم.
إن العالم العربي يُقدر الشراكة مع الجانب الأوروبي، كما يُقدر دور الاتحاد الأوروبي وثقله الاقتصادي على الصعيد الدولي.. وقد مثلت هذه القمة فرصة ممتازة لحوار صريح بين الجانبين حول أولويات كل الطرف والاتفاق على أجندة المستقبل .. إن استقرار المنطقة العربية مهم لاستقرار الفضاء الأوروبي، ولا تخفى دلالة عنوان البيان الختامي الصادر عن القمة: “في استقرارنا نستثمر” .. إن الاستثمار في هذا الاستقرار يقتضي تبني رؤية طموحة والتزامات مشتركة من الجانبين.. ولا شك أن هذه القمة، الأولى من نوعها، تضع اللبنة الأولى في صرح شراكة واسعة وعميقة بين منطقتين تحتاجان لبعضهما البعض، ويرتكز ازدهار وأمن شعوبهما على تمتين أواصر تعاونهما وشبكات العلاقات المؤسسية بينهما في كافة المجالات.

السيد الرئيس..
السادة الوزراء..
ربما ساد اعتقادٌ بين الكثيرين بأن أزمات العرب صرفتهم عن قضيتهم الأخطر؛ القضية الفلسطينية .. ورأيي أن هذا التصور لا يعكس الواقع، بقدر ما يُعبر عن أمنيات البعض في طمس القضية وتمييعها.. أقول إن القضية الفلسطينية حاضرةٌ في مكانها في صدارة الأولويات العربية .. لأننا نُدرك جيداً أن الاستقرار الدائم في المنطقة يتحقق فقط بتسوية عادلة تُفضي إلى انهاء الاحتلال وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
إننا نُراقب الأوضاع في الأراضي الفلسطينية المحتلة بقلق وانزعاج بالغين، ونُذكِّر بأن غياب العملية السياسية مستمرٌ منذ سنوات، فيما الأوضاع على الأرض تتجه كل يوم إلى تصعيد الضغوط وتكثيف القمع والتضييق على الشعب الفلسطيني .. وللأسف فإن هذه الإجراءات، وآخرها ما يجري في القدس الشريف من إبعادٍ للقيادات الدينية والسياسية، قد عطلت المسار السلمي فعلياً لأكثر من عامين انتظاراً لخطةٍ سلام أمريكية لم نر منها سوى إجراءات تعسفية ضد الفلسطينيين وحقوقهم … وذلك في تماه مريب مع حكومة اليمين الإسرائيلي التي تجاوزت –بتحالفاتها الأخيرة- حدود التطرف، حتى بالمعايير الإسرائيلية.
إننا ندعو جميع الدول الصديقة إلى الالتفات إلى خطورة استمرار الوضع في الأراضي المحتلة على هذا النحو، وقابليته للانفجار إن لم يجرِ استئناف عملية سياسية ذات مصداقية ولها إطار زمني محدد، تُفضي إلى حل نهائي للصراع، وتفتح الباب أمام علاقات حسن جوار وتعاون في المنطقة بأسرها.

السيدات والسادة
إننا جميعاً نتطلع إلى قمة ناجحة في تونس نهاية هذا الشهر.. ونأمل أن تضعنا هذه القمة على بداية طريق الخروج من الأزمات، واستعادة الاتزان للوضع العربي بعد سنوات مؤلمة كلّفت الأمة كلها الكثير من أمنها واستقرارها ومقدراتها.
شكـــــراً سيادة الرئيس

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى