مهند أبو عريف
* العلاقات السعودية – الروسية تشهد تطورا كبيرا.. وإعادة سوريا للجامعة العربية مرهون بالتقدم في العملية السياسية..
أكد معالي وزير الدولة للشؤون الخارجية عادل الجبير، أن زيارة وزير خارجية روسيا الاتحادية سيرغي لافروف للمملكة العربية السعودية، تأتي في إطار التنسيق والتشاور المستمر بين البلدين الصديقين، وتشكل فرصة للتشاور حول العلاقات الثنائية التي لاقت نمواً متميزاً خلال الأربع سنوات الماضية في عدة مجالات.
وأوضح الجبير في مؤتمر صحفي مشترك عقده أمس مع نظيره الروسي في مطار الملك خالد الدولي بالرياض، أن قيادتي البلدين تشعر بالارتياح لتطور العلاقات بين البلدين، مشيراً إلى أن هناك حرصا من قيادتي البلدين على الاستمرار في العمل على تعزيز هذه العلاقات وتكثيفها في المجالات كافة، مقدراً معاليه دور روسيا في المنطقة والعالم.
وبين أنه جرى خلال الاجتماع بحث التحديات في المنطقة وعلى رأسها القضية الفلسطينية، والأوضاع في سوريا واليمن، وكيفية تعزيز التعاون في مواجهة التطرف والإرهاب، واحلال الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط، إضافة إلى بحث موضوع التعليم من حيث تبادل الطلبة.
وفيما يتعلق بإعادة فتح سفارة المملكة في دمشق، أكد الجبير أنه لا تغيير في موقف المملكة فيما يتعلق بهذا الأمر، وأن إعادة سوريا للجامعة العربية أمر سابق لأوانه، ومرهون بالتقدم في العملية السياسية لإنهاء الحرب، مؤكداً حرص المملكة على إنجاح العملية السياسية في سوريا.
وحول صفقة الأسلحة مع كندا ومصيرها مع قطع العلاقات، قال الجبير:” نسمع تصريحات من مسؤولين كنديين من وقت لآخر بمن فيهم رئيس الوزراء الكندي، بأنه ستتم إعادة النظر في هذه الصفقة، وكندا قد تحاول أن تجد مخرجا لإنهاء هذه الصفقة، لكن الواقع أننا نرى الحكومة الكندية مستمرة وبشكل قوي في هذه الصفقة، ما يدل على أن هذه التصريحات للاستهلاك المحلي وليست جدية”.
من جهته أكد وزير الخارجية الروسي، أن التعاون التجاري والاستثماري بين المملكة العربية السعودية وروسيا الاتحادية في تزايد، وأن هناك رغبة لتسريع وتيرته، مبيناً أن الاجتماع شهد مناقشة عدد من الخطوات في هذا الاتجاه بما ذلك التحضير لاجتماع اللجنة المشتركة للتعاون التجاري الاقتصادي والعلمي التقني الذي سيجرى قريباً في موسكو.
وقال: إنه جرى أيضاً الاتفاق على تنسيق الخطوات في سوق النفط بما في ذلك إطار أوبك الذي يعمل إلى حدٍ بعيد بفضل نشاطات روسيا والمملكة العربية السعودية، إلى جانب مناقشة الخطوات التي تتخذ حول الاتفاق على مشاريع جديدة في مجالات عدة منها الطاقة والطاقة الذرية والصناعة والزراعة والبنى التحتية والنقل والمواصلات.
وأكد اهتمام بلاده بالتبادل الثقافي والعلاقات الثقافية، وزيادة التعاون في مجال التربية والتعليم، مقدماً شكره للمملكة العربية السعودية على اهتمامها بالحجاج الروس من خلال زيادة عدد الحجاج إلى 22 ألف و 500 حاج.
وأفاد أنه جرى خلال الاجتماع الاتفاق على أن تشارك المملكة العربية السعودية بفعالية في نشاط مجموعة الرؤية الاستراتيجية لروسيا والعالم الإسلامي، كما جرى التطرق إلى بعض القضايا الإقليمية البارزة، أهمها مكافحة الإرهاب ودحر الفكر المتطرف، ومسار التسوية الإسرائيلية الفلسطينية الذي لا يمكن تجاوزه إلا بناءً على الوثائق والمبادئ التي أقرتها منظمة الأمم المتحدة.
وعن البرنامج السعودي لاستخدام الطاقة النووية للأغراض السلمية بين الوزير الروسي أن هناك مقايضات لبناء محطات نووية من الجانب الروسي ممثلًا بشركة روسية تشارك في هذه المقايضة ودخلت المرحلة الثانية، آملاً أن تحوز الخبرة الروسية ومستوى الأمن في بناء المحطات في أنحاء العالم على إعجاب الجانب السعودي، فيما أكد الجبير أن المملكة العربية السعودية تستغل الطاقة الذرية لإنتاج طاقة سلمية، وأنها تتشاور منذ مدة مع دول العالم لتحصل على أفضل تقنية بأفضل الأسعار لكي يتم النظر في استعمالها في المملكة.