سلايدرسياسة

احتفالاً بالذكرى الأربعين للثورة الإيرانية.. السفير كنعان: تاريخ مصر وإيران جدير بعودة العلاقات كاملة عاجلاً أم آجلا ً

استمع الي المقالة
السفير ناصر کنعان أثناء إلقاء كلمته..

تقرير: أشرف أبو عريف

فى الذكرى الأربعين للثورة الإيرانية بالأمس، فضلاً عن النجاح المنقطع النظير الذى حققته على كافة الأصعدة محليا واقليميا ودوليا رغم الحصار الحاقد والظالم إلا أن بالشعب الإيرانى لقن عناصر الشر هنا وهناك دروسا لم وإن تُنسى أمد الدهر..

وفى منزله، استقبل السفير ناصر کنعانی.. سفير الجمهوریه الاسلامیة الایرانیة بالقاهرة برفقة البعثة الدبلوماسية المهنئين من كافة أطياف الشعب المصرى.. فعلى الصعيد الرسمى كان مساعد وزير الخارجية المصرى السفير خالد ثروت، فضلاً عن ممثلى الإعلام والساسة ورجال الدين وعلى رأسهم رموز الأزهر الشريف..

وألقى السفير كنعان كلمة على أسماع  الحضور على وقع عزف السلام الجمهورى لمصر وإيران كانت مبعث التفاؤل بقرب عودة العلاقات بين أكبر قطبين لمذهبى السُنة والشيعة.. والتى جاءت على النحو التالى:

بسم الله الرحمن الرحيم.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

* شكراً مصر!

في البداية أتوجه بخالص الشكر للضيوف الأعزاء من سفراء ورؤساء مكاتب التمثيل الدبلوماسية، والمنظمات الدولية، وممثلي الحكومة، ووزارة خارجية جمهورية مصر العربية، وأعضاء مجلس النواب، والأزهر الشريف، والنخب والمفكرين وأساتذة الجامعات، والنشطاء الإعلاميين والصحفيين الموقرين في الدولة كما أتقدم بالشكر إلى كافة الحضور الكرام.

* الثورة.. والحصاد 40عاماً!

يحتفل الشعب الإيراني اليوم بالذكري الأربعين لانتصار الثورة الإسلامية الإيرانية. إن التنمية هي الهدف المشترك ومعيار التصنيف في التعاملات والمنافسات الدولية. إن أداء نظام الجمهورية الإسلامية الإيرانية بعد انتصار الثورة الإسلامية تتطابق مع المؤشرات الدولية بما يشير إلى نجاحٍ مثير في كثير من المؤشرات التنموية.

* هدف مشترك!

إنّ التنمية هي الهدف المشترك لجميع الحكومات التي جاءت باختيار الشعب بعد انتصار الثورة الإسلامية. وقد أحرزت الجمهورية الإسلامية الإيرانية، تقدمًا هائلًا في جميع مجالات التنمية خلال العقود الأربعة الماضية – بالرُّغم من وجود معوقات وعقبات خارجية وداخلية متعددة مثل موجة الهجمات الإرهابية والاغتيالات، وحرب الثماني سنوات المفروضة، والتعديات الاقتصادية الظالمة – وذلك وفقا لتقارير المراكز العالمية والدولية المعتمدة، كما احتلت مكانة عالية بين الدول الأكثر تنمية في المنافسات الدولية.

* مكانة إيران!

بناءًا على تقرير منظمة الأمم المتحدة، فقد ارتقت مكانة إيران بعد انتصار الثورة الإسلامية في مؤشر التنمية البشرية يومًا بعد يوم. لقد تحسنت مكانة إيران الاقتصادية عالميًا وتقدمت ثماني مراتب وذلك من المرتبة 26 عام 1979 (عام الثورة) حتى وصلت إلى المرتبة 18 في عام 2017.كما يتوقع صندق النقد الدولي أن يصل الاقتصادالإيراني إلى المرتبة الخامسة عشر عالميًا عام 2021.

* النفط!

انخفض اعتماد الميزانية العامة للدولة على عائدات النفط من 73% حتى وصل إلى 28% تقريبًا وتم التوسع في الصادرات غير النفطية. معدل النمو في المجالات التعليمية والعلمية، والصحة، والبنية التحتية الاقتصادية والصناعية، والرفاهية الاجتماعية، والتنمية البشرية في إيران، تتوافق مع الإحصائيات العالمية المعمول بها، وتسير في بعض المجالات على طراز الدول العشر الأولى عالميًا.

* .. عدا الصهيونى!

تقيم الجمهورية الإسلامية الإيرانية،منذ انتصار الثورة الإسلامية، سياسات تعاون مع جميع دول العالم– عدا الكيان الصهيوني الذي لا تعترف به – وذلك وفقا للمواقف الأساسية التي تتوافق مع الأعراف الدولية المتعارف عليها، ورغم ذلك فتواجه إيران في هذا المجال توجهات عدائية من بعض الدول وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية. لقد ثار الشعب الإيراني للحصول على استقلاله، والخروج من تحت هيمنة القوى العظمي، ومن البديهي أنه لن يخضع للضغوط الأمريكية. إيران اليوم هي عضو مؤثر وفعال في الساحة العالمية والمنظمات الدولية والإقليمية.

مندوب الخارجة المصرية.. السفير خالد ثروت يقدم تهانى مصر لسفير إيران.. السيد/ ناصر کنعانی

* الإحترام المتبادل! 

إن الجمهورية الإسلامية الإيرانية تؤمن باقتناع تام بأصول الاحترام المتبادل، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول الأخرى، وتؤكد على ضرورة إيجاد منطقة قوية آمنة وتنموية على أساس آليات التعاون الداخلي في الإقليم وبحضور ومشاركة جميع دول المنطقة المؤثرة ومن بينها مصر، وتعتقد أن تحقيق ذلك وإنشاء هذا الإقليم القوي ممكنٌ في إطار التعاون المشترك، والابتعاد عن تدخل الولايات المتحدة وضغوطاتها في شئون الدول.

* الأولويات!

استنادًا على دستور الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأيضا تأكيد قائد الثورة المعظم ورئيس الجمهورية المحترم فإن دول الجوار ودول المنطقةعلى رأس أولويات السياسة الخارجية لتنمية العلاقات البينية.

* عاجلاً أم آجلاً!

وفي هذا الإطار، ونطلاقًا من العلاقات التاريخية والحضارية بين إيران ومصر، وأيضا المبادئ الأساسية المشتركة للبلدين التي تعتمد ضرورة الحل السلمي للأزمات والمشاكل الراهنة في المنطقة، ومواجهة التطرف والإرهاب، وأيضا الأولوية الاقتصادية، وتمهيد التعاون المشترك للبلدين في المجالات الثنائية والإقليمية والدولية، فإنني على ثقة أن البلدين عاجلًا أم آجلًا سيبادران إلى تطوير العلاقات فيما بينهما.

كلا الشعيبن الإيراني والمصري قريبان من بعضهم البعض ويتمعتون بالإدراك والفهم المشترك في كثير من المجالات الفكرية والثقافية والسياسية والاجتماعية. إيران مهتمة باستقرار وتنمية وأمن مصر، وإذا كان ثمَّت إرادة سياسية مصرية للتعاون مع الجمهورية الإسلامية الإيرانية فإيران ترحب بكل ود.

 * الأنبياء.. محمد وعيسى!

تتعدد الروابط بين الشعبين الشقيقين على المستوى التاريخي والحضاري والديني، فمحبتهما الوافرة لأنبياء الله وعلى رأسهم نبي الإسلام والمسيح عيسى بن مريم – سلام الله عليهما – وأيضًا محبتهما العميقة لأهل بيت النبي -ص- وبُغضهم للتطرف، وكذلك تأسيس علماء الدين من البلدين لنهضة تقريبية بين المذاهب الإسلامية، لهي أدلة على تلك الروابط والأواصر العميقة بين الشعبين.

في النهاية، أتمنى لكلا الدولتين العظيمتين إيران ومصر وأيضًا لجميع شعوب العالم، السلام والاستقرار والمودة والازدهار المتزايد.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى