سلايدر

مؤشر ويبوماتريكس الإسبانى: جامعة السلطان قابوس صرح جدير بالعالمية

استمع الي المقالة

أشرف أبو عريف : منذ مطلع السبعينيات من القرن الماضي ومع تولي السلطان قابوس بن سعيد مقاليد الحكم عام 1970، وضع نُصب عينيه بناء دولة عصرية حديثة، وأن تسترجع عُمان مكانتها في العالم، فهي منارة للحضارات وأرض للعلم والمعرفة والإبداع الحياتي.

لقد أولى السلطان قابوس أهمية كبيرة لقطاع التعليم العالي في السلطنة، وجعل لحق التعليم لكل فرد عماني مواد خاصة في النظام الأساسي للدولة الذي كفله وبات واقعا ملموسا بمخرجاته التي فاضت على الحياة بمختلف مناحيها والمضي قدما نحو النهوض بالمجتمع العماني وجعل أفراده قادرين على قيادة الدفة العلمية والمجتمعية بفضل الكفاءات والعقول من أبناء الوطن الذين نالوا وافر الحظ في التعليم الجامعي رجالا كانوا أو نساء.

وتأتي جامعة السلطان قابوس كصرح عُماني علمي عالمي، لتبرهن على صدق  توجهات ورؤى القيادة السياسية، فمنذ نشأتها عام 1986 كانت غاياتها منح الفرص التعليمية المتكافئة لكل فرد من أفراد المجتمع العماني بالدرجة الأولى لاستكمال مسيرته التعليمية ونيل الشهادة الجامعية التي تؤهله لشغل الوظائف وتلبية احتياجات سوق العمل ومتطلبات عصر النهضة العمانية، من أجل ذلك كانت جامعة حكومية تقدم التعليم الجامعي بالمجان في مختلف التخصصات، كما تحقق فيها مبدأ المساواة وضمان الحقوق للجنسين في التعليم وتحسين نوعية الحياة وبناء المستقبل وتأمين مكان لكل من ينشد الاستقرار المعيشي وخدمة الوطن بعد التخرج.

ومنذ انطلاقتها، قدمت جامعة السلطان قابوس العديد من البرامج الدراسية وتميز كل منها بأعلى المستويات العلمية والتدريسية والتكنولوجية، ولم تغفل عن أي تقدم في العالم فطوعته ونقلته الى كوادرها وطلابها.

وتشير الدراسات المتخصصة إلى أن الجهود الحكومية العُمانية تركزت مجتمعة لتطوير مدخلات التعليم الجامعي في الجامعة، وتسخير كل الطاقات والإمكانات لتهيئتها للدخول في حلبة المنافسة العربية أولا ومن ثم العالمية، درس فيها وتخرج منها مئات الطلبة العرب والأجانب، فقد كانت ولا تزال مقصدا لكل من أراد استقاء العلم والمعرفة من منابع أرض الحضارات العريقة عمان، ونشطت المبادرات التي قدمت أطرا ومنظومات تصحيحية وتأهيلية للعمل في الجامعة ومسيرتها، وإدخال كل ما هو جديد من ثورات علمية وتكنولوجية واستكشافات للمناهج وبرامج الدراسة فيها، وتحسين وتوسيع المباني وتجهيز المختبرات وقاعات الدراسة والمكتبة وغيرها من المرافق بأحدث الإمكانات والتجهيزات لتحقق بالفعل الرؤية الشمولية المتطورة التي نقلتها من تجارب الجامعات العالمية المشهود لها.

وقد أتت تلك الجهود العُمانية ثمارها، فتم إدراج جامعة السلطان قابوس على مؤشر التنافسية للجامعات العالمية، وهو مؤشر ويبوماتريكس الإسباني، والذي يشمل 28000 مرتبة، لتكون جامعة السلطان قابوس في المرتبة 1353من أصل 28000 عالميا، وتحتل المرتبة 13عربيا، وذلك لشهر يناير 2019.كما جاءت في المركز الأول بين الجامعات العمانية تليها جامعة نزوى في المرتبة 3507 عالميا والمرتبة 102عربيا والثانية عمانيا.

وعلى نفس المؤشر، استطاعت جامعة السلطان قابوس أن تحصل على نقاط متقدمة في التصنيفات الفرعية لمؤشر ويبوماتريكس والمتمثلة في تصنيف جودة الخدمات التعليمية والبحثية، وتصنيف الانفتاح والتواجد وتصنيف الأثر العام، وأخيرا تصنيف التميز.

ولعل هذه المراتب التي حصدتها جامعة السلطان قابوس ماهي إلا محفزات للمزيد من التقدم وتقويم الإجراءات والقرارات وطرق العمل والاستراتيجيات لتكون بمثابة صرح علمي عالمي يضاف إلى مصاف الجامعات العالمية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى