“العلوي”.. نَبعُ قلمْ!
أشرف أبو عريف
لطالما كان للقلم نبعا.. وللأذان عذبا.. وفي المجلس خير جليس.. إذا لزم الصمت، ألزم الحضور بسكون وطمأنينة.. وإذا تحدث، أكسبَ سامعيه نضارة المعني وعبق المنطق وإن كانت حروف الكلمات عارية النقاط.. وإذا ما تناثرت الكلمات، لملمتها خفة ظله فتضحي جملة فعلية تارة وجملة إسميه تارة أخري وبفعل سلامة المضمون والحكمة تُمسى قيد الجملة الأمرية قيد التنفيذ.
نقطة المنتصف، دائما هي محل سكنه في قلوب كافة التيارات السياسية.. الدينية.. العلمانية.. الليبرالية.. وفلسفته الحياتية هى “التوافق” غالبا وربما التكيف أحيانا.. وهذا هو أسمى مستويات الذكاء خصوصاً إذا كان فطريا هوديا علويا.. وبالتالي استطاع غزل شبكة من خيوط الإعلام المرئي والمسموع والمقروء تتصف بالضبط الإيقاعى ذات اللحن العمودى القيثاري.
يعشق الإبداع وإن كان المسار عكس الإتجاه.. لم يعاتب يوما أحد، بل دوما كان همزة وصل بريئة وقديرة بين الآخر والآخر مع وسائل الإعلام.. بسلاسة ينتزع فتيل الأزمة.. ليس هذا فحسب، بل يقوم بعملية تخصيب لوجهات النظر المتفاوتة بالسماحة والعفو والترحاب.. فتتجذر علاقات الود والتقدير والإحترام المتبادل بين الأجسام المضادة، ومن ثَمًَ تثمر فاكهة الشتاء في الصيف وفاكهة الصيف في الشتاء..
خير داعم وراعي لوسائل الإعلام الوليدة عبر فيض سلطان العالم ووزير إعلامه الحسن.. لم يصنف هذه الوسيلة أو ذاك في إطار ما أيا كان موقعها، وإنما كان ميثاق الشرف الصحفي هو رمانة الميزان. وإذا ما فكر في التمييز ولكن بنكهة تواصل الفكر مع الآخر وليس الصدام نحو الآخرين.
خمس سنوات.. بمثابة عُقد حباته لؤلؤ الشهامة.. والكرم.. والتواضع.. والسماحة.. تألق ومهنية باتت نادرة اليوم كملحق إعلامي لسلطنة عُمان.. نُبل عربي أصيل.. إلخ..
لا أقول وداعاً أخا العرب، بل إلي لقاء عند أركان الكوثر الأربعة حيث رحاب الحبيب.. الرسول الأعظم وصُحبة الخلفاء الراشدين الأربعة..