رأى

قراءة في وثيقة سرية

استمع الي المقالة

نبيل ذكى14062015092933

النغمة التي تتردد في واشنطن الآن ان الحرب ضد داعش تستغرق بين ٣ و٥ سنوات، وربما جيلا بأكمله! لماذا؟ لكي ندرك حجم الأخطار التي تحدق بوطننا، علينا أن نقرأ الوثيقة السرية الصادرة عن الوكالة الأمريكية لمخابرات الدفاع التي ترحب بإقامة «إمارة سلفية» في شرقي سوريا ـ في الحسكة ودير الزور ـ وبإقامة «دولة إسلامية» في سوريا والعراق تحت قيادة تنظيم «القاعدة».

مضمون الوثيقة، التي أزيح الستار عنها مؤخرا، والتي يرجع تاريخ كتابتها إلي يوم ١٢ أغسطس عام 2012، يكشف حجم الأكاذيب التي كانت تروج لها واشنطن حول موقفها «المناهض» للمنظمات الإرهابية. ورغم أن عدداً من المحللين في الغرب قاموا، منذ وقت طويل، بتوثيق دور أجهزة المخابرات الغربية في تشكيل وتدريب المجموعات الإرهابية التي تقاتل ضد سوريا، فإن هذه الوثيقة تعد الأخطر لأنها صادرة عن أعلي مستويات المخابرات الأمريكية، ذلك أننا بإزاء دليل قاطع علي أن واشنطن وأتباعها في الغرب يعتبرون ان «داعش» هي الأداة التي يجري استخدامها لتغيير النظام الحاكم في دمشق.

وتشير الوثيقة إلي تنظيم «القاعدة» ـ الذي ولدت داعش من أحشائه ـ وإلي حلفائه السلفيين بوصفهم «القوي الرئيسية، التي تقود الحرب ضد دمشق، وتؤكد ان الدول الغربية وتركيا تدعم الجهود الهادفة للاستيلاء علي شرقي سوريا، وطبقا للوثيقة، فإن البنتاجون يري ان إقامة «الإمارة» و«الدولة الإسلامية» هو بالدقة ما تريده الدول المساندة لمعركة عزل النظام السوري الحاكم «الذي يعتبر العمق الاستراتيجي للتوسع الشيعي من جانب العراق وإيران».

هنا يطل مشروع ضرب السنة بالشيعة والشيعة بالسنة لتمزيق ما تبقي من العالم العربي.

وما تم التخطيط له في واشنطن هو ـ بالضبط ـ ما تحقق بعد مرور عامين علي إعداد الوثيقة المذكورة.

ويقول معلقون غربيون ان الولايات المتحدة تطبق القاعدة الاستعمارية الكلاسيكية: «فرق.. تسد».. فالقوات الأمريكية تتظاهر بقصف مجموعة من الإرهابيين بينما تساند مجموعة إرهابية أخري في سوريا بغرض تحقيق هدف محدد:

ان يصبح كل من العراق وسوريا في أسوأ حالات الضعف والتصدع والتفتت والانهيار.

وهذا هو السبب في النصيحة التي يقدمها لنا «سوماس مايلن»، معلق صحيفة «الجارديان» البريطانية يوم 3 يونيو الجاري:

«الآن.. أصبح واضحا تماما ان داعش لن تلقي الهزيمة علي أيدي نفس الدول التي استحضرتها في العراق وسوريا وحرصت علي دعمها في السنوات الأخيرة، كما أن التدخلات الغربية ـ التي لا تلوح لها نهاية ـ لم تجلب إلي المنطقة سوي الخراب والانقسامات. ومن ثم فإن الحل الوحيد هو أن تأخذ شعوب المنطقة نفسها علي عاتقها مهمة استئصال هذا الوباء.. وليس هؤلاء الذين صنعوه وتعهدوه بالرعاية.. تدريبا وتمويلا وتسليحاً.

كلمة السر: صحوة قومية!

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى