على هامش القمة العربية التنموية.. أبو الغيط: تقدم ملموس فى التعليم والصحة ومكافحة الفقر
أشرف أبو عريف
جاءت كلمة السيد/ أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية في الجلسة الافتتاحية لأعمال منتديي المجتمع المدني والشباب العربي على هامش القمة العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية الرابعة على النحو التالى:
معالي السيد / جمال الجراح .. وزير الاتصالات بالجمهورية اللبنانية
أصحاب المعالي والسعادة
السيدات والسادة،،،،
اسمحوا لي بداية أن ارحب بكم في أولى الفعاليات المرتبطة بالقمة التنموية الاقتصادية والاجتماعية المقرر عقدها في العاصمة اللبنانية بيروت في يناير المقبل .. وهي الفعاليات التي ستشهد عقد ثلاثة منتديات ندشنها اليوم بانعقاد منتديي المجتمع المدني والشباب العربي في القاهرة، فيما سيعقد المنتدى الثالث الخاص بالقطاع الخاص في بيروت في الأيام القليلة السابقة على انعقاد القمة.
ويأتي انعقاد هذه المنتديات الثلاث في إطار السعي لتفعيل ما جاء في القرارات الصادرة، سواء عن القمم العربية التنموية: الاقتصادية والاجتماعية الثلاث السابقة في كل من الكويت وشرم الشيخ والرياض، أو عن القمم العربية الدورية … فيما يخص دعم الجهود التي تقوم بها الحكومات العربية في مجالات العمل التنموي من جانب قطاعات حيوية في المجتمع؛ على غرار الشباب والمجتمع المدني ومؤسسات العمل الاقتصادي والاجتماعي الخاصة … والسعي للاستفادة من آراء ومقترحات ممثلي هذه القطاعات في صياغة السياسات التنموية التي تتبناها الدول العربية.
لقد حققت مسيرة التنمية في عدد ملموس من الدول العربية تقدماً ملموساً على مدى العقود الأخيرة في مواجهة الكثير من التحديات الإنمائية في مجالات حيوية كالتعليم والصحة ومكافحة الفقر … ومع ذلك فلاتزال هناك العديد من التحديات المحورية التي تمس معيشة المواطن على المستوى الأمني والاقتصادي والاجتماعي، وتمس في بعض الأحيان أمن وسلم واستقرار الدول … وهي جميعها تحديات ترتبط بمنظومة الارتقاء بالإنسان العربي ذاته.
وليس بخافٍ عليكم أن هناك العديد من التطورات والمؤثرات التي أثرت سلباً خلال السنوات الأخيرة على المكتسبات التنموية العربية مع ما خلفته من موجات نزوح ولجوء وارتفاع في معدلات الفقر والبطالة .. خاصة في أوساط الشباب، وكذلك الزيادة في أعداد الأشخاص ذوي الإعاقة، وتردي الأوضاع الاجتماعية والصحية والاقتصادية في الدول التي تواجه صراعات ونزاعات مسلحة … فضلاً عن استمرار الممارسات والانتهاكات الاسرائيلية ضد أبناء الشعب الفلسطيني .. وجميعها عناصر تؤثر بلا شك على مسيرة التنمية في الوطن العربي.
لقد حالت ظروف وتحديات مختلفة دون عقد القمم التنموية العربية منذ عُقدت القمة الأخيرة بالرياض في 2013 … وهي ثغرة كان لابد من التعامل معها، فالمنطقة أحوج ما تكون إلى العمل المتضافر على الصعيد التنموي .. غير أن التحدي أمامنا اليوم هو إحداث نقلة نوعية في فلسفة هذه القمم، ومنهجية عملها .. نحتاج إلى الانتقال من تركيز الاستثمار في استراتيجيات النمو الاقتصادي والبنى التحتية، على ما في هذا النوع من الاستثمار من أهمية، إلى الاستثمار في البشر .. بمعنى الرهان على الإنسان .. على العنصر البشري الذي هو أداة التنمية وغايتها .. رأس مالها الحقيقي وهدفها النهائي في الوقت ذاته.
ويأتي اطلاق مبادرة الاستثمار في الإنسان في إطار قناعة ولدتها الظروف والتحديات التي مرت بها منطقتنا، ورسختها التجارب العملية في مختلف أنحاء العالم، تتأسس على أن هذا النوع من الاستثمار هو أنجح السبل لتحقيق النمو الاقتصادي والاجتماعي المنشود …بل وأكثر هذه السبل فاعلية واستدامة.. الاستثمار في البشر، تعليماً وصحةً وتدريباً وتثقيفا، لا يضيع .. بل إن الأثر التراكمي لهذا النوع من الاستثمار هو ما يحدث الطفرة الكبرى في حياة المجتمعات … ونحن نتطلع إلى أن تخرج عن منتدى الشباب العربي رسائل شاملة تخاطب التحديات التنموية الحالية ليتم طرحها أمام القادة العرب خلال قمة بيروت.
السيدات والسادة،
يأتي انعقاد منتدى المجتمع المدني في ظل التنامي الملحوظ في دور منظمات ومؤسسات المجتمع المدني في عملية التطوير والتحديث والتنمية في مختلف المجتمعات وفي مستويات عدة.. وقد سعت الأمانة العامة للجامعة العربية منذ عدة سنوات لتعزيز العمل في هذا الاتجاه عبر إطلاق “العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني ” الذي تم اعتماده من قبل مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب في عام 2015 .. وأعقبه إقرار وثيقة “العقد العربي لمنظمات المجتمع المدني العربية ومناهج العمل – دعم تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2016 – 2026”.. تلك الوثيقة التي تهدف إلى تعزيز القدرات المؤسسية للمجتمع المدني ودعم مشاركته الفاعلة مع الحكومات في تنفيذ أهداف التنمية المستدامة 2030 … وإننا لعلى ثقة في أن منتدى المجتمع المدني ستخرج عنه توصيات هامة تنقل إلى القادة العرب فيما يتعلق بكيفية تحقيق المساهمة المجتمعية في الجهود الرامية لتعزيز الاستثمار في رأس المال البشري، خاصةً في مجالات الأولوية على غرار التعليم والصحة ومحاربة الفقر.
السيدات والسادة،
ختاماً، لا يسعني سوى التأكيد على أن تنظيم جامعة الدول العربية لمنتديي المجتمع المدني والشباب العربي انما يتأسس على إيمان عميق بما يضطلع به هذان المكونان من مسؤولية تجاه المجتمعات العربية … وما يمكن أن يقدماه لتعزيز مسيرة العمل التنموي والحضاري للأمة العربية ككل.. وإننا نتطلع إلى مساهماتكم ورسائلكم إلى القادة العرب بما تحمله من رؤى وأفكار تدعم مشاركة هذين القطاعين المجتمعين الهامين في مسيرة التنمية الاقتصادية والاجتماعية.
شكراً لكم،،