“الدبلوماسي” يرصد تنامي تيارات اليمين الجديد والتزمت القومي بعيون الدبلوماسية التونسية
تونس – د. حذامي محجوب
نظمت الجمعية التونسية لقدماء السفراء والقناصل العامين ندوة يوم 8 ديسمبر 2018 حول موضوع ” تنامي تيارات اليمين الجديد والتزمت القومي” ، وقد افتتح أشغال هاته الندوة الدبلوماسية سعادة السفير الطاهر صيود ، رئيس جمعية قدماء السفراء والقناصل العامين كما تلتها كلمة المدير العام للشؤون السياسية والاقتصادية والتعاون لأروبا والمجموعة الاقتصادية الأوربية السيد نبيل عمار، كممثل عن معالي وزير الخارجية السيد خميس الجهيناوي ، الذي أكد على حاجة وزاراة الخارجية اليوم الى مثل الدراسات الاستراتيجية واللقاءات باعتبار المستجدات العالمية الجديدة التي قلبت وغيرت العديد من المفاهيم القديمة بحيث لم تعد الاحزاب تصنف على حساب اليمين واليسار أو الوسط بل أصبحت متداخلة حتى أنه يعسر على الدبلوماسي اليوم التفاوض في ظل التزامات سياسية متحولة ربما تحت ضغط الشارع الذي أصبح يصنع القرارات كل يوم.
وقد عرض المتدخل الأول معالي الوزير والسفير السابق السيد منصر الرويسي محاضرة تحت عنوان ” الشعبوية والنزعات القومية في أوروبا الآن” ..
أما المداخلة الثانية فقد قدمها الدكتور حمادي بن جاب الله ، باحث وأستاذ جامعي تحت عنوان ” الذهنية المحافظة في الثقافة الغربية ” ..
وقد أرجع السيد منصر الرويسي أسباب تنامي الشعبوية والنزعات القومية في أروبا الى التراجع الاقتصادي والأزمات المالية الناتجة عن العولمة والتي سمحت ببروز خطاب جديد يؤكد على السيادة الوطنية ، كذلك الى الانتصار الذي حققه البراكسيت وانتخاب دونالد ترامب في أمريكا واختتم بأن مستقبل الأنظمة الأروبية سيتحدد بمدى تكيّفها وتفاعلها مع هذه الأوضاع الجديدة ,وأن الاحصائيات قد أثبتت اليوم أن أوروبي على ثلاثة يطمح الى نظام مختلف عن النظام الديمقراطي تتوفر فيه الديمقراطية التشاركية لعله” الشعبووية “.peuplocratie »..
أما الدكتور حمادي بن جاب الله فقد تناول المسألة من جانب آخر، بتساؤله عن المعنى الحقيقي “للأروبي” و”للغربي” وعن الفروق بين الشرق والغرب.وبين أن المعجزة اليونانية هي وهم لأنها تقوم على التراث المصري والبابلي والدليل على ذلك أن صولون المشرع اليوناني والمؤسس للثقافة الاغريقية قد درس في مصروأن أول سوفوس هو طاليس وهو فينيقي وأن اسم أروبا نفسه ليس أروبيا بل فينيقيا ، وقد بين أن فلاسفة بقامة هيدجر وهيجل قد جاهروا بعداءهم للعرب وللأفارقة مما يؤكد أن النزعات القومية المعاصرة تعود في جذورها الى هذه الذهنية الفكرية الغربية المحافظة ،واختتم مداخلته بالتأكيد على ضرورة نقد الذات ونقد الآخر لتفادي التزمت القومي المؤدي الى كل أشكال التعصب والتمسك بالوطن والحرية.
وقد حضر هذه الندوة ثلة من خيرة قدماء السلك الدبلوماسي التونسي وشاركوا في الحوار الذي تلى المحاضرات ، كما سجلت هذه الندوة حضورا مكثفا لأعضاء السلك الدبلوماسي المشتغل بوزارة الخارجية والعديد من الإطارات الشبابية التي هي بصدد التكوين في المعهد الدبلوماسي، وكانت هذه الندوة مناسبة لربط الجسور بين الأجيال واستفادة الجيل الجديد من السفراء القدماء وهو ما تحرص عليه الجمعية كهدف من بين مجموعة الأهداف التي حددتها لنفسها ولنشاطاتها منذ تكوينها..