مهند أبو عريف
* الخبراء يشيدون بنجاح مبادرات مصر وسلطنة عمان لوضع وتنفيذ الاستراتيجيات والخطط التنموية بعيدة المدي..
تزامنا مع الاحتفالات بالعيد الوطني عقدت في ضيافة سلطنة عمان أعمال المؤتمر السنوي الثامن عشر للمنظمة العربية للتنمية الإدارية التابعة لجامعة الدول العربية . تم تنظيمه تحت عنوان «دور الحكومات العربية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030». جمـعت السلطنـة خلاله وفودا تمثل 36 دولـة ومنظـمة لتوظـيف الإمكـانات وتحـديد اتجاهـــات وخيارات تطوير أدوار الحكومات العربية وضـمان استجـابتها لتحقيق أهـداف التنمية .
أشرفت علي تنظيم المؤتمر وزارة الخدمة المدنية العمانية بالتعاون مع المنظمة العربية للتنمية الإدارية، وتم افتتاحه تحت رعاية السيد أسعد بن طارق آل سعيد نائب رئيس الوزراء لشؤون العلاقات والتعاون الدولي ،حيث أكد أن السلطنة وبفضل توجيهات السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان حريصة على تحقيق أهداف التنمية المستدامة التي أقرتها الجمعية العامة للأمم المتحدة بحضور قادة ورؤساء حكومات العالم.
الدكتورة هالة حلمي يونس وزيرة التخطيط : تجربة مصرية ناجحة لوضع وتنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة
وفقا لجدول الأعمال شهد المؤتمر مشاركة مصرية متميزة ، فقد تصدر برنامجه:
– ورقة عمل أعدتها الدكتورة هالة حلمي السعيد يونس وزيرة التخطيط والمتابعة والإصلاح الإداري عن تجربة مصر في وضع وتنفيذ استراتيجية التنمية المستدامة.
– من جانبه اعد الدكتور محمود محيي الدين النائب الأول للبنك الدولي ، ورقة عمل أخري عن أهداف التنمية في الوطن العربي.
– تمحورت الجلسة الأولى حول سبل توفير المتطلبات والاستحقاقات التنموية، وترأسها الدكتور إيهاب محمد حسن أبو عيش نائب وزير المالية للخزانة العامة في مصر ، وتضمنت الجلسة ورقة عمل عن دور شركة تنمية نفط عمان كقطاع خاص في تعزيز أهداف التنمية المستدامة لرفد جهود الحكومة.
تضمن حفل الافتتاح عرض فيلمين عن السلطنة وآخر عن وقائع المؤتمر في النسخ الماضية. ترأس جلسة المتحدثين الرئيسيين الشيخ خالد بن عمر المرهون وزير الخدمة المدنية في سلطنة عُمان.
عقد المؤتمر بقصر البستان وناقش موضوعات محورية عدة ذات علاقة بمستقبل وأدوار الحكومات في الدول العربية بما يساهم في تنمية وتحسين تنافسية الاقتصاديات العربية في ظل التحديات الدولية ومتطلبات العصر على طريق تحقيق أهداف التنمية المستدامة.
وركز المؤتمر على أهداف وغايات التنمية المستدامة 2030 وآليات التخطيط وتوفير المتطلبات وكيفية تحسين أداء الحكومة في المفاصل الأساسية للاقتصادات العربية ذات التوجهات المتوافقة مع متطلبات العولمة والاهتمام باستجلاب واسع النطاق للتكنولوجيا الحديثة وغيرها من المحاور.
استهدف المؤتمر المساهمة في تحفيز الحكومات والإدارة العامة في الدول العربية من أجل توظيف إمكاناتها وقدراتها باتجاه التكيف مع متطلبات العولمة لتحسين تموضع الاقتصاديات العربية خلال السنوات العشر المقبلة على طريق تحقيق أهداف خطة التنمية المستدامة 2030 وتوسيع آفاق التعاون مع المؤسسات الدولية المتخصصة.
كما استهدف المؤتمر بحث توظيف الإمكانات وتحديد اتجاهات وخيارات تطوير أدوار الحكومات وضمان استجابتها لاستحقاقات أهداف التنمية في الدول العربية ، وفقا لآليات من بينها العمل على تحقيق تميز المؤسسات الحكومية ونشر الابتكارات وتبادل الخبرات والإمكانات المتاحة وقصص النجاح العربية.
وشارك في المؤتمر الوزراء والوكلاء والأمناء العامون في الحكومات العربية ، وكبار المسئولين في المؤسسات الحكومية، والمعنيون في مجال التنمية المستدامة وأعضاء مجالس الشعب والبرلمانات والهيئات التشريعية والقضائية ومديرو البنوك التجارية.
ألقي المؤتمر الضوء على جوانب بالغة الأهمية ، حيث تضمن برنامجه بيانات وأوراق عمل نحو ستة وثلاثين متحدثا من الوزراء العرب ومن رؤساء وقيادات المنظمات والهيئات العربية والدولية ، والمتخصصين وكبار المسئولين حول آليات التخطيط وتحديث الإدارة العامة وبناء القدرات ورأس المال البشري وتبادل الخبرات بين الدول ، وذلك من خلال محاور عديدة ، في مقدمتها المبادرات والسياسات العمانية الناجحة علي هذه الأصعدة حيث تقوم الحكومة ممثلة في وزارة الخدمة المدنية، بالتعاون مع الوزارات والجهات المعنية الأخرى بدور نشط ومتواصل للارتفاع بمستويات الأداء الحكومي وتبني آليات التجديد في عمل المؤسسات ، وبما يخدم في النهاية أهداف التنمية الوطنية.
برنامج المرتكزات والمبادئ الموجهة لسياسة الدولة
علي ضوء ذلك تتواصل الاحتفالات بالعيد الوطني الثامن والأربعين بينما تشهد السلطنة العديد من الفعاليات والمؤتمرات ، التي تتناول جوانب مختلفة تعكس المكانة التاريخية والإسهام الحضاري للسلطنة، وتوظيف المقتنيات الثقافية والتراثية العمانية المتميزة لخدمة التنمية الاقتصادية والاجتماعية والثقافية والسياحية علي امتداد الأعوام الثمانية والأربعين الماضية لتحقيق التقدم والازدهار في مختلف المجالات ، تعبيرا عن الزخم التنموي المتعدد الاتجاهات والمسارات .
في مجال آخر انطلقت في المعهد الدبلوماسي بوزارة الخارجية أعمال النسخة الخامسة من برنامج المرتكزات والمبادئ الموجهة لسياسة الدولة، والذي تنظمه وزارة الخدمة المدنية بالتعاون مع وزارة الخارجية من أجل رفع كفاءة القيادات الإدارية وتعزيز قدراتها الوظيفية، حيث يشارك في البرنامج الذي يستمر مسئولون من مختلف وحدات الجهاز الإداري للدولة، وهو يلقي المزيد من الضوء على المرتكزات والمبادئ الموجهة لسياسة السلطنة في المجالات السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية والأمنية ، في إطار أسس ومبادئ النظام الأساسي للدولة، الصادر منذ عام 1996، و تعمل في إطارها كل مؤسسات الدولة.
المنظمة العربية للتنمية الإدارية تثمن جهود سلطنة عمان
على صعيد آخر اجتمع الشيخ خالد بن عمر بن سعيد المرهون وزير الخدمة المدنية مع الدكتور ناصر الهتلان مدير عام المنظمة العربية للتنمية الإدارية ، حيث ثمن الدكتور القحطاني الدعم الذي تقدمه سلطنة عمان للمنظمة العربية ، موجها تقديره للسلطنة ممثلة في وزارة الخدمة المدنية على استضافتها للمؤتمر السنوي الثامن عشر الذي يتناول موضوع «دور الحكومات العربية في تحقيق أهداف التنمية المستدامة .