رئيس مكتب رعاية المصالح الإيرانية يهنىء المصريين بالمولد النبوي الشريف
بعث رئيس مكتب رعاية مصالح الجمهورية الإسلامية الإيرانية برقية تهنئة للشعب المصري، جاءت علي النحو التالي:
بسم الله الرحمن الرحیم
« ذكرى المولد النبوي الشريف والحاجة لدور جديد بين مصر وإيران نحو تحقيق الأمة الواحدة »
باديء ذي بدء أتقدم بأطيب التهاني القلبية وأرق التمنيات للإخوة والأخوات في جمهورية مصر العربية بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف داعيًا الله عزوجل أن يعيدها على الأمة الإسلامية عمومًا ومصر وشعبها خصوصًا بالسلام والاستقرار والأمان ودوام التوفيق.
أدركت جيدًا خلال الفترة القصيرة التي قضيتها في مصر، مدى محبة وعشق الشعب المصري لسيدنا محمد صلى الله عليه وآله وسلم وعلى صحبه المنتجبین. مما لاشك فيه؛ أنَّ هذا الحب والعشق الخالص للنبي الأكرم ﷺ وآل بيته الأطهار هو قاسم مشترك بين إيران ومصر فضلٌا عن القواسم الأخرى مثل الحضارة والتاريخ والثقافة والدين المشترکة بين كلا البلدين. لعبت كل من إيران ومصر دورًا هامًا في إكمال مسيرة كبار علماءهما وخاصة آية الله بروجردي والشيخ محمود شلتوت -رحمة الله عليهما- الدور الذي لا بديل عنه لتأسيس مجال للتقارب والانسجام بين المذاهب الإسلامية المختلفة وخاصة الشيعي و السني منها.
إن هذه المناسبة السعيدة لهي فرصة ثمینة من الممکن أن تكون ميعادًا وميقاتًا لأبناء الأمة الإسلامية للتقدم نحو إيجاد “أمة واحدة” شعارها الهدف السامي للرسول ﷺ، من المؤكد أن أكبر إنجازات الرسول الأعظم هي إيجاد الألفة والمودة بين الأمم والقوميات المختلفة والمتنوعة؛ الذين كانوا في نزاع وصراع دائم بسبب العصبية الجاهلية وكانوا على حافة السقوط والانحدار ولكن الرسول ﷺ هداهم لعبادة الواحد الأحد بوحي منه تبارك وتعالى، واستبدل المعايير الواهية التي كانت مقياسًا قيمًا بين الناس مثل المال والثروة والأصل واللون والنسب والأهل وغيرها وجعل التقوى والعلم والجهاد معيارًا للفضيلة. قال تعالى(وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا ۚ وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُم بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنتُمْ عَلَىٰ شَفَا حُفْرَةٍ مِّنَ النَّارِ فَأَنقَذَكُم مِّنْهَا ۗ كَذَٰلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (سورة آل عمران:103)
تنادي الجمهورية الإسلامية الإيرانیة بالوحدة الإسلامية منذ نجاح الثورة الإسلامية إيران، وفي هذا الإطار وبتوجيه الإمام الخميني -رحمه الله- مؤسس الثورة تم تحديد الفترة بين وقت مولد النبي لدى السنة ولدى الشيعة من 12 حتى 17 من ربيع الأول تحت مسمى (أسبوع الوحدة)، حتى يجتهد أبناء الأمة الإسلامية خلال تلك الفترة في إحياء تعاليم خاتم الأنبياء محمدﷺ لتحقيق أمة واحدة.
وصف الإسلامُ المسلمين بـ “الأمة الواحدة” قال تعالى “إِنَّ هَٰذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ (سورة الأنبياء:92)” والمؤمنين بالإخوة وليس ذلك الأصدقاء والأحبة
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
في هذة الأيام الطيبات يسعدني ويشرفني إبلاغكم بفوزي بأستاذ كرسي اليونسكو “للتكنولوجيات الحديثة لتنمية القارة الافريقية” وان شاء الله استاذ الكرسي يكون من خلال مركز الفوتونيات والمواد الذكية – مدينة زويل. تمنح اليونسكو هذة الدرجة الرفيعة للأساتذة المتميزين عالميا الذين يقودون مرامز بحثية عالمية المستوى والتي تعمل فى مجالات تخدم اجندة اليونسكو.
الحمد لله عز وجل وًوفقنا الله جمبعا لخدمة بلدنا الحبيب ورفع اسمه عاليا .
صلاح عبية. بل أمرهم بحل الخلاف فيما بينهم قال تعالى “إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ فَأَصْلِحُوا بَيْنَ أَخَوَيْكُمْ ۚ وَاتَّقُوا اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (سورة الحجرات:10)” وبناء على ذلك فإن الاختلاف في بعض الموضوعات والقضايا لا تمنع الأخوة الإسلامية أو تحد من السعي لتحقيقها. عندما يأمر الإسلام أتباعه أن يتعاملوا بالعدل والقسط مع معتنقي الأديان والمذاهب الأخري وأن يتشاركوا مع سائر الأديان السماوية، فإنَّ أبناء الأمة الإسلامية أولى بطاعة هذا الأمر الإلهي من غيرهم قال تعالى:(قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَىٰ كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلَّا نَعْبُدَ إِلَّا اللَّهَ وَلَا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلَا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِّن دُونِ اللَّهِ ۚ فَإِن تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (سورة آل عمران:64).
إن المحبة والصداقة بين المسلمين وتجنب الفتنة ومثيريها هو أمر إلهي قال تعالى:” يَاأيها الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا بِطَانَةً مِّن دُونِكُمْ لَا يَأْلُونَكُمْ خَبَالًا وَدُّوا مَا عَنِتُّمْ قَدْ بَدَتِ الْبَغْضَاءُ مِنْ أَفْوَاهِهِمْ وَمَا تُخْفِي صُدُورُهُمْ أَكْبَرُ ۚ قَدْ بَيَّنَّا لَكُمُ الْآيَاتِ ۖ إِن كُنتُمْ تَعْقِلُونَ” (سورة آل عمران:118) وقد أكد الإمام الخميني على هذا الأمر فقال” إن الاختلاف بيننا اليوم يستفيد منه أولئك الذين لا يعتنقون المذهب الشيعي أو الحنفي أو أي من المذاهب الأخري. لا يريد هؤلاء سنة ولا شيعة. إنهم يريدون أن يثيروا الخلاف ويوقعوا بيننا”.
في الوقت الحاضر تستمر محاولات أعداء الأمة الإسلامية أكثر من أي وقت مضى لإثارة الفتنة والفُرقة بين المسلمين. أكد آية الله سيد على خامنئي المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية – من خلال مشاهدته محاولات بعض من أعداء الأمة الإسلامية لإثارة الفتنة بين أبناء الأمة الإسلامية- على أن كل من يشوه صورة الوحدة الإسلامية بهدف ترجيح مذهب على الآخر سواء كان شيعيًا أو سنيًا هو عدو للإسلام وعميل للأعداء سواء علم بذلك أم لم يعلم. وأضاف سماحته إن كثير من المتطرفين الذين يقومون بعمليات إرهابية في العراق وأفغانستان وباكستان، غير مدركين أن نتيجة أفعالهم هذه تفيد الأعداء، وكذلك كل شيعي يُهين مقدسات أهل السنة يخدم العدو حتى ولو لم يدرك ذلك. إن الشيعة والسنة محبي أهل البيت والسنة الصوفية أتباع التصوف القادري في أي مكان هم كفار من وجهة نظر المتطرفين، ولكن الحقيقة أنَّ أتباع هذا الفكر المشؤوم، مأمورون بإيجاد الاختلاف بين المسلمين. وكذلك الشيعي الذي يهين مقدسات أهل السنة متعمدًا أو جاهلاً هو مأمور بإيجاد الاختلاف بيننا وعلى كلٍ فأسلوب وطريقة كلاهما حرام ومخالفة للقانون”.
في ظل الأوضاع الراهنة فإن المفهوم المنشود للأمة الواحدة -كأعظم ميراث لنبي الإسلام- معرض للخطر بسبب المتطرفين، فينبغي علينا اليوم (إيران ومصر) التعاون والتكاتف فيما بيننا أكثر من ذي قبل لإيجاد السكينة وسط المسلمين والدعوة إلى الاعتدال والوسطية والعقلانية والرجوع إلى الهدف المنشود.
لحسن الحظ ؛ فإن مصر والأزهر الشريف والإمام الأكبر شيخ الأزهر هم منبرٌ للوسطية والاعتدال ودعاةٌ للعقلانية، وكذلك إيران وقم والنجف الأشرف ينادون بالعودة للتعاليم الإلهية للرسول الأعظم والسعي لتحقيق الوحدة الإسلامية في إطار إيجاد أمة واحدة.
مما لا شك فيه أننا اليوم نحتاج إلى تقارب الأفكار وبعث روحٍ جديدة في نهضة التقريب ومسيرة تحقيق الأمة الواحدة، وتستطيع كل من إيران ومصر تحقيق قصب السبق والتقدم في هذا الطريق المبارك. قال تعالى(وَلِكُلٍّ وِجْهَةٌ هُوَ مُوَلِّيهَا ۖ فَاسْتَبِقُوا الْخَيْرَاتِ ۚ أَيْنَ مَا تَكُونُوا يَأْتِ بِكُمُ اللَّهُ جَمِيعًا ۚ إِنَّ اللَّهَ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (سورة البقرة: 148).