صحيفة فرنسية: “الأوبرا السلطانية”.. تاج على رأس كل العرب!
د. حذامي محجوب
-
السلطان قابوس يعشق الموسيقى ويجيد العزف على آلتي العود والأورغ!
شغفا بدار الأوبرا السلطانية مسقط، نشرت صحيفة Le Monde (لو موند) الفرنسية مقالا علي جاء النحو التالي: بمبادرة من السلطان قابوس بن سعيد الذي يعشق الموسيقى وكل الفنون الجميلة، أُنشأت دار الأوبرا السلطانية مسقط سنة 2011 وقد سجلت جريدة ” لوموند ” الفرنسية هذا الحدث باعتباره الأول في بلدان الخليج، وهذه الدار قد صمم معمارها وشيد بنيانها على شكل القصور العمانية القديمة ، وتضم قاعة عروضها 1100مقعد.
وقد حرص السلطان قابوس على أن يكون العرض الافتتاحي ” تورندو” ل” بوسيني” الذي أخرجه ” فرانكو زفيريلي” مِؤسسا ومعلنا بذلك عن المستوى الفني العالي لعروض هذه الدار، وتلت هذه العروض عروضا عالمية رفيعة المستوى على غرار “لو تنور” ل”بلاسيدو دومنقو” وللراوية الأمريكية “روني فلامينق” وعازف الكمان “يويو- ما ” والفنانة اللبنانية “ماجدة الرومي” وأوبرات “روسيني “و”بليني” وحفل موسيقى ل”جلبرت جيل” وعرض ل”بحيرة البجعات” ل “تشايكفسكي”.
وقد أشرف في البداية السلطان بنفسه على برمجة العروض وحرص على مستواها الرفيع وهو الذي عرف بشغفه بالموسيقى الكلاسيكية وبتمكنه من تاريخ الفن وقدرته على العزف على آلتي العود و”الأورغ” وكان قد أشرف بنفسه في الثمانيات على بعث أوركسترا سمفونية شبابية وتواصلت العروض الى يومنا هذا.
ويسعدني بمناسبة احتفال سلطنة عمان بالذكرى 48 لانطلاق مسيرة النهضة العمانية الحديثة بقيادة السلطان قابوس بن سعيد أن أثمن مساعي وجهود سلطانها وشعبها في بناء أسس الحوار لتجاوز الخلافات بالطرق السلمية وما هو مشترك بين الناس ، وكلنا يعلم أن السياسة تفرق والثقافة تقرب وقد فهم العمانيون هذه المسألة وعملوا على ترسيخ الفنون كجسر بين الشعوب.
والمتأمل في العروض المبرمجة للأوبرا السلطانية مسقط هذا الموسم يلمس هذا التوجه السلمي في تقريب الثقافات والشعوب ، ” ليلة في البندقية” هذه الأوبرتا الرائعة ل”يوهان شتراوس الثاني” والتي ستعرض في أواخر هذا الشهر هي انتاج مشترك جديد لدار الأوبرا مسقط ودار أوبرا “ليون” و”غراتش”وفي ديسمبر للعمانيين لقاء مع مسرح “كارلوكولا ” للدمى ” الحسناء النائمة ” ل”بيوتر ايليتش تشايكوفسكي” وكذلك سيحظون في أواسط ديسمبر بليلة انشاد صوفي تقدم فيها دار الأوبرا السلطانية مسقط مجموعة مختارة من فرق الانشاد والمؤدين المشهورين لإبراز مكنون الانسان الجوهري حتى يمتلأ العالم بالحب والسلام.
وتتواصل العروض العالمية “أوبرا على الجليد” و”لاسكالا دي سيا ” و”لاترافياتا” وهي في معظمها مشتركة الإنتاج بين دار الاوبرا السلطانية مسقط وضيوفها، ولعشاق الفنون موعدا في الربيع مع مهرجان عمان العالمي للموسيقى الشعبية الذي يؤثثه فنانون من آسيا وافريقيا وأروبا وكلا من أمريكا الشمالية والجنوبية ، كل هؤلاء الفنانون ينضمون الى الموسيقيين العمانيين في مهرجان دولي يسافر بجماهير دار الأوبرا السلطانية مسقط على مدار ثلاثة أيام الى جميع أنحاء العالم . ان حرص السلطنة على استضافة الموسيقى العالمية على أرضها يتم في اطار مساعيها وسياستها للاحتفاء بالعالم من خلال الثقافة.
* هنيئا لسلطنة عمان بسلطانها عاشق الموسيقى والابداع وسفير السلام في العالم..