محطاته القادمة في مصر وإيطاليا واليونان..روائع آثار المملكة في “لوفر أبو ظبي”
مهند أبو عريف
بحضور صاحب السمو الملكي الأمير سلطان بن سلمان بن عبد العزيز رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني بالمملكة، وسموَّ الشيخِ عبدَالله بنَ زايدٍ آل نهيان وزيرَ الخارجيةِ بدولة الإمارات العربية المتحدة، استضاف متحف “اللوفر“ الجديد في دولة الإمارات، أمس، معرض “طرق التجارة في الجزيرة العربية – روائع آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور” الذي يضم نحو 500 قطعة أثريّة نادرة من “روائع الآثار السعودية”، مُضافاً إليها أندر ما جدّ اكتشافه خلال بعثات التنقيب، من العصر الحجري القديم، إلى عصور ما قبل الإسلام، ثم حضارات الممالك العربية، المبكّرة والوسيطة والمتأخّرة، مروراً بالفترة الإسلاميّة، حتى نشأة الدولة السعودية منذ نحو 300 عام.
في كلمته خلال حفل افتتاح المعرض، أكد رئيس الهيئة العامة للسياحة والتراث الوطني اهتمام المملكة بالعناية بآثارها وتراثها من خلال ثمانية مسارات تتضمن تنفيذ (230) متحفًا ومشروعًا في المرحلة الأولى مع شركائنا حتى عام 2020م بميزانيات تتجاوز مليارات الريالات، وإنشاء وتشغيل 61 متحفًا، منها بعض قصور الدولة التاريخية على مراحل تستمر حتى 2025م وسيتم افتتاح 17 متحفًا منها، خلال العامين القادمين، وتأهيل منظومة من المواقع الأثرية على مراحل حتى تصل إلى (195) موقعًا في عام 2025م، وكذلك تسجيل خمسة مواقعَ أثريةٍ وتراثيةٍ في قائمة التراث العالمي، آخرها واحة الأحساءـ ويجري العمل على تسجيل خمسةِ مواقعَ أخرى خلال الخمس سنوات القادمة، إضافة إلى تأهيل مواقعِ ومتاحفِ التاريخِ الإسلامي الكبرى ومراكز الزوار في مكة المكرمة والمدينة المنورة، وتأهيل المساجدِ التاريخية، والتي يساهم فيها ملوك الدولة والمواطنون، وقد بلغ عددُ المساجدِ التي رُمّمت أو يجري العمل على ترميمها قرابة (200) مسجد تاريخي حتى الآن من أصل (1140) مسجد، وتأهيل 18 بلدة تراثية في المرحلة الأولى لتصبح وجهاتٍ سياحيةً توفر منظومةً متكاملةً من الخدماتِ وفرصِ العملِ للمجتمعات المحلية ونستهدف أكثر من (50) قرية تراثية جاهزة للزيارة حتى 2025م، وتشغيل 17 مركزًا للإبداع الحرفي في مختلف مناطق المملكة لتطوير منتجات الحرف اليدوية بصفتها مسارًا اقتصاديًا مُهِمَاً، يوفر فُرَصَ العملِ للمواطنين والمواطنات، الذين تقوم المملكة بتدريبهم في عددٍ من دول العالم، وحيث تقوم جميعِ أجهزةِ الدولةِ ومرافقِ الإيواءِ السياحيِّ باستخدام الحرف المحلية في منشآتها وهداياها، إضافة إلى أنه تم ترخيص (200) متحف خاص ذات تخصصات وأحجام مختلفة والعمل مع ملاكها لتطوير قدراتهم وتدريبهم وتنظيم زيارات استطلاع الخبرة لهم.
وأشار رئيس الهيئة في كلمته إلى أن المملكةُ تُعَدُ اليومَ من الدولِ الرائدةِ في مجالِ الكشوفاتِ الأثرية والبحث العلمي التي ترون جانبًا منها اليوم؛ إذْ أصبحت أرضُها نقطةَ جذبٍ لبعثات التنقيب العالمية، حيث يعمل حاليًا 44 بعثةً سعوديةً دوليةً للتنقيبِ الأثريِّ، يشارك فيها أبناء وبنات المملكة من المتخصصبن وتعلن باستمرار نتائجَها التي بَهَرَتْ العالم، وحققت أصداءً واسعةً أسهمت في التعريفِ بالبعدِ الحضاريِّ للمملكة، منوهًا إلى اهتمام المملكة بمسار استعادة القطع الأثرية من داخل وخارج المملكة، حيث تم استعادة أكثر من 55 ألف قطعة أثرية.
وأضاف أن معرِض طرقِ التجارةِ في الجزيرةِ العربيةِ- روائعُ من آثار المملكة العربية السعودية عبر العصور، الذي انطلق من مُتحفِ اللوفر العالمي في باريس عام 2010م، واستضافه أهمُّ المتاحفِ العالميةِ في أوروبّا وأمريكا وآسيا، يحط اليوم في محطته الخامسةَ عشرةَ في هذا المُتحفِ المميَّزِ الذي نسعد جميعاً بوجودِه في مِنطقتِنا، وسينتقل المعرِضُ في محطاتِه القادمةِ إلى دولٍ ذاتِ بعدٍ حضاريٍّ وتاريخي عريقٍ، منها اليونانُ وإيطاليا ومصرُ.