مهند أبو عريف
تتواصل في العواصم العربية والعالمية وحتى اليوم أصداء مهمة لمباحثات السلطان قابوس بن سعيد سلطان عُمان مع الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومع بنيامين نتنياهو رئيس الوزراء الإسرائيلي خلال زيارتين متتاليتين قاما بها خلال اسبوع واحد الي سلطنة عُمان.
أكدت العديد من التقارير السياسية والإعلامية أن المشاورات الجديدة تصب في قناة دعم محاولات إحلال السلام.
كما تمثل المباحثات العمانية مع الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي امتدادا لمبادرات السلطنة المتجددة والمتتابعة لدعم السلام، واستمرارًا للجهود القائمة التي تبذلها بقيادة السلطان قابوس للإسهام في حل قضية العرب المركزية، وتأكيدا لاهتمامها برفع المعاناة عن الشعب الفلسطيني والتوصل إلى حل عادل ينصف الجميع، وتعود من خلاله الحقوق المشروعة.
محادثات مهمة للغاية.
خلال زيارة الرئيس محمود عباس، عقد السلطان قابوس معه اجتماعا مطولاً، حيث استعرضا آخر التطورات، والظروف التي تحيط بالخطوات الأخيرة بما يخص مدينة القدس، كما بحثا بعمق عددا من القضايا والعلاقات الثنائية، وسبل تطويرها في شتى المجالات. ويُعد الاجتماع المنفرد والمطول ثاني لقاء عقداه خلال الزيارة. وفي ختامها أكد الرئيس عباس أن نتائج محادثاته مع السلطان قابوس مهمة للغاية.
إسهام إيجابي
أكدت تقارير سياسية وإعلامية أن أهمية وقيمة الإسهام العماني الإيجابي من أجل السلام تتضح علي ضوء تصريحات مختلف الأطراف ،و من خلال ما تم الإعلان عنه بشأن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، وهو ما يلقي مزيدا من الضوء على مساعي السلطنة للتهيئة لاستئناف الاتصالات وتحريك عملية السلام مرة أخرى بين الفلسطينيين وإسرائيل، خاصة وأن السنوات الماضية أكدت على نحو واضح وقاطع أيضا أنه لا مناص من التوصل إلى سلام شامل وعادل ودائم يحقق الأمن والاستقرار ليس فقط للشعب الفلسطيني ولكن للشعب الإسرائيلي أيضا، وللمنطقة ككل كذلك، باعتبار أن حل القضية هو ضروري للسلام والاستقرار في المنطقة، حتى تتمكن شعوبها من مواجهة التحديات الكثيرة التي تواجهها الآن.
سلطنة عُمان تؤكد انها ليست وسيطة وتقر بضرورة حصول الفلسطينيون على دولتهم المستقلة
وفي توقيت سابق أكد يوسف بن علوي الوزير المسئول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان أن القضية الفلسطينية بالنسبة للسلطنة كما هي بالنسبة للدول العربية تركز على أنه “لا بد أن يحصل الفلسطينيون على دولتهم المستقلة، وأن يتعايشوا مع الشعب الإسرائيلي، وأن يبدأوا رحلة جديدة من أجل المستقبل وبناء الدولة الفلسطينية ودعمه و ينبغي على الجميع من دول ومؤسسات ومنظمات عالمية أن يدفعوا في هذا الاتجاه”.
وقال بن عروة ان مركز التوجهات العُمانية هو التسهيل ” للذين يريدون أن يلتقوا أو أنهم يتحادثوا أو يريدون أن يُوصلوا أصواتهم” ومساعدتهم في هذا الجانب، موضحًا ان السلطنة في كثير من القضايا ليست وسيطة لكنها مُيسّرة ، قائلا عن ذلك ” لسنا وسطاء؛ فنحن لا نتوسط بين أطراف هم قادرون على أن يحققوا ما يريدون أن يتفقوا عليه، لكننا مُيسرين لكثير من الحالات التي قد تساعد في إقناع الأطراف المتعارضة في الوصول لاتفاق”.
وذكر ان الوسيط الذي ينبغي أن يلعب دورًا كبيرًا في القضية الفلسطينية هو الولايات المتحدة الأمريكية وعلى وجه الخصوص الرئيس الأمريكي ترامب خلال المرحلة الحالية، مشيرًا إلى أن هناك قدرًا من الرغبة لدى الطرفين الإسرائيلي والفلسطيني أن يتحركا من جديد ليحققا لشعبيهما الاستقرار.
وعن زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي للسلطنة أوضح ان رئيس الوزراء الإسرائيلي أبدى رغبة بأن يزور السلطنة وأن يعرض على جلالة السلطان قابوس ما يعتقد في أنه يُصلح شأن منطقة الشرق الأوسط وبالأخص الخلاف الإسرائيلي الفلسطيني، مُضيفًا بأنه ” تم الترحيب بذلك وأتى وأبدى ما يُريد أن يُبديه واستمع كذلك لما تريد السلطنة أن توصله له”، مؤكدًا ان الزيارة جاءت في إطارها الثنائي ليس إلا، ولا يوجد استغراب في توقيتها.
قيام الدولة الفلسطينية مطلب استراتيجي وبدونها لا يمكن تحقيق الاستقرار مطلقا
كما سبق وان اكد يوسف بن علوي بن عبدالله الوزير المسؤول عن الشؤون الخارجية في سلطنة عمان أن دور السلطنة الرئيسي في السلام الإسرائيلي الفلسطيني يتوقف على ما تقوم به الإدارة الامريكية، قائلا إن السلطنة ليست وسيط بين إسرائيل والفلسطينيين لكها تساعد على تقارب الطرفين.
وصرح خلال حوار المنامة -قمة الأمن الإقليمية بمملكة البحرين- أن مجلس التعاون الخليجي لا يزال قائما ولن ينتهي، والدول الأعضاء حريصة على ذلك. وهناك ترتيبات لعقد القمة الخليجية كما هي العادة.
وأضاف : إذا لم نصل الى حل جذري في فلسطين فلن ينعم الفلسطينيون بالأمن ابدا ولن تستقر المنطقة العربية كلها ولن ينتهي الإرهاب. وأن الزمن الآن أصبح مناسبا للتفكير بجدية في التخلص من المشكلات التي لا تسمح للدول بالتطور الذي تستحقه، والقضية الفلسطينية هي أساس المشكلات كلها التي حصلت خلال النصف الأخير من القرن الماضي. وإذا سلكنا مسلك السلام في فلسطين ستدعمنا كل دول العالم، وإلا فسيبقى الشعب الفلسطيني يعاني من العنف، كما أن قيام الدولة الفلسطينية مطلب استراتيجي وبدونها لا يمكن تحقيق الاستقرار مطلقا.
وزير الخارجية البحريني يشيد بـحكمة السلطان قابوس
وفي رد فعل خليجي علّق وزير خارجية البحرين خالد بن أحمد آل خليفة ، على زيارة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لسلطنة عمان، واستقبال السلطان قابوس بن سعيد له. وقال خالد بن أحمد آل خليفة في مؤتمر حوار “المنامة”: مع زيارة رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو إلى سلطنة عمان لم نشكك أبدا في حكمة السلطان قابوس ومحاولة تقديم المساعدة لإيجاد حل لهذه المسألة وإحلال السلام ونأمل أن ينجح السلطان قابوس في جهوده.