لا ولن ننسى الإمام المجتبى
بقلم الكاتب والإعلامي: حميد حلمي زادة
قصیدة بمناسبة يوم السابع من شهر صفر ذكرى استشهاد الامام الحسن المجتبى عليه السلام رابع أصحاب الكساء عليهم الصلاة والسلام المشمولين بآية التطهير في القرآن الكريم . والامام الشهيد الحسن الزكي وأخوه الامام الحسين سيد الشهداء وبطل تضحية عاشوراء عليه السلام ، هما (سيدا شباب أهل الجنة وهما إمامان قاما ام قعدا) بحديث جدهما رسول الله المصطفى محمد صلى الله عليه وآله وسلم . وقد حققت فترة إمامة الامام الحسن بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) منجزات مصيرية حالت دون التفاف الهجمة الجاهلية المضادة التى اضطلع بها معاوية بن أبي سفيان ، على الرسالة الاسلامية ابتغاء تفريغها من مرتكزاتها الاساسية ، الامر الذي تصدى له الامام الحسن المجتبى بحزمه وحلمه المعهودين ، فهو ثاني أئمة الهدى ومصابيح الدجى الذين تحملوا عن جدارة وتقوى عبء مسؤولية قيادة الامة الى تعاليم الاسلام المحمدي الاصيل مهما ازدادت المصاعب والتحديات:
( مطلع ومستهل القصيدة)
____________
سيدي يا بنَ النبيّّ المؤتمَنْ
يا إمامَ الجُودِ طُرّاً يا حسَنْ
قد قَلى قدرَكَ أبناءُ الخَنا
فاستباحُوكَ بحقدٍ مُختزَنْ
………………………………..
(1)
سيدي يا ذا الخصالِ الساميهْ
حارَتِ الأنجُمُ فيكَ الزاهيهْ
إذ سَقَتْكَ الإمَّعاتُ الخاويه
مِنْ رَدى ثاراتِ أتباعِ الوَثنْ
(2)
أيها السبطُ الذي خاضَ الصِّعابْ
وتحدَّى زُمرةً باعُوا الصوابْ
أينَ هُم مِن طاهرٍ صانَ الكِتابْ
يومَ صارَ البغيُ يبتزُّ السُنَنْ
(3)
ما رَعَوا فيكَ إماماً زاهدا
تَتَّقي اللهَ إلهَاً واحدا
فُزْتَ بالحقِّ أبيّاً قائدا
هكذا الاطهارُ لاتخشَى المِحَنْ
(4)
يومَ غالُوكَ مصابٌ أعظمُ
فقُلوبُ الآلِ نارٌ تَضرَمُ
أعينٌ تبكي ونعشٌ يُرجَمُ؟
والاُلى حُزنٌ على السِّبطِ الحَسَنْ
(5)
فسِهامُ الحقدِ ترمي نَعشَهُ
تشتفي منهُ ومِمَّنْ حَولَهُ
وحسينٌ كاظمُ الغيظِ لَهُ
جاءَتِ الأنبالُ هَتْكاً للكَفَنْ
لا ولن ننسى الإمامَ المجتبى
سيداً واجَهَ أشكالَ العِدا
غدرَ مَنْ ناهضَ أصحابَ الكِسا
وجَهُولاً زادَ مِنْ كَربِ الحَزَنْ
(6)
أينَ مَنْ يحمِلُ وَجدي للبقيعْ
لإمامٍ ماتَ بالسُمِّ النقيعْ
قتلُوهُ واختَشوا منّا الدُّمُوعْ
ليتَ شعري إنما الدَّمعُ ثَمنْ
(7)
ثمنٌ يهدي إلى الحقِّ المُبينْ
كلَّ مَنْ ضيَّعَ نهجَ المهتدينْ
فلَآلُ البيتِ نورُ المؤمنينْ
سفُنُ الخيرِ على مرِّ الزمنْ
(8)
يا وريثاً علمَ كُلِّ الانبياءْ
كابراً عن كابرٍ والأوصياءْ
أسفاً تردى بسُمِّ الطُّلقاءْ
أيها البدرُ الشهيدُ المُمْتحَنْ
(9)
هاجَتِ الأعيُنُ بالدمعِ الغزيرْ
تندُبُ السبطَ الكريمَ المستنيرْ
فهو مولانا ومصباحُ المسيرْ
ولهُ في كربلا شبلٌ فَطَنْ
(10)
لكَ في الطفِّ هلالٌ باسمُ
رابطُ الجأشِ همامٌ حازمُ
صاحَ في الأعداءِ إني القاسمُ
إنْ جهلتُمْ موضِعي : نجلُ الحَسَنْ
(11)
كانَ في الطفّ لواءً شامخاً
كأبيهِ السبطِ طوداً راسخا
جادَ بالنفسِ هصُوراً صارخا
مرحباً بالموتِ دونَ المرتَهَنْ
(12)
هو ذا عميِّ النقيُّ الأبوَينْ
وإمامُ الدينِ مولى الثقلينْ
مَنْ تُرى يبلغُ شأناً كالحسينْ
وأخيهِ عندَ جناتِ السكَنْ