سلامٌ على حامي الوَديعةِ زينبٍ
بقلم الكاتب والاعلامي: حميد حلمي زادة
قصيدة تتناول قصة صُمود بطلة كربلاء السيدة العقيلة زينب الكبرى بنت الامام علي (عليهما السلام) وحفيدة رسول الله وسيد الانبياء محمد (صلى الله عليه وآله وسلم) ، في مرحلة سبي نساء آل البيت وشهداء واقعة عاشوراء الخالدة الى الكوفة ومنها الى الشام :
___________________________
أيا حاديَ الرَّكبِ الذي فيهِ زينبُ *** ترفّقْ ولا تُضْنِ الاُلى حينَ تذهبُ
فإنَّ سبايا آلِ بيتِ محمدٍ *** فـقدْنَ كِـراماً والحسينُ لهُمْ أبُ
رُؤوسُ الفِـدى للدّينِ فوقَ أسنَّةٍ *** وزينبُ مِن فرطِ الأسى تتعـذّبُ
ترى السبطَ في أيدِى القُساةِ رهينةً *** ورأسَ ابنِ بنتِ المصطفى يتقلَّبُ
الى الواحدِ القهارِ تشكُو أنينَـها *** فبنتُ أمينِ الله هيهاتَ تَصخَبُ
وصيةُ مولاها الحُسينِ مُصانةٌ *** اُخيّـةَ شُدّي العَـزْمَ إنّكِ أصلَبُ
ولا تُشمتي فينا الأعادي إنّنا *** بَنُو أحمدٍ نحنُ الحَجا والتهذُّبُ
دِمانا فِدى الدينِ القويمِ وفخرُنا *** جسومٌ اُبيدتْ بالشهادةِ تخْطُبُ
فما الموتُ في جنبِ الإلهِ مصيبةٌ *** بل الموتُ أنْ نحيا وظلمٌ يُـعَـذِّبُ
على الدّينِ مَعْ هذا السلامُ وما لَنا *** من الدينِ إنْ سادَ الطواغيتُ مأرَبُ
ألا إنَّ بنتَ المصطفى لخليقَـةٌ *** بحفظِ مواريثٍ وللحقِّ تطلُبُ
فخطبتُها من عِـلْمِ سيدةِ النسـا *** وامِّ أبيها فاطمٍ وهيَ تشجُـبُ
تدافعُ عن نهـجِ الإمامةِ والنُهى *** وتطلبُ إرثاً في الكتابِ مُصَـوَّبُ
على زينبِ الكبرى الصلاةُ فإنها *** سليلةُ آلٍ بالمكارمِ طُيِّبُوا
فهُمْ آيةُ التطهيرِ وهي أريجُهمْ *** ومَنْ شبَّ في بيتِ النبُـوَّةِ أَنجُبُ
وقد رُضِعتِ آيُ الكتابِ نقيـَّةً *** ومَنْ مثلُها هَدْياً يُبِينُ ويُصحِبُ
ومَنْ مثلُها في سَترِها وحِجابِها *** وإنّ العفافَ المُنتهى هـيَ زينَـبُ
ففي كربلا كانتْ ضمانَ وصيةٍ *** تصُونُ وليَّ اللهِ ذلكَ أوجَـبُ
تذبُّ سُيوفَ القتلِ عنهُ وِقايةً *** وتمنعُ أرجاسـاً عليهِ تألَّبُوا
تمـرُّ على القتلى نُجوماً على الثرى *** وشمسُهُمُ السبطُ الحسينُ المُخضَّبُ
تخاطبُ مولاها وتَرفعُ جِسمَهُ *** أيا ربُّ فاقبَـلْ طاهراً كانَ يقْرُبُ
هُو ابنُ أبي اُمّي وثائرُ نهضةٍ *** وَجاهدَ طاغوتاً يُغِيرُ وِيَذؤُبُ
وها انا ذا آوِي سبايا محمدٍ *** أشدُّ رِحالي والمحامُونَ غُيَّبُ
تُحيطُ بنا الأعداءُ مِن كلِّ جانبٍ *** كأنْ لم نكُنْ من آلِ بيتٍ يُقَرَّبُ
على زينبِ الكبرى السلامُ صَبورةً *** فقد منحتْ درساً وقِيلَ ألا اكتُـبُوا
كما وَهبَتْ أبناءها وأكارماً *** فِدا الدينِ والإصلاحِ يوم تحزّبُوا
جيوشٌ أحاطوا بالحسينِ وآلهِ *** وخيرةِ أصحابٍ أطاعُوا تَصلَّبُوا
على الموتِ هبُّوا صادقينَ أماجداً *** وقد سقطُوا صرعى ولم يتقلّبُوا
وإنَّ لعاشوراءَ بعدُ مُصيبةً *** تُزيدُ رزايا آلِ أحمدَ تنكُـبُ
فقد أسَروا الحوراءَ زينبَ غِلظةً *** ومَـعْها بناتُ الوحي سَبْـياً يُغَـرِّبُ
فـزَينبُ إنْ زادَ السِبا من شُـجونها *** لصامدةٌ صبراً على منْ تذأّبُوا
لقد حوّلَتْ ركبَ السبايا مسيرةً *** الى ثورةٍ منها اُغيضَ المُخرِّبُ
تقولُ لهـم تعساً لكم يامعاشِراً *** جعلتُمْ حسَينـاُ بالدِّما يتخضَّبُ
فلا هنِئتْ عيـنٌ تعامَتْ عنِ الهُدى *** وخافتْ منِ الحَتفِ الذي ليسَ يَعـزُبُ
حُسينٌ إمامُ المسلمينِ وقد مضى *** شهيداَ عظيماً لا يدانيهِ كَوكَبُ
لقد نَطقَتْ حَـزْماً كريمةُ حيدرٍ *** وذلَّ لـها الوَغدُ الجهولُ المُـكذِّبُ
أرادَ بِها شـرَّاً وبَطشاً بفَخرِها *** أمينُ الهدى ذاك الإمامُ المحَجَّبُ
فصَدَّتْـهُ عنْ جُرمٍ بآلِ محمدٍ *** وذادتْ بحزمٍ والمدامِعَ تُلهِبُ
سلامٌ على حامي الوَديعةِ زينبٍ *** هي الطودُ في عينِ الطغـاةِ المُرَهِّبُ
وفي الشامِ هزَّتْ بالكلامِ حُكومةً *** أصابتْ سهامَ الخزيِ مَن كانَ يَطرُبُ
وقد كانَ مُختالاً بقتـلِ ابنِ فاطمٍ *** ونجلِ رسولِ الله والرأسَ يضرِبُ
يمجِّدُ أمْـواتاً تباهَـوا بكُفرِهِـمْ *** ويشتُمُ أطهاراً وزينبُ ترقُبُ
ويروي عقيمَ الشِعرِ وهو مفنِّـدٌ *** كتاباً ووَحيَاً رِدَّةً لا تُغيَّبُ
تصدّتْ لهُ الكُبرى العقيلةُ زينبٌ *** وقالتُ وأيمُ اللهِ إنّـكَ أخيَـبُ
فعمّا قريبٍ يُنـزِلُ اللهُ بأسَهُ *** عليك فتبكي يا يزيدُ وتندُبُ
أمِنْ طلقاءٍ بالشريعةِ هازِئٌ *** وتعبثُ بالرأسِ الشريفِ وتلْعَبُ
وذاك هو السبطُ الذي ليس مثلُـهُ *** نظيراً وذو القلبِ السليمِ مُعَذّبُ
يَرى بَهجةَ الهادي يُدارُ برأسـهِ *** بكلِّ بلاد الأرضِ وهو مُخضَّبُ
يرى صفوةَ الخلقِ استُبِيحَتْ دماؤُهم *** وهم خيرُ من صاموا وصلَّوا وقرَّبوا
أثُـمَّ ـ مَعاذ اللهِ ـ تُنكِـرُ أحمداً *** نبيّـاَ رسولاً يا يزيدُ وتغصُبُ
فَبُؤْ بعذابِ اللهِ يا بْنَ جهالةٍ *** أساءتْ الى الإسلامِ إنكِ مُذنِبُ
فنحنُ حُماةُ الدينِ والوحيِ سُؤدداً *** وإنَّ لَنـا ذِكراً يدُومُ ويُكـتَبُ
أذلَّـتْ يزيداً زينبٌ بخطابِـها *** وصارَ بهِ عارُ الفضيحةِ يُعصَبُ
سلامٌ على صوتِ الحسينِ رسالةً *** الى الناسِ يتلوها الزمانُ المُؤدِّبُ
على بنتِ خيرِ الخلقِ بعدَ محمدٍ *** أمينةِ وحيِ اللهِ يومَ تذبذبُوا
فداءً لمثواها عقيلةُ هاشمٍ *** منارةُ إيمانٍ ونهجٌ مُهذَّبُ