سلايدرسياسة

من أعلى منبر الأمم المتحدة..وتأكيدا لمواقف السلطان قابوس الثابتة طوال 48 سنة.. عُمان تبعث رسالة “سلام” للعالم

استمع الي المقالة

 

مهند أبو عريف

  • سلطنة عُمان لم ولن تألوا جهداً لدعم مبادرات السلام وإشاعة الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والعالم
  • سلطنة عُمان مستعدة لإعادة بيئة التفاؤل للتوصل لإتفاق شامل يضمن التعايش السلمي في الشرق الأوسط
  • انتشار الأمراض وقلة الدواء يتطلب تبنى العالم كله مشروعاً إنسانياََ لإيصال المساعدات الإغاثية لليمن بفتح المطارات
  • إنحصار العنف على صعيد الأزمة السورية
  • ترحيب عماني بالتطورات الايجابية في القرن الأفريقي ووصول دول المنطقة تفاهمات إستعادة الثقة

 

 

وجهت سلطنة عمان رسالة سلام جديدة  الي شعوب العالم من  أعلي منبر الأمم المتحدة. فقد ركزت  كلمتها أمام الجمعية العامة علي المواقف الثابتة التي يؤكد عليها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان منذ  مطلع عقد السبعينيات، والتي تتضمن الدعوة المتجددة والمخلصة  الي دعم السلام.

تحرص السلطنة على المشاركة سنويا في أعمال “الجمعية العمومية السنوية  للبشرية” التي تمثلها  اجتماعات الأمم المتحدة حيث تشهد احتشادا دوليا لا يتكرر في العالم  إلا مرة واحدة في العام ، وذلك لطرح وجهات نظرها تجاه التحديات الراهنة أمام شعوبه ودوله.

* احترام السيادة الوطنية.. ومبادئ حسن الجوار

تضمنت كلمة سلطنة عمان التي ألقاها  يوسف بن علوي بن عبد الله  الوزير المسئول عن الشئون الخارجية عدة رسائل  وحقائق مهمة في مقدمتها:  إن عمل الأمم المتحدة يجب أن يركز على مواجهة التحديات وتسوية النزاعات والصراعات الدولية وتحقيق السلام . وانطلاقا من الإيمان بأن الحوار والتفاوض هما أنسب الوسائل لحل الخلافات، فإن السلطنة تؤكد على أنها لن تألوا جهداً لدعم المبادرات التي من شأنها تحقيق السلام وإشاعة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

كما يعتبر السلام ركيزة أساسية للاستقرار والتنمية، والأمل أن تتعاون الدول الأعضاء ضمن منطلقات جديدة تتوافق مع مبادئ حسن الجوار، واحترام السيادة الوطنية، وعدم التدخل في الشئون الداخلية للدول.

* القضية المركزية لمنطقة الشرق الأوسط

أكدت سلطنة عُمان أن القضية الفلسطينية تعد  هي القضية المركزية لمنطقة الشرق الأوسط، لذلك فإن  تعاون المجتمع الدولي لإيجاد بيئة مناسبة تساعد الأطراف على إنهاء الصراع أصبح ضرورة استراتيجية ملحة،و الظروف القائمة حالياً، رغم صعوبتها، وتوقف الحوار، باتت مواتية لايجاد بيئة لنقاشات إيجابية بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي للتوصل إلى تسوية شاملة على أساس حل الدولتين، حيث ان عدم قيام الدولة الفلسطينية يؤدي إلى استمرار العنف والإرهاب. وأكدت السلطنة استعدادها  لبذل كل جهد ممكن لإعادة بيئة التفاؤل للتوصل إلى اتفاق شامل يضع في الاعتبار مستقبل التعايش السلمي في منطقة الشرق الأوسط، لا سيما بين الأجيال الفلسطينية والاسرائيلية، فتحقيق بيئة سلمية بين الطرفين الفلسطيني والاسرائيلي يعد أساساً لإقامة السلام في المنطقة تدعو السلطنة دول العالم، وعلى وجه الخصوص الولايات المتحدة الأمريكية التي لها دور أساسي في تحقيق السلام والاستقرار في مناطق العالم، لأن تنظر إلى مستقبل هذه القضية من منظور دعم توجهات السلام وتسهيل عمل المنظمات الدولية، وعدم التضحية بالسلام.

  * وضع مأساوي في  اليمن

تناولت  السلطنة في كلمتها الأوضاع في  اليمن ،فأوضحت أنها  تعاني من وضع مأساوي إنسانيا واقتصاديا نتيجة انهيار البنية التحتية في المجالات الصحية والتعليمية والاقتصادية وغيرها من الخدمات الأساسية التي تلامس حياة المواطنين اليومية، مع انتشار الأمراض، وعدم كفاية العلاج والدواء.

يتطلب  ذلك مضاعفة الجهود لمساعدة اليمن، وعلى المجتمع الدولي أن يتبنى مشروعاً إنسانياً يتيح وصول المساعدات الاغاثية الانسانية للشعب اليمني في مختلف المحافظات، وتسهيل استخدام المطارات والموانئ لتلك الغاية، ذلك أن الأوضاع الإنسانية في اليمن باتت تتطلب اتخاذ مثل هكذا تدابير.

* إنشاء جسر جوي طبي انساني لنقل المرضى ذوي الحالات الحرجة

أعربت السلطنة عن الترحيب بالجهود التي تسعى إليها الأمم المتحدة ودول التحالف لإنشاء جسر جوي طبي انساني لنقل المرضى ذوي الحالات الحرجة لتلقي العلاج عبر رحلات مبرمجة تحت إدارة الأمم المتحدة وبالتعاون مع الأطراف اليمنية.

 وتؤكد السلطنة دعمها للجهود التي يبذلها المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة لليمن، مارتن جريفيث، وندعو إلى تسهيل مهمته لعقد اللقاءات والمشاورات مع سائر الأطراف اليمنية، وتسهيل تنقلاتهم للمشاركة في تلك اللقاءات والمشاورات.

والحل السياسي ينبغي أن يأخذ في الاعتبار واقع اليمن، وأن تتاح الفرصة لجميع الأطراف والقوى السياسية اليمنية، في الداخل والخارج للمشاركة في تحديد ورسم مستقبل مشرق لبلادهم.

أوضحت أيضا ان التسهيلات والمساعدات الإنسانية من سلطنة عُمان للشعب اليمني مستمرة. كما أن المنافذ البرية والبحرية والجوية بين السلطنة واليمن  – التي هي الوسيلة المتاحة لعبور الأشقاء اليمنيين وتواصلهم مع العالم الخارجي- ستبقى مفتوحة من منطلق الأخوة والجوار وما يربط الشعبين العماني واليمني من أواصر ووشائج اجتماعية وتاريخية عميقة.

العنف بدأ ينحسر في سوريا

على صعيد الأزمة السورية أشارت   السلطنة في كلمتها الي أن  العنف بدأ ينحسر في العديد من المناطق في سوريا نتيجة للجهد الذي تقوده روسيا ، والحكومة السورية والولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي والدول الإقليمية من خلال خطة خفض التصعيد والتوترات، ولاشك أن الجهد المشترك كان له الدور الأبرز في مواجهة الارهاب، وأعربت عن الأمل في استمرار هذا الجهد والتعاون المشترك في سوريا وغيرها من مناطق الصراع.

كما أشادت  السلطنة بالجهود التي يقوم بها مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا، ستيفان دي ميستورا، لمساعدة الأطراف السورية على تطوير البنية الدستورية والبناء على ما تحقق من نتائج إيجابية في جنيف والأستانة وسوتشي لوقف الحرب والوصول إلى مصالحة وطنية تنهي الصراع.

* تطورات ايجابية في القرن الأفريقي

أفريقيا أبدت  سلطنة عمان  ترحيبها بالتطورات الايجابية في منطقة القرن الأفريقي، وما توصلت إليه دول المنطقة من تفاهمات من شأنها استعادة الثقة وإنهاء الخلافات،  وترحب  السلطنة بالجهود التي يبذلها رئيس وزراء أثيوبيا، آبي أحمد، ودور بلاده المحوري والهام، وهو ما سيساهم في تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة القرن الأفريقي.

كما  جددت السلطنة دعوتها إلى سائر دول العالم للتمسك بمبادئ ميثاق الأمم المتحدة والقانوني الدولي، وحل الخلافات بالطرق السلمية بعيداً عن الحروب وتبعاتها المأساوية، لكي يسود الأمن والاستقرار، ولتنعم شعوب العالم بالتنمية والرخاء.

 إن عمل الأمم المتحدة يجب أن يركز على مواجهة التحديات وتسوية النزاعات والصراعات الدولية وتحقيق السلام، وانطلاقا من الإيمان بأن الحوار والتفاوض هما أنسب الوسائل لحل الخلافات فإن السلطنة تؤكد على أنها لن تألوا جهداً لدعم المبادرات التي من شأنها تحقيق السلام وإشاعة الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى