سلايدرسياسة

سلطنة عُمان تنجح في توظيف مقتضيات الثورة الصناعية الرابعة

استمع الي المقالة

مهند أبو عريف

انسجاما مع تطلعات سلطنة عُمان للمرحلة المقبلة والتي تتطلب الدفع بالاقتصاد الوطني نحو مزيد من استخدام التقنيات الحديثة ذات المردود العالي والتكلفة الأقل، وبما يتناسب مع استعداد السلطنة للثورة الصناعية الرابعة وهي الذكاء الاصطناعي والتي تكمن أهدافها في تعزيز الذكاء الإنساني.

وتأتي أعمال المؤتمر الأول للاستدامة الذكية بمدينة صلالة بمشاركة ما يقارب 150 مشاركا يمثلون عددا من المؤسسات الحكومية والخاصة في السلطنة ليسلط الضوء على المساهمة في إيجاد ميزة تنافسية لسلطنة عُمان عبر تشجيع المؤسسات التي تقدم حلولا ومنتجات مستدامة وذكية تستند على اﻟﺗﻘﺎﻧﺔ اﻟﺣدﯾﺛﺔ، إضافة إلى التركيز على أبرز تقنيات الثورة الصناعية الرابعة وهي الذكاء الاصطناعي الذي يعنى بتعزيز الذكاء الانساني الطبيعي عبر التزويد ببرامج تحليل البيانات والاستفادة منها في تيسير وتحسين عملية اتخاذ القرار.

يحدد المؤتمر الأطر الرئيسية التي تقوم عليها الاستدامة والتي تتواكب مع التوجهات العُمانية للتنمية المستدامة والتركيز على جوانب مهمة في مجال الوقت والابتكار وتختصر الكثير من الجهد والزمن وبذلك يواكب هذا التوجه التطور المتسارع الذي يشهده العالم في مجال الذكاء الاصطناعي.

ان مثل هذه المؤتمرات التي تحدد الخطوات الرئيسية لبدء مشاريع استراتيجية بطريقة مدروسة تستند إلى تجارب دولية ناجحة فإنها تعزز النهج الذي تسعى إليه عُمان للدخول في مشاريع وطنية كبيرة ستساهم في المستقبل بالنهوض بشكل قوي في كافة القطاعات، وهو ما يعزز توجه السلطنة نحو الحد من الاعتماد على النفط كمورد اقتصادي وحيد ومحاولة ايجاد بدائل اخرى ذات مردود اقتصادي جيد تستطيع السلطنة من خلالها مواصلة مشاريعها التنموية بنفس الوتيرة المتسارعة التي نفذت من خلالها مشاريع عملاقة منذ أربعة عقود مضت.

والواقع فإن سلطنة عُمان لديها مشاريع تتطلب مثل هذه الأساليب التقنية، لتساهم في دفع عجلة التنمية والاستفادة بشكل اوسع لإدخال مثل هذه الابتكارات والمشاريع في المجالات التي تعمل عُمان على انشائها، وذلك من خلال القيادة المتناغمة وتحليل البيانات بما يسهم في اتخاذ القيادات القرارات المناسبة نحو المشاريع ذات الأولوية والإسهام في قدرات الإنسان والقدرات الرقمية والتخصصية وتنفيذ برامج تشجع المؤسسات التي تستخدم الذكاء الصناعي وترجمة الجهود المشتركة الطموحة والواقعية.

ولعل الطموحات كبيرة بأن يخرج المؤتمر الأول للاستدامة الذكية بتوصيات مهمة من شأنها ان تصب في مصلحة المشاركين الذين بدورهم سينقلون تجاربهم واستفادتهم إلى مؤسساتهم وبذلك تصل سلطنة عُمان إلى الأهداف المنشودة من مثل هذه المؤتمرات التي توجه تقنياتها إلى خدمة الإنسان والمشاريع المرتبطة به.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى