خطاب سعادة رئيس جمهورية الهند السيد/ رام ناث كوفيند للأمة في عشية الاحتفال بعيد استقلال الهند الثاني والسبعين
أشرف أبو عريف
الإخوة المواطنون الأعزاء،
بداية أود أن أتقدم إليكم جميعا بخالص التهانئ بمناسبة مرور واحد وسبعين عاماً كاملة على مسيرة بلادنا كدولة مستقلة. تحتفل بلادنا غدا بعيد استقلالها الثاني والسبعين . و يعد تاريخ 15 أغسطس من المناسبات ذات الأهمية الخاصة في نفس كل فرد من أبناء الهند سواء المقيمين داخل البلاد أو خارجها في أي مكان آخر من العالم. ودائما ما نحتفي بهذه المناسبة باعتبارها احتفالا بسيادة الهند. ونقوم في تلك المناسبة – ونحن يحدونا شعور بالسعادة الكبيرة والحماسة- برفع علم الهند في كل مكان؛ في أماكن العمل و الإدارات المحلية و مجالس القرى و الكليات والمدارس و المنازل و مختلف الأماكن في الجوار. ويعد العلم الهندي بألوانه الثلاث رمزا للفخر الوطني. و تذكرنا تلك المناسبة دوما بمسيرة كفاحنا ومبادئنا بالإيمان بأنفسنا و قدراتنا. ففي هذا اليوم، ننظر بعين الرضا والامتنان لما حققناه من انجازات بفضل الجهود التي بذلتها الأجيال المتعاقبة ممن سبقونا. إن هذا اليوم هو المناسبة التي نجدد خلالها العزم بالعمل على سد كافة الثغرات التي لا تزال تعتري مشروع بناء الأمة الهندية، وهي الثغرات التي سوف يسدها- دون شك- شبابنا من أصحاب المهارات.
لقد حصلت بلادنا على الحرية في منتصف ليل يوم 14-15 أغسطس 1947، و كان ذلك نتاج سنوات و عقود و قرون من التضحيات و البطولات على يد أجدادنا و المناضلين من أجل الحرية. لقد كان هؤلاء الناس رجالا ونساء ممن يتمتعون بالشجاعة و بُعد النظر. وينحدر هؤلاء الناس من كل المناطق في الهند وينتمون إلى مختلف الطبقات والفئات الاجتماعية على اختلاف الظروف الاجتماعية و الاقتصادية. لقد كان باستطاعة هؤلاء الأشخاص التنازل عن بعض الأمور و تحقيق بعض المصالح الشخصية، ولكنهم لم يفعلوا ذلك. لقد كان التزامهم ثابت لم يتزعزع من أجل أن تصبح الهند دولة حرة ذات سيادة تنعم بالتعددية و المساواة. و إنه لمن عظيم الشرف لي تكريم اسم هؤلاء المناضلين من أجل الحرية في يوم 9 أغسطس في راشتراباتي بهافان و ذلك بمناسبة حلول ذكرى حركة “طرد المحتل من الهند”.
نحن محظوظون لأننا ورثنا هذا الإرث العظيم من أبناء الهند من رموز الحركة الوطنية. لقد استطاعوا أن يتركوا لنا الهند كدولة تنعم بالحرية، ولكنهم تركوا لنا أيضا بعض المهام لنكملها من أجل تنمية مجتمعنا و تمكين كافة أبناء الهند والعمل على تحريرهم من الفقر و أشكال عدم المساواة الاجتماعية و الاقتصادية. إن كل نفس ننعم به في حياتنا جميعا كدولة يرجع فيه الفضل إلى هؤلاء المناضلين من أجل الحرية. ونحن ملتزمون بالعمل على انجاز كل ما لم يتم الانتهاء منه حتى الآن.
وإذا جاز لنا أن نعرف ما هي الحرية بالمعني السياسي الضيق، فإن تاريخ 15 أغسطس 1947 هو المرادف لهذا المعنى. إن ذلك اليوم مثل تتويج لمسيرة نجاح الكفاح السياسي ضد القوة الإمبريالية المتجسد في اعتباره عيد استقلال الهند. ولكن، الحرية هي مفهوم أوسع من ذلك التعريف ولا يقتصر على جزئية ثابتة أو محددة، حيث أن السبيل إلى الحرية هو عبارة عن بذل المرء لجهود مستمرة بإصرار و دأب لبلوغ المبتغى في النهاية. يمكن لكل فرد منا حتى بعد مرور عقود على عام 1947أن يساهم بصورة أو بأخرى كمناضل من أجل الحرية، ويمكن أن نقوم بذلك من خلال توسيع نطاق مفهوم الحرية وزيادة الفرص أمام أبناء الهند الحبيبة.
يقوم المزارعون من أبناء الهند بزراعة المحاصيل لتوفير الغذاء لعشرات الآلاف من المواطنين ممن لم يلتقوا بهم بصورة شخصية وربما لن يلتقوا بهم على الإطلاق. إنهم يساهمون في دعم حريتنا من خلال ضمان الأمن الغذائي و توفير الغذاء لأطفالنا. ومن ثم، فإن قيامنا بمساعدة المزارعين الهنود من خلال توفير التكنولوجيا و المساعدات الأخرى لتعزيز الإنتاجية و زيادة الدخل، هو أحد صور الالتزام بمبادئ مسيرة الكفاح من أجل الحرية.
ويقف أبناء قواتنا المسلحة بكل يقظة و استعداد لحماية حدودنا في مناخ قاس وطبيعة صعبة في الجبال أو تحت أشعة الشمس الحارقة، أو في السماء أو في البحر. إنهم يعززون حريتنا من خلال ضمان أمن البلاد ضد التهديدات الخارجية. ومن خلال قيامنا بتوفير أفضل الأسلحة والمعدات لهم، وإرساء وحدات لصناعة تلك المعدات في الهند نفسها علاوة على منح أبناءنا الجنود الرعاية الاجتماعية اللازمة، فإننا نكون بذلك قد تمسكنا و حققنا مبادئ مسيرة الكفاح من أجل الحرية.
وتتولى قوات الشرطة والقوات شبه العسكرية الهندية مهام التعامل مع مجموعة متنوعة من التحديات المتمثلة في: محاربة الإرهاب، و مكافحة الجريمة و إقرار القانون و النظام حال وقوع أية اضطرابات، و كذلك قيامهم بمساعدة المواطنين العاديين أثناء عبورهم الشوارع التي قد تغمرها مياه الفيضانات. و بقيامهم بهذه الواجبات، فإنهم يعملون على تعزيز حريتنا المدنية. ومن خلال عملنا على تحسين ظروفهم المهنية والشخصية، فإننا نكون بذلك قد تمسكنا وحققنا مبادئ مسيرة الكفاح من أجل الحرية.
تلعب المرأة دوراً خاصاً في مجتمعنا. و يمكن القول إن توسيع قاعدة الحرية في بلادنا يمكن قياسها من خلال مدى توسيع قاعدة حرية المرأة. نحن نرى المرأة في أدوار مختلفة كأمهات أو أخوات أو بنات أو ببساطة كنساء يحق لهن الحياة بالصورة اللاتي يخترنها- ومن ثم، فإنهن يستحقون منحهم الفرص و أن ينعمن بالأمان للإطلاق طاقتهن والاستفادة من إمكاناتهن. ويمكن لهن القيام بذلك على مستوى الأسري باعتبارهن العماد الأساسي للأسرة أو كمشاركات فاعلات في مؤسسات التعليم العالي أو مختلف مؤسسات العمل في الهند. وفي النهاية، يجب ترك الخيار لنهن للقيام بأي أدوار شئن. و يجب علينا كأمة وكمجتمع أن نضمن لهن الحق والقدرة على ممارسة هذا الاختيار.
ويجب تعزيز هذه الانطلاقة للمرأة الهندية من خلال تسهيل منح الائتمان للمشروعات التي تديرها النساء والمشروعات الوليدة أومن خلال سهولة توفير الغاز المسال في ملايين المطابخ وملايين المنازل ،و بتحقيقنا لذلك نكون قد حققنا مبادئ مسيرة الكفاح من أجل الحرية.
إن شبابنا، فتيانا وفتيات، يمثلون الأمل والتفاؤل في الهند. لقد شهد كفاحنا من أجل الاستقلال مشاركة نشطة من قبل الصغار والكبار لكن كان الصغار هم من يمثلون طاقة هذا الكفاح. لقد اختاروا أنماطا مختلفة من الكفاح في سعيهم للحصول على الحرية لكن عزمهم ومثاليتهم وشغفهم بتحرير الهند وجعلها بلد أفضل وتحقيق المساواة بها كانت أمور غير قابلة للتفاوض.
واليوم فإننا نوقد شعلة عزيمة شبابنا من خلال بناء القدرات المتعلقة بالمهارات والمعرفة والتكنولوجيا والهندسة وريادة الأعمال والابتكار والحرف وعزف الموسيقى وإنتاج برامج هواتف محمولة والتميز في مجال الرياضة وبذلك فإننا نستفيد من موارد بشرية غير محدودة بين شبابنا. ومن خلال القيام بذلك، فإننا نرتقي لمبادئ كفاحنا من أجل الحصول على الحرية.
لقد أعطيت أمثلة قليلة فحسب وقد يكون هناك الكثير منها. والواقع هو أن كل مواطن هندي يقوم بعمله بإخلاص والتزام ويسهم في المجتمع من خلال إخلاصه لأخلاقيات مهنية سواء كان طبيبا أو ممرضا أو مدرسا أو موظف حكومة أو عامل في مصنع أو رجل أعمال أو من يتمسك بأخلاقيات رعاية والديه المسنين الذين قاموا بتربيته بحب وضحوا من أجله – كل من هؤلاء وآخرين كثيرون يقومون، كل بطريقته، بإعلاء قيم الحرية. إنهم يقدمون ثمار الحرية لإخوتهم المواطنين. إن كل مواطن هندي يقوم بواجبه بإخلاص ويؤدي واجبه الشخصي والمهني ويحافظ على كلمته يعلي، بصورة أساسية، من مبادئ كفاحنا من أجل الحرية. وإنني أؤكد على أن كل هندي يلتزم بالوقوف في الطابور ويحترم مساحة وحقوق من يقفون أمامه في الطابور يعلي أيضا من مبادئ كفاحنا من أجل الحرية. إنها لفته صغيرة للغاية. لكن دعونا نحاول الالتزام بها.
أيها الإخوة المواطنون
قد تتساءلون عما إذا ما كنت قد ذكرته حتى الآن لم يتحقق في السنوات العشر أو العشرين الماضية أو قبل ذلك. لكنه تحقق إلى حد ما. إننا في مرحلة فاصلة في تاريخنا تختلف للغاية عن أي فترة مررنا بها حتى الآن. إننا بصدد تحقيق العديد من أهدافنا التي انتظرنا طويلا لتحقيقها. إننا يمكنننا تحقيق النفاذ العام للكهرباء والقضاء على التغوط في العراء والقضاء على التشرد والقضاء على الفقر المدقع. إننا نعيش مرحلة فاصلة فينبغي ألا ندع أي مسائل خلافية أو مناقشات جانبية تصرف انتباهنا عن ذلك.
وبعد أربع سنوات سنحتفل بالذكرى الخامسة والسبعين للاستقلال. وفي اقل من 30 عاما سيحتفل شعبنا بالذكرى المئوية للهند كأمة حرة. إن القرارات التي نتخذها اليوم والأسس التي نضعها اليوم والمشروعات التي نشيدها اليوم والاستثمارات الاجتماعية والاقتصادية التي نقوم بها اليوم – سواء كانت من أجل المستقبل القريب أو تتم على المدى المتوسط- ستحدد مكانتنا. إن معدل التغيير والتنمية في بلدنا سريع ومحل كل تقدير. ووفقا لتقاليدنا الحضارية فإن ما يدفعه هو شعبنا ومجتمعنا المدني والشراكة بين المواطن والحكومة. وهو يركز على تحقيق حياة أفضل للهنود الأقل حظا، تماشيا مع جوهر الفكر الهندي.
وسوف أعطيكم مثالا واحدا. إن مبادرة النهوض بالفقراء تتضمن سبعة برامج ريادية تطبق على أكثر إخوتنا المواطنين فقرا وحرمانا في الهند. وتتضمن الخدمات التي تقدمها المبادرة الحصول على الكهرباء والحصول على خدمات نظام بنكي رسمي، والحصول على برامج الرفاه والتأمين وتقديم التطعيمات في المناطق التي يصعب الوصول إليها. وتم التوسع في المبادرة لتشمل 117 منطقة طموحة حيث لا نزال نرى فجوات كبيرة في سياق التنمية، حتى بعد عشرة عقود من الاستقلال.
ومما لا يدعو للدهشة أن هناك تداخل كبير بين سكان تلك المناطق والمجتمعات الضعيفة مثل الطبقات المهمشة والقبائل المهمشة. وبذلك فإن لدينا فرصة رفع جودة حياة إخوتنا المواطنين هؤلاء الذين ظلوا لسوء الحظ عند قاعدة الهرم. ولا تقوم الحكومة وحدها بتنفيذ مبادرة النهوض بالفقراء. لكنها تتم بالتعاون بين الهيئات الحكومية ومجموعات من المجتمع ومواطنين يتمتعون بنكران الذات وحريصون على المشاركة والتعاطف ورد الجميل.
ايها الإخوة المواطنون
إن عيد الاستقلال دائما ما يكون مناسبة خاصة لكنه يتميز هذا العام بأهمية غير عادية. فبعد عدة أسابيع وفي الثاني من أكتوبر سنبدأ بإحياء الذكرى المائة والخمسين لمولد ماهاتما غاندي. غاندي لم يقم فحسب بقيادة حركة التحرر الهندي. لكنه كان ولايزال يمثل بوصلتنا الأخلاقية. وبوصفي رئيس الهند فقد كنت محظوظا لأنى إلى بلدان كثيرة وزرت بصفة خاصة بضعة دول أفريقية. وفي كل مكان عبر القارات كان يتردد اسم غاندي ويحبه الناس ويتذكرونه كأيقونة للبشرية جمعاء. إن غاندي يعتبر تجسيدا للهند.
ليس من السهل دائماً أن نفهم الزعيم غاندي الذيرفض التقيد في تعريفه للسياسة والنشاط السياسي، أو حتي للحرية. عندما سافر غاندي وزوجته كاستوربا إلى تشامباران في بيهار إبان ثورة الفلاحين هناك، قاما بتخصيص جزءاً كبيراً من وقتهما لتثقيف السكان المحليين، وخاصة النساء والأطفال، وتوجيه الإرشاد لهم فيما يتعلق بالنظافة والصحة العامة. وهناك، وفي مناسبات أخرى، قاد غاندي شخصياً حملة للنظافة. وربط عملية إزالة القاذورات بالانضباط الذاتي والارتقاء بصحة الجسد والعقل
لقد تملكت الحيرة من الكثيرين في ذلك الوقت. فما علاقة كل ذلك بالحرية؟ بالنسبة للزعيم غاندي، كان ذلك هو محور السعي من أجل الحرية. وبالنسبة له، كان النضال لا يتعلق فقط بالسلطة السياسية، ولكن بتمكين أفقر الفقراء، وتعليم غير المتعلمين، وضمان الحق في الحياة الكريمة وتوفير سبل العيش لكل قرية وكل حي وكل أسرة – بل وكل فرد.
كان غاندي يدعو بحماس كبير إلى حركة سواديشي (مقاطعة البضائع البريطانية والاهتمام بالصناعة المحلية). وكان ذلك بالنسبة له مصدراً للفخر من أجلالارتقاء بمستوى الإبداع والوعي لدى الشعب الهندي. ومع ذلك، فقد كان على وعي بالتيارات الفكرية في سائر أنحاء العالم. ومن ثم فقد دعا تلك التيارات لإثراء معارفنا. كانت الحضارة الهندية بالنسبة له مفتوحة على الثقافات الأخرى وليست منكفئة على ذاتها. كان ذلك يمثل مفهوم “سواديشي” لديه وهو المفهوم الذي لا يزال مهماً بالنسبة لنا اليوم في تفاعلنا مع العالم – سواءً فيما يتعلق بمجالات الاقتصاد أو الصحة أو التعليم أو التطلعات الاجتماعية أو النهج السياسي لدي
لعل أنبل الشعارات التي رفعها غاندي كان إشارته إلى أن قوة “اللاعنف” أكبر بكثير من قوة “العنف”. إن ضبط الإنسان لنفسه أعظم من استخدامه للقوة فليس للعنف مكان في المجتمع. كان سلاح “اللاعنف” أكثر الأسلحة الفعالة التي قدمها إلينا غاندي. وشأنه في ذلك شأن المبادئ الأخرى التي دعا إليها، كان هذا المفهوم مستوحى من الحكمة القديمة للهند، ومع ذلك فما زال له صدى في القرن الحادي والعشرين وفي حياتنا اليومية.
دعونا في عيد الاستقلال، الذي يقترب هذا العام من الذكرى المائة والخمسين للزعيم غاندي، نعمل على موائمة أفكارنا ومبادئنا بأي وسيلة نستطيع في عملنا وسلوكنا اليومي. لا أظن أن هناك طريقة أفضل من هذه للاحتفاء بحريتنا. ولا أظن أن هناك طريقة أفضل من هذه للاحتفاء بهويتنا الهندية.
إن تلك الروح الهندية لا تعود بالنفع علينا وحدنا. فهي جزء مما تقدمه بلادنا وحضارتنا إلى العالم. وبروح الزعيم غاندي وبروح الهند، نؤمن بالمبدأ القديم القائل بأن “العالم أسرة واحدة.” ولهذا السبب فإننا نولي اهتماماًللبشرية جمعاء، ويتمثل ذلك في تقديم المساعدة للكثير من الدول الإفريقية، والقيام بمبادرات بشأن قضية تغير المناخ، والمساهمة في عمليات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة في مختلف مناطق العالم، ومساعدة دول الجوار التي تتعرض للحوادث الطبيعية، وإغاثة الأشخاص المحاصرين في مناطق النزاع ممن ينتمون إلى دول أخرى إلى جانب مواطني بلادنا. بروح الزعيم غاندي وبروح الهند، نقدم خبراتنا في مجال ممارسة اليوجا للارتقاء بالصحة والسعادة، وفي مجال استخدام التكنولوجيا من أجل تحقيق التنمية. نحن أبناء غاندي وأحلامنا تشمل البشرية جمعاء، حتى عندما نسير وحدنا.
أعزائي الأخوة المواطنون
في لقاءاتي مع الطلاب والقيادات الأكاديمية في أنحاء الهند المختلفة، قمت بتشجيع الطلاب على قضاء بضعة أيام – ربما أربعة أو خمسة أيام في السنة – في إحدى القرى. إن القيام بهذه الخطوة في إطار ما يمكن أن نسميه “المسئولية الاجتماعية للجامعات” من شأنه أن يساعد الطلاب على فهم بلادنا. ويتيح لهم المشاركة في برامج الرعاية الاجتماعية ومعرفة مدى تأثيرها، مما يعود بالنفع علىالطالب والقرية والبلاد بأسرها. كما أن ذلك يزيد من حماسة نضالنا من أجل الحرية وانخراط كل مواطن في برامجنا الوطنية.
لقد شعرت بالسعادة والامتنان عندما رأيت حماسة شبابنا ومثاليتهم، حيث يتمتعون بروح الرغبة في الإنجاز من أجل أنفسهم ومن أجل أسرهم ومجتمعهم وبلادهم. وهذه هي أسمى درجة من درجات التعليم الأخلاقي التي يمكن أن نطمح إليها. إن هدف التعليم ليس مجرد الحصول على درجة علمية أو شهادة، ولكن الالتزام بالعمل على الارتقاء بحياة الآخرين على نحو مستدام. هذا هو التعاطف والإخاء في شكله العملي. تلك هي الروح الهندية وتلك هي الهند، لأن الهند تنتمي إلى شعب الهند – وليس فقط الحكومة.
معاً، يمكننا أن نساعد كل مواطن في بلادنا. معاً، يمكننا أن نحافظ على الغابات والثروات الطبيعية في بلادنا، ويمكننا أن نحمي آثارنا للأجيال القادمة، ويمكننا أن نجدد بيئاتنا الريفية والحضرية. معاً، يمكننا أن نقضي على الفقر والأمية وعدم التكافؤ. يمكننا، بل ويجب علينا، أن نقوم بذلك معاً. للحكومة دور ريادي، ولكنه ليس الدور الوحيد. دعونا نستخدم برامج ومشروعات الحكومة من أجل تعزيز جهودنا. دعونا نجعل من الشعور بالانتماء لهذا البلد حافزاً لنا.
بهذه الكلمات، أعرب مرة أخرى لكم ولعائلاتكم عن أطيب أمنياتي في عيد الاستقلال وأطيب تمنياتي بمستقبل مشرق.
شكراً لكم
تحيا الهند