منظومة مراقبة متطورة لضمان سلامة المياه المتداولة بين حجاج البيت الحرام
مهند أبو عريف
من معين لا ينضب، ظلت مياه زمزم تتدفق على ضيوف الرحمن، ومن أجل قدسية هذا البئر الذي يقع داخل فناء المسجد الحرام في مكة المكرمة ولمكانته عند المسلمين، فإن هيئة المساحة الجيولوجية السعودية دأبت كل عام على إعادة رصد الخواص الفيزيائية لمياه البئر وإجراء التحاليل الميكروبية والكيميائية والعناصر الشحيحة لضمان سلامة العبوات التي يتداولها حجاج بيت الله الحرام.
وقال الناطق باسم الهيئة طارق أبا الخليل إن هناك خطط لمتابعة مخرجات مراكز التعبئة، حيث يتم تنظيم جولات تفقدية يومية لمتابعة كفاءة أعمال الفلترة والتعقيم والتعبئة، حيث تبلغ الطاقة الانتاجية لمركز التعبئة الألي نحو 10800 عبوة في الساعة بسعة 200 ملليلتر، إضافة إلى عبوات أخرى بسعة 20 لتراً، يتم توزيعها على مساكن ضيوف الرحمن.
ومع ازدياد عدد زوار المشاعر المقدسة كل عام، تقوم هيئة المساحة الجيولوجية السعودية بعملية مراقبة مستويات المياه في بئر زمزم بواسطة منظومة مراقبة متطورة تتيح أيضا قياس درجة الحموضة، والحرارة. ويلعب مركز دراسات وأبحاث زمزم التابع لهيئة المساحة الجيولوجية دوراً محورياً في إدارة الطلب على المياه والوقوف على خطط الحفاظ على مخزون المياه الجوفيّةِ في الآبارِ، من خلال إعادة تزويد مستودعات المياه الجوفية بشكل مستمر، إما عن طريق التسرّبِ المباشرِ لمياه الأمطار إليها أَو عن طريق تَدَفُّق مياه الأنهارِ إلى مستودعات المياه الجوفيةِ.
ومن أجل إدارة الطلب على ماء زمزم من البئر، يتم بشكل مستمر ضخ ومعالجة وتخزين الماء في خزانات تحت الأرض، وذلك قبل توزيعه إلى المستهلكين ونقله إلى المدينة المنورة، حيث تتم معالجة ماء زمزم بواسطة سلسلة من الرمال المرشحة والمرشحات الدقيقة والتطهير فوق البنفسجي وإخضاع تلك النشاطات لمتابعة شديدة تلتزم بمعايير صارمة لضمان الجودةِ.
وأعلنت الرئاسة العامة لشؤون المسجد الحرام والمسجد النبوي في وقت سابق عن رفع الطاقة التشغيلية اليومية للبئر وزيادة عدد مقدمي خدمة سقيا زمزم بنسبة أكثر من 100%، وتشغيل المشروع على مدار الساعة ليفي بحاجة راغبي المياه المباركة وفق آلية توزيع تلتزم بتقديم عبوتين لكل فرد، مع إعادة التوزيع بنفس الكمية خلال خمسة عشر يوماً من تاريخ الصرف الأخير.