زارعي: روسيا لم تضغط على إيران في سوريا.. وإيران ترى السيد الصدر من المقربين لها
أكد رئيس مركز أنديشه سازان نور للدراسات الاستراتيجية، الدكتور سعد الله زارعي أن العلاقات بين الجمهورية الإسلامية الإيرانية والسيد مقتدى الصدر لم تتراجع، بل تطورت وإن إيران ترى التيار الصدري على أنه من المقربين لها، فيما نفى وجود ضغط روسي على إيران في سوريا.
عقد مدير مؤسسة انديشه سازان نور للدراسات الاسراتيجية، الدكتور سعد الله زارعي، السبت، مؤتمرا حول التطورات الاقليمية والانتفاضة الفلسطينية ضد الكيان الصهيوني حيث أشار الى أن الانتفاضة الفلسطينية الثالثة والجارية حاليا هي انتفاضة سلمية هجومية وليست دفاعية وترمي الى تحقيق أربعة اهداف.
وأوضح زارعي ان الهدف الأول لهذه الانتفاضة هو اعادة القضية الفلسطينية الى قلب المشهد العالمي بعد تهميشها اثر تصاعد نشاط التيارات الارهابية والتكفيرية في المنطقة.
الهدف الثاني هو الاهتمام بموضوع النازحين الفلسطينيين والذين يبلغ عددهم قرابة 7 مليون نازح في داخل فلسطين وخارجها، مشيرا الى أن موضوع النازحين تحول الى موضوع هامشي في الأدب السياسي العالمي الى درجة التوجه لمنح النازحين الفلسطينيين الجنسية الأردنية، في حين أن للفلسطينيين أرضهم ويجب أن يعودوا إليها.
الهدف الثالث هو كسر الحصار المفروض على قطاع غزة منذ عام 2009 وحتى الآن، أي منذ تعرض الكيان الصهيوني للهزيمة في حرب الـ22 يوماً ضد قطاع غزة، جيث يحاصر الكيان غزة من الشمال والشرق وتحاصره مصر من الجوب وتبدو مصر أكثر اصرارا من الصهاينة على محاصرة القطاع. ويتعزز اثر الحصار على قطاع غزة بسبب كونه غير مكتفي ذاتياً فالزراعة والصناعة في غزة لا ترتقي الى مستوى تلبية الحاجة السوقية والفلسطينيون هناك مضطرون الى الاستيراد. وهذا ما جعل القطاع يعيش ظروفا صعبة ادت حتى الى وفاة اكثر من 50 الف طفل وامرأة حتى الآن دون أن يمد لهم أحد يد المساعدة، إلا ممثل الأمم المتحدة الذي رفع تقريرا حول الأوضاع في غزة ثم تم سحب التقرير والتراجع عنه اثر ضغوط امريكية.
وأكد زارعي أن الفلسطينيين يملكون كميات كبيرة من الأسلحة المؤثرة إلا أنهم قرروا بهذه الانتفاضة كسر الحصار ليس عن طريق سلاح، فالانتفاضة الجارية سلمية وليست عسكرية. وهذا ما جعل الكيان الصهيوني يشعر بتهديد حقيقي فأعلن عن استعداده لتخفيف وطأة الحصار إلا أن الفلسطينيين لم يرضوا بذلك وأستمروا بالمطالبة برفع الحصار بالكامل وعودة النازحين.
السبب الرابع –حسب زارعي- هو ان الكيان الصهيوني يقول أن جميع الأراضي المحتلة أي 78% من الأراضي الفلسطينية هي تابعة للكيان والـ22% المتبقية هي للفلسطينيين، وهذا ما يرفضه الفلسطينيون واستطاعوا تحقيق نتائج جيدة حتى الآن، كما أن الانتفاضة تركز على موضوع تحرير القدس أيضا، واثبتت الانتفاضة التي أغلب المشاركين فيها هم من الشباب والمراهقين أن الجيل الجديد الذي لم يشهد يشهد مذابح كفر قاسم ودير ياسين وغيرها ما يزال متعلقا بهدف تحرير الأرض.
وأشار زارعي الى أن هذه الانتفاضة قدمت حتى الآن أكثر من 120 شهيداً وآلاف الجرحى، ونجحوا حتى الآن في تخفيف الحصار، تعريض أمن الكيان الصهيوني في الأراضي المحتلة للخطر وزعزعة أمن المستوطنين كما أن هذه الانتفاضة عثر حجرة أمام نقل الصهاينة عاصمتهم الى القدس، وستتحول الانتفاضة السلمية الى خطر حقيقي يهدد الكيان الصهيوني وإذا ما اشتعلت في الضفة الغربية، جنين، القدس والأراضي المحتلة. كما أن حق الرد على النيران الصهيونية التي تستهدف المدنيين العزل مكفول وهذا ما اشارت له حركة المقاومة الإسلامية حماس في بيان لها.
المقاومة لا تستلم الأوامر من روسيا
وفي جانب آخر من كلمته تطرق زارعي الى التطورات في الجنوب السوري وقال: التطورات التي يشهدها الجنوب السوري تزعج الكيان الصهيوني، فيما لا يمتلك الصهاينة ادوات لتغيير مسار الأمور حيث يرى أنه قد تعرض لهزيمة كبيرة وقد تم القضاء على التكفيريين وانتصر محور المقاومة. جبهة المقاومة صديقة لروسيا ولكنها لا تستلم الأوامر من أحد وحتى لو استطاع نتن ياهو أن يضغط على بوتين فإن المقاومة لم تقدم أي تعهدات للالتزام باتفاقيات بوتين ونتن ياهو. نتنياهو شن هجمات من اجل اختبار رد حور المقاومة معتقدا أن شن الهجمات سيجبر محور المقاومة على الانسحاب من سوريا، ولكن هذا لم ولن يحصل أبدا، وتلقى الكيان الصهيوني الرد في الجولان المحتل ليتضح أن محور المقاومة لن يتردد أبدا في الدفاع عن انجازاته. وتنص الاستراتيجية الروسية في سوريا، لبنان وفلسطين على منع الصدام وهي توصي إيران والكيان الصهيوني بعدم الاشتباك. لا توجد استراتيجية روسية لدعم الكيان الصهيوني ولم يضغط الروس على إيران، كما أن إيران لا ترضخ للضغط.
لماذا لم تقم إيران قواعد عسكرية في سوريا؟
وردا على سؤال لأحد المراسلين حول بناء الروس قواعد عسكرية في سوريا وامتناع إيران عن ذلك قال: الروس يمتلكون قواعد عسكرية في سوريا منذ مدة طويلة أي منذ تولي المرحوم حافظ الأسد للسلطة، ثم قاموا بتطوير هذه القواعد لاحقا. الجمهورية الإسلامية لم تسعَ لاقامة قواعد عسكرية في سوريا وهذا من منطلق المبادئ الإيرانية التي تنص على التصدي للهيمنة، فبدلا من الهيمنة ترمي إيران الى بناء علاقات الصداقة مع البلدان. إن المفاوضات هي التي تقرر مستوى التواجد الإيراني في سوريا.
ننظر بسلبية الى نشر القوات التركية في سوريا
وعن نشر القوات التركية في سوريا قال زارعي إن سياسات تركيا في سوريا تجاوزت حدود معالجة المخاوف ونحن ننظر بسلبية الى نشر القوات التركية في سوريا وبالتزامن مع ذلك نرغب بحل الموضوع عن طريق مفاوضات بين أنقرة ودمشق ونحن مستعدون للمساعدة في ذلك، نحن نرى أن تركيا يجب أن تسحب قواتها العسكرية من سو ريا إلا إذا رغبت الحكومة السورية بتواجدها، كما أشار أن معالجة المخاوف لا تعني السماح للدول بالتدخل عسكريا في البلدان الأخرى من دون اذن حكوماتها وإن هذا الأمر سيشكل خطرا على الاستقرار العالمي لو أصبح عادة.
إيران والتيار الصدري
وردا على سؤال لأحد المراسلين حول حديث الصحافة العربية والغربية عن صدام بين إيران والتيار الصدري، قال زارعي: هناك عوائل كبيرة ومشهورة في العراق ومنها عائلة الصدر التي سكنت العراق ورفعت لواء الحرب على الفساد، حصول الصدريين على 35 مقعد في البرلمان وائتلافهم مع كيان آخر ليرتفع عدد مقاعدهم الى 54 ليس بالأمر المستبعد، لكن مجلس النواب العراقي يتكون من 329 مقعداً ومقتدى الصدر لم يحصل سوى على 54 مقعد، وهذا يُوجب عليه الائتلاف مع الكيانات الأخرى في ظل فسيفساء المجتمع العراقي.
تعزيز الجبهة المناوئة للاحتلال الأمريكية
وتابع زارعي قائلا: بعض وسائل الاعلام تشير الى هالة من الابهام تحيط بالعلاقات بين مقتدى الصدر وإيران معتبرة أن زيارة الصدر للسعودية هي الدليل على ذفلك، لكن يجب القول أننا نحن أيضا سنرحب بزيارة السعودية إذا ما توفرت الظروف الملائمة، لذلك نرحب بزيارة أصدقائنا للسعودية. إن العلاقات بين السيد الصدر والجمهورية الإسلامية الإيرانية لم تتراجع أبدا، بل تعززت ونحن ننظر الى التيار الصدري على أنه من المقربين لنا، كما أننا لا نريد أن يكون العراق بلداً تابعاً. إن اغلب الاشاعات التي تدور حول العلاقة بين الطرفين ناجمة من قلق المحافل الدولية من تعزيز العلاقات بين إيران والصدر ونمو المجموعة المناوئة للاحتلال في العراق، فيما أشار الى أن من المتوقع أن يستغرق تشكيل الحكومة العراقية الجديدة مدة من الزمن.
حزب الله عزز موقعه
واكد زارعي أن حزب الله عزز موقعه في لبنان بعد دخوله في الحرب على الارهاب في سوريا، في حين أن الكثير من اصدقاء الحزب أكدوا أن التوجه الى سوريا سيضر بصورة الحزب في العالم العربي، إلا أن الانتخابات اللبنانية والانتصار الكبير الذي حققه الحزب والمتحالفين معه أثبتوا أنه كان محقا في مد يد العون لسوريا وهذا سينطبق على فلسطين أيضا.