مائدة الأسرة المصرية..؟!!!
بقلم: ناهدإمام
طبعا الكل هييجى فى دماغه البط والوز والمشمر والمحمر. .ولكن معلش ..اللهم انى صائم.. الحكاية ..انه من المؤكد أننا سمعنا كثيرا عن الشاعر” أبو العلاء المعرى ” .. شاعر وفيلسوف وأديب عربي من عصر الدولة العباسية..
لكن بالله عليكم كم منا يعلم أن ذلك الشاعر العظيم ..كان ” كفيفا ” وفقد بصره في الرابعة من العمر نتيجة لمرض الجدري . ولُقب بـرهين المحبسين أي محبس العمى ومحبس البيت لأنه قد اعتزل الناس بعد عودته من بغداد حتى وفاته.
معلومة اسعدتنى واحزنتنى فى نفس الوقت فالسعادة ليس لأن الشاعر العظيم كفيف ،ولكنها لانها جاءت عبر مسلسل رسوم متحركة للأطفال يذاع عقب مدفع الإفطار مباشرة على القناة الأولى باسم “المسلمون ..والاسلام”فى 1400 عام…وحزنت للأسف لانى أعلم جيدا ان نسبة المشاهدة لذلك المسلسل تكاد تكون أضعف من شعاع النور فى ظلمة حالكة لأن المعرفة أصبحت آخر شئ على مائدة الأسرة المصرية.
والدليل على ذلك بكل بساطة النظر إلى عدد مستخدمى النت فى مصر يفوق أضعاف مضاعفة مستخدميه على مستوى العالم لانه وصل عدد مستخدمو الإنترنت عن طريق المحمول فقط 27.49 مليون مستخدم من إحصاءات وزارة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات التى تتفاخر بذلك ….وطبعا ..المفروض أننا نفرح إن العدد بالكم ده..لكن للأسف أن هذا الكم يدخل على النت ليس سوى للتواصل الاجتماعى. .الرغى .الكلام الفاضى. مواقع غير هادفة. كله هدر فى هدر . لكن أد ايه يدخل علشان يجيب معلومة؟؟؟ ..بلاش احسن نقوول!….بينما فى الخارج لايعرفون استخدام النت وخاصة وقت العمل الا اذا كانت هناك ضرورة ملحة لاستكمال بيانات أو معلومات أو للثقافة العامة.
وإذا كانت دولة مثل الصين احجبت الفيسبوك، يوتيوب، تويتر، بلوكر، ومواقع عديدة غيرها محجوبة في بلاد الصين..كما أن الدولة الصينية تعتبر نفسها مسؤولة أخلاقياً عن حماية مواطينها من التعرض للغزو الثقافي الغربي مع تقنين استخدام التكنولوجيا الغربية ..أليس من الأولى..”نحن ” لا أقول نحجب ..ولكن لابد يكون هناك المزيد من التوعية والإرشاد لتقليل الهدر فى الوقت والفكر وتطويع التكنولوجيا لزيادة المعرفة وخدمة مجتمعنا ومتى ستعمر المائدة المصرية بقوالب الثقافة و كنوز المعلوماتلضر ب المخططات الخارجية التى تستهدف أن تلهينا وتهدر الوقت بأشياء لافائدة منها سوى المزيد من الجهل والتخلف الفكرى!!!