أصابع الاتهام تطال نظام الثانوية الجديد
تحقيق: هشام صلاح
كثيرا ما نجد الاختلاف فى الرأى والذى يصل أحيانا لحد الصراع بين وزارة التربية والتعليم من خلال بعض قراراتها وأولياء الأمور ولعل هذا المشهد المحتدم بات واضحا الان بعد أن أعلنت الوزارة عن نظام الثانوية الجديد ،حيث صار هذا المقترح محط جدل كبير بين أولياء الأمور والطلاب لما به من جوانب تحتاج للدراسة وتطبيقها من الناحية العملية يعتبر صعب،حيث أنه من وجهة نظرهم يشكل عبء جديد على عاتق البيت المصري، ولعل المتابع للامر يلاحظ مدى التتخبط فى الآراء بين مؤيد ومعارض لذلك القرار.
فعلى الجانب الايجابى يرى البعض أن القرار في مجمله قد يبدو أنه يريح الطالب المصري من أعباء الثانوية العامة، ويخفف الحمل عن الأسرة المصرية، ولقد شهدت الساحة حاليا قيام بعض الحملات المناهضة لهذا النظام بعمل استفتاء.
شاركت جميع فئات المجتمع من محافظات مصر بنسب مختلفة، وشَمل الاستفتاء مُشاركة كل المهتمين بالعملية التعليمية حيث شارك فيه
المعلمون وعدد من أساتذة الجامعات وبعض طلاب المدارس كذلك أولياء أمور وإعلاميين ومهتمين بالشأن التعليمي.
وجاءت النتيجة الأولية له:
نسبة الموافقين على تطبيق النظام لم تتعدى ( ١٧% ) من إجمالي عدد المشاركين بالاستفتاء.
أما نسبة الرفضين تعدت بنسبة ( ٨٣%) من إجمالي عدد المشاركين بالاستفتاء.
وباستعراض أسباب الرفض يمكن إجمالها فيما يلى
( عدم ملائمة المناهج الحالية لهذا النظام الجديد فهو غير مناسبة على الإطلاق فمن الصعب جدا تحويل هذه المناهج الحالية إلى إلكترونية أو ديجيتال.
** تقول جيهان زاهر منسقة حملة تمرد على المناهج التعليمية:
ان هذا الجيل الذى اعتاد على الحفظ والتلقين على مدار تسع سنوات ونقصد بهم طلاب الصف الاول الثانوى تلزمنا طريقة اعدادهم بالاحتفاظ بالمنهج النصي المكتوب.فمن الصعب تغيير المناهج تطبيقًا لمبدأ البناء التراكمي التصاعدي للمناهج مع عدم توافر العامل الزمني لذلك
فى حين أكد المشاركون فى الاستفتاء أن هناك مناطق بالصعيد والمحافظات الحدودية والمناطق النائية تعاني سوء شبكات المحمول ووصل الأمر إلى أن أبراج تغذية الشبكات ليست مجهزة ببطاريات شحن تعمل في حالة انقطاع الكهرباء أى انه فى حالة انقطعت الكهرباء انقطعت معها خدمات الإنترنت.
** وفى تعليق الدكتور طارق شوقى، وزير التعليم،على نتائج الاستفتاء وما يثارأكد أن النظام الجديد للتعليم ليس لـ«الهواة» وأن مشروعاً ضخماً بهذا الحجم لا يتحدث فيه إلا شخصان هما رئيس الجمهورية ووزير التعليم، قائلا:
«أى كلام من أى حد تانى هو تأليف وخطأ واستنتاج أو للإثارة وصناعة رأى عام مناهض».
وأضاف أن كل الجدل الذى يثار حول الثانوية العامة خطأ قائلا:
«احنا ماشيين فى طريق صعب، وطالب الجميع بالهدوء كثيرًا وقال أنه لا داعى للخلط بين النظام الجديد الذى يستهدف رياض الأطفال ومستقبل التعليم المصرى الجديد، والنظام الآخر الذى يستهدف استبدال الثانوية العامة كنظام تقييم بآخر تراكمى يقيس مهارات الفهم والتعلم لتحسين النظام الحالى.
** فى حين يرى الخبراء:
أن هذا النظام سيزيد من مشكلات الغياب والدروس الخصوصية،
كما أكدوا على أن تطبيق نظام امتحان وتصحيح (أون لاين ) يعتبر من الامور الصعوبة حيث أن هذه الفكرة لا تصلح إلا مع أعداد محدودة وليس مئات الآلاف من الطلاب على مستوى الدولة.
كما أنه يحتاج إلى إمكانات مادية وبشرية هائلة ولا تراعى مستوى معيشة المواطنين وأضافوا أن أفكار الوزارة تصلح للتنفيذ على طلاب المناطق المتميزة والغنية.. وتتجاهل المتوسطة والفقيرة
وتضيف الدكتورة سعاد الفجال أستاذ المناهج بالمركز القومى للامتحانات أن استخدام التكنولوجيا شيء جيد ومطلوب، ولكن الميدان التربوى ليس مستعدا لاستخدام التكنولوجيا فى التعليم بهذه الصورة المرسومة والموسعة، لأن كثيرا من مدارسنا فى المحافظات المختلفة لا يوجد بها ( مفتاح كهرباء ) لاستخدام التابلت فى التعليم والفصول الدراسية ومتابعة المعلم لهم، مما يستوجب معه دراسة الواقع الحالى لمدراسنا وإمكاناتها
** فى حين يرى أولياء الأمور :
أن النظام الجديد يزيد من الأعباء وأن أولادنا ليسوا حقل تجارب والمسئولون غير مؤهلين لمثل هذه الاطروحات التى يقدمونها فهم فى واد والواقع التعليمى فى واد أخر
** ورغم هذا الاحتدام الشديد من جانب رافضى هذا النظام الجديد نجد الوزارة عازمة وبكل قوة على تطبيقه وبالفعل اتخذت الخطوات العملية للتنفيذ وأعلنت عن هوية هذا النظام الجديد وأهم ملامحه وسماته والتى بات واضحا للجميع أنها لن تتراجع عنه وسنرى خلال الايام القادمة ما الذى ستسفر عنه حلقة الصراع بين الوزارة ورافضى نظام الثانوية الجديد