شركاء في صياغة رؤية عُمان 2040
أشرف أبو عريف
في ظل الاستراتيجية التي أرساها السلطان قابوس بن سعيد، منذ انطلاق مسيرة بناء التنمية العمانية الحديثة، والمتمثلة في جعل المواطن شريكا أساسيا في صياغة وتوجيه وتنفيذ خطط وبرامج التنمية الوطنية في مختلف المجالات، وفي ظل ما تحقق على مدى الأعوام السبعة والأربعين الماضية من إعداد وتدريب كوادر عمانية على درجة عالية من التخصص والكفاءة الإدارية والتنظيمية والعلمية، في مختلف المجالات.
فإن ملتقى المبادرة الاتصالية، كل عُمان، (عُمان 2040) الذي يجوب مختلف المحافظات العُمانية من أجل الالتقاء بالمواطنين، بكل شرائحهم وتخصصاتهم واهتماماتهم، في كل محافظة، وإدارة حوار عميق وواسع معهم حول الرؤية المستقبلية (عمان 2040)، يمثل ممارسة غير مسبوقة، بحكم أنها تتيح المجال واسعا أمام المواطنين في كل المحافظات، من أجل طرح أفكارهم ورؤاهم وما يرونه مناسبا ومحققا لمصلحة الوطن والمواطن من خلال رؤية (عمان 2040).
ولا شك أن مبادرة ملتقى “كل عُمان” توفر مساحة واسعة من المشاركة المجتمعية في بلورة الرؤية المستقبلية وتحقيق التنمية المستدامة، وبما يضمن تعبير هذه الرؤية عن اهتمامات وآمال وطموحات المواطنين، على امتداد هذه الأرض العُمانية.
وفي الوقت الذي يتم فيه إلقاء الضوء على المحاور الثلاثة الرئيسية للرؤية المستقبلية (عمان 2040)، وهي محور “الإنسان والمجتمع”، ومحور “الاقتصاد والتنمية”، ومحور “الحوكمة والأداء المؤسسي”، فإن لجان وفرق عمل رؤية عمان 2040 وما يتم إعداده من دراسات وتقارير تتناول في الواقع كل الجوانب المرتبطة والمنبثقة عن المحاور الأساسية الثلاثة المشار إليها، وكذلك أوراق العمل التي يتم تقديمها، تضمن في الواقع مناقشات ثرية على جانب كبير من الأهمية، خاصة أنها تعبر عن اهتمامات كل شرائح المجتمع، وخاصة الشباب، الذي يمثل نصف الحاضر وكل المستقبل، وصاحب المصلحة المباشرة في تحقيق أهداف التنمية المستدامة والحفاظ على منجزات مسيرة البناء العمانية الحديثة.