من المسؤول الحقيقي وراء أحداث 11 سبتمبر؟

فارس – يتناول هذا المقال الرد على سؤال طرأ على الكثير من العقول وحامت حول إجابته الكثير من الشبهات إذ أن الردّ عليه بشكل غير ما قدمته للناس وسائل الإعلام الغربية يؤدي إلى تصور مختلف.
لاشك أن مثل هذا المقال ربما يثير جدلا شديدا بل إنكاراً وإعراضاً خاصة في أوساط شبابنا المسلم، ولكن البحث عن الحق والحقيقة أغلى وأحب إلى النفس من الترويج لوهم.
فإن تحمّل الحقيقة يحتاج إلى نفس صابرة أقوى ما يكون الصبر وعقل واع أشد ما يكون الوعى. ولهذا فإن الكثير من الناس يفضلون أن يعيشوا تحت الوهم المريح من أن يحيوا تحت ثقل الحقيقة المروعة.
وإنني أحسب أن بيننا الكثير ممن يريد الكشف عن الحقيقة وراء أحداث سبتمبر، من الفاعل الحقيقي؟
وما سنتناوله بالنظر هنا ليس نظرية، فإن النظرية تنبني على فرضيات إما أن تعضدها الحقائق أو تخالفها، وإنما سنقدم حقائق ثابتة مدعومة بالصوت والصورة والتسجيل، لا يختلف عليها عاقلان.
ومما تجدر الإشارة اليه أن هذا العرض لأحداث 11 سبتمبر مطروح في الغرب، سواء أوروبا أو أميركا بشكل واسع، تتحدث عنه الصحافة “غير الحكومية” ويبحثه الباحثون عن الحقيقة في العديد من البرامج وينشرونه على النت ويوزعونه على الأقراص المبرمجة. فهو إذن عرض موجود على أرض الواقع، إلا في شرقنا الأوسط، لأسباب سنتناولها.
ونبدأ عرضنا لهذه الحقائق بأن نذكّر القارئ بهذه الصور المفزعة التي شاهدها العالم حيّة على التلفاز لهذه الأبراج العالية وهي تترنح من صدمة الطائرات التي صدمتها في جزئها الأعلى، ثم تسقط بعد عدة دقائق جملة واحدة، ثم الهرج والمرج الذي عاشه الألاف من سكان هذه المنطقة المنكوبة خلال الساعات والأيام التالية حتى إنقشع الغمام وارتدت الأرواح في النفوس. هذا هو القدر المشترك المتفق عليه بين ما زعمته وكالات الأنباء “العالمية” ، وبين الآخرون الباحثون عن الحقيقة، أن هذه الأبنية قد تعرضت لهجوم من نوع ما ثم انهارت.
ما طبيعة هذا الهجوم، ومن المنفذ له، وبأي أداة نفذه المتآمرون؟ وما الدافع وراءه؟ ومن المستفيد منه؟ ومن الخاسر الأكبر فيه؟ لم يتفق الفريقان على أي إجابة لهذه الأسئلة كما سنرى.
ذكرت وكالات الأنباء أن الطائرات المهاجمة هي للركاب: وهو ما لا يتناسب مع الصور التي سجلت للطائرات إذ كانت بلا نوافذ وهو ما يكون في الطائرات الحربية لا المدنية، وقد عرضت سي إن إن الأميركية في الدقائق الأولى صور بعض الناس وهم يصرخون في الشوارع: “هذه ليست طائرات مدنية!” ثم سحبت هذه اللقطات من العرض كلية!
ظهر في الصور التي التقطت للطائرتين اللتين ضربتا مبنييّ التجارة العالمية أن هناك جسم مركب باسفل الطائرتين وهو ما لا يحدث في طائرات الركاب، وقد رجح تحليل الصور ان هذا الجسم هو صاروخ من نوع ما!
أظهرت تحاليل الصور وإتجاه الظلّ أن هناك ضوء نارى لمع قبل أن تلمس كلا الطائرتين المبنيان بجزء من الثانية، وهو ما يرجح ان هناك انفجارا حدث مقدما للصدام، من جراء ارتطام جسم منفجر بالمبنيين مما سبب الإنهيار وليس إرتطام الطائرتين.
أظهرت الصور أنه كان هناك حريقا ناشبا في الأدوار الوسطى للمباني المجاورة للمبنيين – لا العليا – قبل أن يسقط عليها أي مبنى، فما هو سبب هذه الحرائق في المباني المجاورة، وفي الأدوار الوسطى، كما ذكر ذلك عدد من رجال المطافئ على التلفاز، إلا أن هذه اللقاءات لم تنشر مرة ثانية!
لم يكن هناك في موقع الإصطدام بمبنى الدفاع – البنتاغون – الذي زعمت وكالات الأنباء الأميركية أن طائرة من طراز 575 قد صدمته، لم يكن هناك أي أثر لأي طائرة من اي نوع، ولا أجزاء من طائرة ولا جناح طائرة ولا محرك طائرة! فأين ذهبت الطائرة؟
لم تسجل الكاميرات التي تعد بالمئات وتحيط بالبنتاغون اي صورة لأي طائرة تقترب أو تصدم المبنى، فكيف حدث هذا؟ والأعجب أن المخابرات الأميركية قد سحبت جميع الكاميرات التي كانت مركبة على كثير من المحلات التجارية حول البنتاغون والتي كان لابد أن تسجل الطائرة القادمة من اي إتجاه ، سحبتها ومنعت ملاك المحلات من الحديث عن هذا الأمر كليا!
أثبتت الصور التي أُخذت للبنتاغون أنه بعد دعوى إصطدام الطائرة كانت أبعاد الفتحة الناشئة عن الإصطدام 14 قدما 16x قدما (أي 4,5x 5,5) مترا! بينما أبعاد الطائرة من هذا النوع أكثر من 160 قدما من الجناح إلى الجناح! فكيف أحدثت هذه الطائرة هذا الثقب الضئيل ثم تلاشت؟!
أثبتت الصور كذلك أن سقف البنتاغون الذي يعلو هذا الثقب كان لا يزال قائما لم ينهدم حتى وصول رجال المطافئ! فكيف تخترق الطائرة المبنى دون أن تهدم سقفه الذي هو أقصر كثيرا من علو الطائرة؟!
حين أرادت وكالات أنباء حرة ان تتحدث إلى رجال الإطفاء الذين كانوا بموقع الإصطدام بالبنتاغون والذين ابدوا دهشتهم من هذا الموقف، قيل لهم أنهم طلبوا نقلهم إلى محل آخر في ولاية أخرى وأنه لا يمكن أن يفصح عنها إلا بناءا على طلبهم الشخصي، وهو الأمر المستحيل إذ كيف تحصل على إذن موافقة لمقابلة شخصية ممن لا تعرف محل إقامته؟
أثبتت الصور كذلك أن الحشيش والخضرة المحيطة بموقع الإصطدام لم يمسّ على الإطلاق! فكيف يحدث إصطداما بهذا الحجم دون أن تمس الأرض الخضراء بالكلية؟
لم تنشر صورة واحدة للطائرة التي سقطت في ضواحي بنسلفانيا، ولا صورة واحدة! كل ما نشر هو موقع حفرة كبيرة دون أي بقايا لطائرة متحطمة! كما أن الحفرة لا تناسب في أبعادها طائرة ولكنها تبدو دائرية كما هو الحال في سقوط قذيفة كبيرة.
أجمع خبراء الطيران أن الخبرة اللازمة لتنفيذ المناورة والهجوم على المبنيين تحتاج إلى آلاف من ساعات الطيران، بينما أدعت الحكومة الأميركية أنّ المنفذ قد كان طالبا في مدرسة طيران لعدة أيام أو أسابيع!!
لم يتم العثور على جثة واحدة لمن في الطائرة، بينما إدعت الحكومة الأميركية أنّها وجدت جواز سفر محمد عطا الله سليما لم يمسّ على الأرض!! من بين كل هذا الدمار تنجو هذه الوثيقة وتسقط محفوظة ليجدها رجال المخابرات الأميركية!!
إدعت الحكومة الأميركية أنّ محمد عطا الله كان في ألمانيا قبل الهجوم يعاقر الخمر ويعاشر النساء قبل أن يقدم على الإنتحار في سبيل الله!!
لم تظهر في الصورة اي عائلة من عائلات المتهمين سواء المصريين أو السعوديين أو غيرهم لتتحدث عن الإبن الشهيد أو الإبن العاق او ما شاء لهم الحديث عنه! فهل يعقل أن عائلات هؤلاء لا يكون لهم أي ظهور لا من قريب ولا من بعيد؟! بل إن والد محمد عطا الله قد صرح أن إبنه تحدث اليه بعد الحادث، ولكن لم يعلق أحد على هذا الأمر إطلاقا!
لم يقدم أي من المحتجزين ظلما في غوانتانامو إلى المحاكمة ولم توجه إليهم تهمة!! مجرد مجموعة إحتجزت لتكمل الصورة أن “القاعدة” لديها عملاء وهؤلاء مجموعة منهم !
لم يقدم بن لادن أي تصريح عن مسؤليته عن الحادث بل كان كل ما قال أن هؤلاء الذين نفذوا العملية شجعان أبطال شهداء، ولكن من هم؟ ثم بعض التصريحات غير الواضحة أو ذات الدلالة القطعية على أنه كان العقل المدبر وراء الأحداث. لم يثبت للآن أي علاقة له بهؤلاء لا من قريب ولا من بعيد…
زعمت الحكومة الأميركية أنّ القاعدة التي هاجمت الأراضي الأميركية تقبع في افغانستان، ولكنها أرسلت إلى أفغانستان عشرة آلاف جندي ثم غزت العراق بأكثر من مائة وستين ألفا! وهو ما تتحدث عنه المعارضة الأميركية المكبوتة منذ وقوع هذه الأحداث.
كشف كلّ من بول أونيل وزير المالية الأميركي السابق، وديك كلارك قائد وحدات مكافحة الإرهاب ومستشار الرئيس الأميركي أن الحكومة الأميركية قد كانت تعد لغزو العراق منذ ان تولى بوش الأصغر الحكم! فما علاقة هذا التجهيز العسكري والإستراتيجي باحداث 11 سبتمبر التي جهزت الشعب الأميركي نفسيا وجعلته مستعد لتقبل الغزو والتضحية بماله وأبنائه وحريته في سبيله؟!
مئات من الصور والأحداث التي جعلت العديد من الجهات الأميركية نفسها، عدا الأكثرية من الجهات الفرنسية والألمانية، تجمع هذه الحقائق وتصنفها لترى أي منطق يجمعها وأي صورة حقيقية وراءها، فإن الإجابة على هذه الأسئلة بشكل صحيح متناسق مع منطق الأحداث يمثل الكشف عن جريمة القرن التي تتخطى بشاعتها نازية هتلر وفاشية موسيليني وشيوعية ستالين…
ذكرنا سابقا ما نشرته جهات لا تحصى في أميركا وأوروبا من تقارير تفيد أن الصور والتقارير التي أذاعتها وكالات الأنباء الحكومية الأميركية لا تمثل حقيقة ما حدث في هذا اليوم، وأهمها أن الطائرات التي هاجمت البرجين ليست مدنية، وأنه لم يكن الهجوم على البنتاغون بطائرة اصلا حيث لم يوجد أى بقايا لها ولا يتناسب حجم الخرق الذي حدث عُشْر حجم الطائرة، وأن طائرة بنسلفانيا لم يثبت وجودها ولا مرة واحدة في أية صورة، بل مجرد تسجيلات صوتية تدعي طلب النجدة، ومكالمات لبعض أهل “الضحايا” بالمحمول من الطائرة[1]! هذه حقائق مدعومة بالصور والمقابلات وإن أرادت وكالات الأنباء الغربية أن تخفيها.
ثم نأتي لتحليل ما حدث، إذ إنه يجب أن تكون الأحداث مطابقة لأسبابها ونتائجها لكونها مقبولة عقلا ، ولندع لفترة من الوقت إدعاءات كلا الطرفين، الأميركيين والقاعدة، إذ لا دلالة حقيقية وراء أي منهما، ونعني بهذا:
الإمكانيات المادية اللازمة للقيام بالعمل وتوفرها
الدوافع وراء الأحداث، ومن المستفيد من الأحداث، ومن الخاسر فيها؟
أولا: الإمكانيات المادية: مما لا شك فيه أن التقنية التي تمت بها هذه العملية لا يمكن، بل يستحيل، كما قرر الخبراء في الطيران، أن ينفذها مبتدؤون لم يمارسوا الطيران إلا ساعات عديدة في معهد طيران تعليمي، إن صح هذا، بل والنادرة الفكاهية التي زعمتها وكالات الأنباء المرتبطة بالغرب أن السي آي ايه وجدت قرب موقع الأحداث كتيبا لتعليم الطيران! أي أن قادة هذه العملية التي تحتاج إلى ساعات طيران فعلية أكثر من الفي ساعة ليمكن التحكم في الطائرة بهذه الدقة كانوا لا يزالون يتعلمون من كتيب!!
كما أن الدقة التي انحرفت بها الطائرات لتصيب المبنيين في الصميم بطريقة واحدة وشكل موحد تنبئ عن توجيه راداري من الأرض وهو ما افترضته العديد من التقارير التي عميّ عليها من قبل السلطات الأميركية.
كذلك فإن الضربة التي وجهت للبنتاغون كانت ضربة بصاروخ ولا شك كما أثبتت الصور، وهو ما لا يمكن للقاعدة ولا غيرها أن يوفره، بل هي إمكانيات لا توفرها إلا مخابرات عالمية متواطئة مع حكومات عميلة.
ثانيا: الدوافع وراء هذا العمل، من الخاسر ومن المستفيد: وهذا، فيما نحسب هو أهم العوامل التي تحسم قضية “من المسؤول عن أحداث 11 سبتمبر”؟ ولننظر الآن الى المستفيد في الطرفين اللذين تتعلق بهما الأحداث، أي المسلمون، والساسة الاميركيون تحت إسم “المحافظون الجدد”.
1. المسلمون: فلننظر إلى حال المسلمين والبلاد الإسلامية بعد هذه الأحداث: إحتلت أفغانستان والعراق فعليا بالقوة العسكرية، واحتلت قطر والبحرين ومن قبلهما الكويت بالقواعد العسكرية التي تمثل ثلث حجم هذه البلاد! كما احتلت دول الخليج (الفارسي) اقتصاديا وبتروليا بالكامل. ثم إن النظم القائمة في هذه الدول قد تقزّمت أمام الشيطان الأميركي أكثر مما كانت من قبل فباتت خاضعة لإرادته دون قيد أو شرط، وبدأت عملية تبديل الدين وتحريفه تحت شعارات الإصلاح التعليمي، وغُيرت المناهج لتحذف وتحرّف ثوابت العقيدة الإسلامية، وهوجمت دور التعليم الدينية في مصر وباكستان بشراسة بغية إلغائها بالكلية، وبادرت القيادات الدينية “الرسمية” وشجعت الصليبية الغربية الأقليات المحلية لتهاجم الثوابت في دور الإسلام تحت إدعاء التطرف وعدم المساواة في المعاملة وغير ذلك من الإفتراءات. وبدأ تشجيع الإنحراف والشذوذ الجنسي علانية تحت شعار الحرية! ودعم الخلاعة والتغاضي عن الرذيلة بل تشجيعها باسم حرية المرأة، ثم الأدهى هو السماح بالهرطقة والكفر البواح كتابة وشفاهة بدعم مالي لمن خلع الربقة من “الليبراليين” المسلمين، فدعمت الصليبية مؤتمراتهم ومراكزهم ومجلاتهم بل ودفعتهم إلى الصدارة في الدوائر السياسية دون رصيد حقيقي، بل وتدخل المندوب السامي الأميركي “الملقب بالسفير في أيامنا هذه” في إلغاء أحكام قضائية وتبديلها لحماية هؤلاء العملاء والجواسيس تحت شعار حرية القول، والتي يسمح بها للناطقين بالعداء للإسلام، وهي محرمة على المسلمين! هذا عدا ما باتت تتعرض له الأقليات المسلمة في أوروبا وأميركا ومثال واحد على هذا ما حدث في فرنسا من نزع حجاب المسلمات.
وقائمة الخسائر التي أصيب بها عالمنا الإسلامي لا تكاد تنتهي. وقد يدعي البعض أنه كانت هناك بعض الإيجابيات، كصحوة الجماهير وفهمهم لحقيقة الأميركية المحافظة الصليبية الجديدة، والدفعة التي تولدت في جانب الجهاد الإسلامي ضد المعتدي، والقول هنا أنه لا توجد في الدنيا مفاسد لا تأتي ببعض المصالح، كما أنه لا توجد مصالح تخلو من مفاسد كما يعلم علماء أصول الفقه، فإن الله سبحانه قد خلق الدنيا على إختلاطهما، وإنما النظر في ايهما غالبن المصلحة، أم المفسدة، وهو ما لا يخطؤه التقدير في مسألتنا هذه. أحداث 11 سبتمبر لم تكن باي مقياس في صالح المسلمين.
يظهر بالتحليل البسيط، كما بيّنا في الحلقة السابقة أنّ المسلمين ليسوا على وجه القطع بالمستفيدين من أحداث 11 سبتمبر، بعدما ظهرت نتائجه في التغلغل الصهيوني الصليبي في أراضيهم ماديا ومعنويا، إلا ما كان من قليل المصلحة التي لا تخلو منها مفسدة على الأرض.
2. أميركا والكيان الإسرائيلي : فالناظر إلى الواقع الأميركي قبيل إدارته الجديدة يجد أن الأميركيين قد كانوا على طريق الخسارة إقتصاديا وسياسيا، فإنه كما سبق في مقال سابق قد توجهت العديد من الدول إلى النظر في استخدام اليورو بدلا من الدولار، ثم حالة الركود والفساد الإقتصادي والسياسي الذي عانت منه أميركا والذي جعل إختيار رئيس جديد بدلا من الديموقراطي خيار رابح عام 2000. ثم أن الكيان الصهيوني كان في طريقه لتنفيذ مخطط جديد يتسارع به إلى تأمين حدوده، والقضاء على المقاومة وتوسيع دائرة نفوذه في الشرق إلى حدود الفرات، وهو تماما ما أظهرته الأحداث بعيد سبتمبر بدءاً بإغتيال عرفات – الشريك القديم لأميركا – إلى شراء الأراضي وإقامة المكاتب في أرض الرافدين. والدوافع المباشرة التي يمكن تتبعها لدى الإدارة الأميركية تتلخص في الأتي (مرتبة حسب أهميتها بالنسبة للإدارة):
دوافع شخصية: وهي الأكبر في هذا السيناريو، وتتمثل في النهم المادي للرئيس بوش الأصغر في تنمية ثروة عائلته من خلال مكاسب البترول[2] وذلك بالسيطرة على منابعه الأكبر في العالم، خاصة وأنه وعائلته، ونائبه تشيني من أكبر مستثمرى البترول في أميركا. فإن الخاسر الأول من هذه الزيادة الهائلة في أسعار البترول والتي وصلت إلى 100% في الشهور السابقة، هم الشعوب المستهلكة وعلى رأسها الشعب الأميركي الذي لا يعبأ به رئيسه على الإطلاق، بينما المستفيد الأول هو من يملكون أسهما في صناعة البترول وعلى رأسهم محور بوش/تشيني المغتصب. ذلك غير ما كان من تأمين العقود التي تبلغ مليارات الدولارات في العراق وفي أميركا إلى مجموعة الشركات التي يسيطر عليها محور بوش/تشيني مثل هاليبرتون لضمان عملات خيالية.
وقد كان المحللون من ذوي الإطلاع المحدود، الذين لا ينظرون إلى الصورة في كليتها، يتوقعون أن الأمر ببساطة هو إرادة الإدارة الأمريكية أن تحمي منابع البترول في الشرق الأوسط حتى يمكن ضمان تدفقه إلى بلادهم دون إنقطاع، وبالتالي كان من المتوقع أن تنخفض أسعاره نظرا لهذا الضمان والسيطرة، ولكن، وياللعجب، زادت أسعار البترول في العالم كله، على المستهلك، بنسبة الضعف! وهو ما يهدم هذا النظر القاصر في الدوافع من وراء هذا الإحتلال الذي أعقب أحداث سبتمبر والذي إتخذها ذريعة للعدوان، رغم أن “الإرهاب” وراء احداث سبتمبر 11 كان من المفترض أن مركزه في أفغانستان لا العراق!!.، فيالَلإجرام والتعدي! هي إذن الأرباح الخيالية من وراء رفع أسعار البترول لا حرب الإرهاب ولا يحزنون!
دوافع دينية: وقد استخدم بوش/تشيني الأميركيين المتطرفين من الأنجليكان، الذين يؤمنون أن المسلمين هم اعداء المسيح، وأن تمكين “إسرائيل” في الشرق هو تحقيق لنبوءة يسوع! ومن ثم يدفعون بكافه قواهم الإقتصادية والسياسية خلف الإدارة الجديدة التي اتخذت منهم محركا لحملتهم الإنتخابية.
دوافع سياسية: وعلى رأسها تكريس القوى السياسية خلف محور بوش/تشيني لضمان تحقيق الهدفين الأول والثاني. كذلك يأتي هنا موضوع ضمان أمن “إسرائيل” وتوسعها على حساب “الشيطان الإسلامي!” الذي يجب الخلاص منه.
الملابسات، الإمكانيات، الدوافع، النتائج، كلها تومئ، كما رأينا، إلى أمر واحد لا ثاني له، أن المسؤول عن أحداث 11 سبتمبر لا يمكن بالعقل أن يكون تنظيم القاعدة، التنظيم الذي أصبغت عليه وسائل الإعلام المغرضة إمكانيات وقدرات خارقة حتى يمكن للغربيين أن يفعلوا ما يفعلوه تحت تأثير عامل الخوف الذي يثيره اسم القاعدة في الغرب، وهو ما لا يقلل من إخلاص القائمين عليه ولا المنتمين له فيما يهدفون اليه، لكن أن يكون هذا التنظيم مسؤولا عن هذه الأحداث التي لم تثبت حقيقتها على أرض الواقع من ناحية ولا يمكن أن يقوم بمثلها إلا من له إمكانيات دول كبرى من ناحية أخرى، هو أمر آخر غير معقول ولا مقبول عقلا. وفرق بين ما يفرضه الواقع ويمليه العقل وبين ما تنتجه دوافع العاطفة وخلجات الأماني.
أحقاً أن طائرات مدنية قد ضربت البرجين في نيويورك؟ لا يظهر ذلك من الصور والتقارير العديدة التي عممتها وسائل الإعلام المغرضة كما أسلفنا[3].
من المسؤول إذن عن هذه الأحداث التي جرّت الإحتلال الأميركي إلى المنطقة بأكملها، إما عسكريا كما في العراق، أو واقعيا في الدول المحيطة بالعراق؟ الأحداث التي تسبب عنها مقتل مئات الآلاف من المسلمين نساءاً وأطفالا وشيوخاً ورجالا، وجعلت المنطقة كلها مسرحا للخراب الإقتصادي والإجتماعي؟ الأحداث التي جعلت تعريف المسلم يقترن بالإجرام والقتل وما يسمونه الإرهاب، وجعلت المسلمين يتحركون في انحاء الأرض دسارهم الخوف وحاديهم الرعب في كل بلد يقطنون وعلى كل حدود يعبرون، مطاردين لا لشئ إلا لأنهم ينتمون إلى هذا الدين العظيم ويدينون لربّ العالمين، ويطيعون رسوله الأمين؟
من المستفيد الأول من هذه الأحداث؟ من القادر على أن يخطط لعملية بهذا الحجم وبهذه الدقة لتفتح باب الإحتلال والسيطرة على البترول على مصراعيه، وتجعل العداء للإسلام والمسلمين “موضة” هذا العصر، وتجعل الحكام العرب لا همّ لهم إلا الحفاظ على الكرسي ؟
والإجابة على هذا السؤال مخيفة! هل وصلت الدرجة بهؤلاء الذين ارتكبوا هذا العمل أن يصطنعوا هذا الإجرام للوصول إلى أهدافهم الخسيسة؟ لا شك أنهم عرفوا تأثير الإعلام وأنه يمكن من خلاله أن “يفَبْرَك” أي حدث ثم يُسْنَد إلى جهة تصلح أن تُتخذ عدواً للغرب تحت دعاوى مهترئة ككراهية النصارى او التطرف أو ما شابه ذلك مما تخالفه حقائق التاريخ وأحداثه. والمتابع لإعلام الغرب يعرف مدى إمكانية هذا التزوير وسهولته بما لديهم من إمكانيات تقنية ووسائل مخادعة إعلامية[4] يصاحبها إجرام وإنعدام ضمير لا رادع له.
على العرب أن يفيقوا من هذا الوهم الإعلامي الذي هو مكر الليل والنهار، والذي أحاط بهم من كل الأقطار، ليقنعهم بأن هناك سبب لهذا الغزو وهذا العداء وهذا الإحتلال وهذه التصفية المتعمدة لكل ما هو إسلامي ، وتمكين كل ما هو “علماني” أو ما يسمى بالإسلام الاميركي الذي بات أخطر من الصهيونية أو الصليبية.
ثم يبقى السؤال الذي نتركه لفطنة القارئ وذكائه: من المسؤول عن أحداث 11 سبتمبر؟
[1] يمكن مراجعة أكثرية هذه التقارير على موقع www.thepowerhour.com
[2] يمكن الرجوع إلى تفصيلات هذا الأمر في العديد من الكتب الذي نشرت في أميركا وعلى راسها الفيلم التسجيلي رائعة مايكل مورز “Fahrenheit /11″، وكذلك كتابه “Stupid White Men” .
[3] والتي يمكن الرجوع إلى العديد منها في موقع www.thepowerhour.com كما أسلفنا في المقال الرابع، والتي هي جزء من فيلم وثائقي رائع، وكما ظهر في عدد من الكتب الفرنسية التي تناولت نفس الموضوع وعدد من المواقع الأميركية الحرة.
[4] وعلى سبيل المثال، فقد أنتجت هوليوود عام 1997 فيلما بعنوان Wag the Dog، جسّدت فيه إمكانية مثل هذه الحكومات من تزوير حرب كاملة لا وجود لها لتصرف الرأي العام عن فضائح الرئيس الأميركي.