أشرف أبو عريف
في الوقت الذي تشكل فيه القمة العربية التاسعة والعشرين، التي عُقدت بالرياض مؤخراً واحدة من أهم ركائز العمل العربي المشترك خلال الفترة القادمة، سواء بحكم تناولها لمختلف القضايا العربية والتحديات التي تواجه دول وشعوب الأمة العربية ، أو بحكم ما تضمنه مشروع البيان الختامي للقمة.
فإن سلطنة عُمان ترى أن لقاءات القادة وممثليهم في أروقة القمة وعلى هامشها، قد أتاحت ليس فقط، فرصا لتبادل وجهات النظر، ومناقشة جوانب مختلفة، سواء لما هو مطروح في القمة، أو على الصعيد الثنائي، وعلى نحو يحقق مزيدا من التقارب بين الأشقاء ، وإنما عملت أيضاً على تعزيز وتمتين الموقف العربي حيال مختلف قضايا العمل العربي المشترك، بجوانبه ومجالاته المختلفة.
وفي إطار دعمها المعهود لكل ما من شأنه تعزيز أواصر العلاقات العربية المشتركة، تدعو سلطنة عُمان دوماً للحوار الإيجابي، الذي يتم فيه طرح مختلف المواقف ومناقشتها بموضوعية، والقدرة على الاستماع الى مختلف وجهات النظر، واحترام كل المواقف، والاتفاق بشكل حقيقي على أهمية وضرورة حل مختلف المشكلات العربية بالطرق السلمية، وفي إطار الاحترام المتبادل للسيادة بين الدول الشقيقة وعدم التدخل في الشؤون الداخلية لها، تحت أية مبررات، كالتزام ضروري لبناء وتعميق الثقة المتبادلة بين الأشقاء.
وأكدت عُمان أنه كلما زادت قدرة العرب على تحقيق الجانبين المشار اليهما في علاقاتهم المتبادلة، كلما زادت قدرتهم بالفعل على ادارة مشكلاتهم وعلاقاتهم مع الأطراف الأخرى، وبما يحافظ على مصالحهم ويسهم في حل المشكلات العربية بشكل يحافظ على الحقوق والمصالح العربية ، بمجالاتها ومستوياتها المختلفة.
واقع الأمر أنه اذا كانت قرارات القمة العربية التاسعة والعشرين قد اكدت على اهمية وضرورة الالتزام الثابت بالحفاظ على وحدة وسيادة كل من سوريا وليبيا والجمهورية اليمنية، وعلى الحفاظ على أمن واستقرار لبنان ووحدته الوطنية، فإن سلطنة عُمان تؤكد أن دعم القمة الواضح للشعب الفلسطيني ولحقوقه المشروعة، بما في ذلك حقه في إقامة دولته المستقلة على حدود الرابع من يونيو عام 1967 وعاصمتها القدس الشرقية، والتمسك بالسلام كخيار استراتيجي على أساس مبادرة السلام العربية المطروحة منذ قمة بيروت عام 2002 ورفض الاعتراف بالقدس عاصمة لإسرائيل من جانب الولايات المتحدة ، والتأكيد على علاقات حسن الجوار والامتناع عن استخدام القوة او التهديد بها وعدم التدخل في الشؤون الداخلية العربية من جانب القوى الإقليمية الأخرى، يحتاج في الواقع الى بناء وتقوية اللحمة والتضامن والتماسك العربي، كركيزة ضرورية.
وتؤمن عُمان أن هذه الركيزة يمكن أن تتحقق من خلال الحوار الإيجابي والالتزام الحقيقي بالحل السلمي للخلافات والمشكلات العربية.