ياليت قومي يعلمون
بقلم أسامة زايد
بأيدينا يا عرب أرفض بشدة الإتهامات والذرائع والحجج الواهية القائلة بأن الوطن العربي يتعرض إلى مؤامرة كبري لتمزيق أوصال جسده وإشعال براثن الفتتن وتأجيج الصراع الديني والطائفي والأيدلوجي لأن هذا لوفترضنا أنه يحدث فبأيدينا نحن ياعرب. العرب خلال السنوات الماضية قدموا بأيديهم وطواعية المليارات من الدراهم والدنانير والريالات والجنيهات إلى الدول الكبري للإستثماروتضخمت البنوك بأموالهم وهم لايدرون بأنهم يحققوا التنمية والرخاءلأبناء العم سام وتركوا شعوبهم تعاني من الجهل والفقر والتخلف والرجعية يا سادة الشعوب العربية بأيدينا نحن أصبحت عالة على البشرية لأننا للأسف الشديد لا نستطيع توفير متطلباتنا الضروية ونستور كل شئ أفيقوا يا عرب يرحمكم الله ..
ففي الماضي القريب سقطت العراق ثم دمرت ليبيا والأن ضربت سوريا هل نظل منتظرين تشيع جنازة دولة تلو الأخري حتي نكتب شهادة وفاة العرب بأيدينا ياعرب اقمنا الترسانات والقواعد العسكرية على أراضينا وسواحلنا وحدودنا بحجة حماية أمننا العربي من المخاطر والتهديدات لوقف الزحف الإيراني ولكن بدون أن ندري إنطلقت الصواريخ والطائرات في عام 2003 لغزو العراق تحت مزاعم وأكاذيب بوش الإبن وتوني بلير اللذان ادعيا بأن العراق يمتلك أسلحة الدمار الشامل وتحت حكم الجنرال الأمريكي ّبول بريمر دمرت العراق وتحولت إلي ساحة للقتال وبرك من الدماء وتناثرت أشلاء الجثث في بغداء والموصل و الفالوجة وغيرها من المدن وسيطرت علي أراضيها تنظم الدولة الإسلامية “داعش ” بأيدينا ياعرب ضربت ليبيا ودمرت بنيته التحتية وإستباحت أراضيه للجماعات الإرهابية والدول الكبري التي تكالبت عليها من أجل نهب الثروات والخيرات وتوزيع كعكة النفط فيما بينهم ونحن العرب لانستطيع الحصول على الفتات لأننا صفقنا إلى حلف الناتو للضرب ليبيا.
بأيدينا ياعرب دمرت قلب العروبة والحصن المنيع لوطننا العربي سوريا فخلال الأيام القليلة الماضية قامت القوات الأمريكية بتوجيه الصواريخ من سواحل البحر المتوسط لضرب القاعة الجوية والشعب السوري أصبح فى موقف لا يحسد عليه إمام الموت على أراضيه أو الخروج للموت أيضا غرقا فى عرض البحرأو الوقوف على أبواب الدول فى إنتظار السماح له باللجوء وتشردت عائلاته فى بقاع المعمودة وتد ارعلي أرضه الأن صراع بين القوي الكبري فى العالم الكل يسعي لفرض إرادته وخطف سوريا من قلب أمتنا العربية. إعتصر قلبي ألما وحزنا وكاد أن يجف قلمي عندما أري صورالدمار والهدم وإستغاثات النساء والشيوخ والأطفال السوريين عبر شاشات الفضائيات و تركنا الشعب السوري يواجه مصيره لوحده وهنا أتساءل ماذا حدث للعرب …؟ ألم تكن النخوة والشهامة والمرؤة والعزة وإغاثة الملهوف أهم ما يميزنا أم أصحبنا أخشابا مسندة وتبلدت مشاعرنا وأحاسيسنا وماتت ضمائرنا.
للأسف الشديد فى قمة عمان الأخيرة ظل كرسي سوريا شاغرا وعلمها يفرف أمام الرؤساء والملوك والأمراء العرب والكل منتظر أن يأتي الحل من العواصم الأجنبية و المنظمة الدولية وهذا إعتقاد خاطئ لأن العالم يسعي لتحقيق مصالحه علي حساب أمتنا العربية والإسلامية ولا تنتظروا ان ياتي الحل من جنيف واحد وحتي جنيف عشرين بأيدينا ياعرب ألا نترك قضيانا ومشكلاتنا فى أيدي الأخرين وعلينا أن نستيقظ من النوم السبات ونبدأ من الأن التفكير بجدية وموضوعية وأن نتفق حول ما يجمعنا أولا ونترك ما يفرقنا لأنني أكاد أجزم أن القضايا العربية لن تحل إلا فى العواصم العربية فنحن نمتلك العديد من القواسم المشترك ..و تاريخنا العربي والإسلامي حافل بالإنتصارات والإنجازات فعلينا إستلهام الماضي لأخذ العبر والدورس لنستطيع مواجهة التحديات والصعاب التي تواجههنا وإستشراف المستقبل وكل هذا بأيدينا ياعرب ..بأيدينا ياعرب..بأيدينا ياعرب.
* هذا المقال تم نشره العام الماضي في جريدة الجمهورية. بتاريخ 14 ابريل 2017 وأعيد نشره بعد ماحدث للشقيقية الغالية دولة سوريا..