سلايدر

الغموض يكتنف موعد الضربة الأمريكية المحتملة على سوريا

استمع الي المقالة

رويترز – تزايدت المخاوف من اندلاع مواجهة عسكرية بين روسيا والغرب يوم الخميس، لكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب ألقى بظلال من الشك على موعد تنفيذ الضربة التي هدد بتوجيهها إلى سوريا ردا على هجوم بالغاز السام على معقل للمعارضة.

وقال ترامب في أحدث تغريداته على تويتر صباح يوم الخميس ”لم أقل قط متى سيحدث الهجوم على سوريا. قد يكون قريبا جدا وقد لا يكون كذلك“.

جاءت التغريدة بعد يوم من قوله على تويتر إن الصواريخ ”قادمة“ ردا على هجوم يوم السابع من أبريل نيسان بالأسلحة الكيماوية الذي قيل إنه أدى لمقتل العشرات، وانتقد موسكو لدعمها الرئيس السوري بشار الأسد.

وتستعد رئيسة الوزراء البريطانية تيريزا ماي لعقد اجتماع خاص للحكومة الساعة 1430 بتوقيت جرينتش لمناقشة الانضمام إلى الولايات المتحدة وفرنسا في العمل العسكري المحتمل.

واستدعت ماي الوزراء من عطلاتهم بمناسبة عيد القيامة لبحث كيفية الرد على ما وصفته بهجوم وحشي بغاز سام شنته الحكومة السورية على مدنيين في مدينة دوما التي كانت خاضعة لسيطرة المعارضة وتقع على المشارف الشرقية للعاصمة دمشق.

ومع ذلك ظهرت مؤشرات على جهد دولي لمنع نشوب صراع خطير بين روسيا والغرب. وقال الكرملين إن خط الاتصال مع الولايات المتحدة المخصص لتجنب الاشتباك غير المقصود فوق سوريا يجري استخدامه.

وقال ديفيد ديفيز وزير شؤون انسحاب بريطانيا من الاتحاد الأوروبي صباح يوم الخميس ”الوضع في سوريا مروع. استخدام الأسلحة الكيماوية أمر يتعين على العالم منعه“.

وأضاف أن ”الظرف دقيق للغاية أيضا وعلينا اتخاذ هذا القرار بترو وعلى أساس مدروس“.

وقال الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إنه سيتخذ القرار بشأن ضرب أهداف تابعة للحكومة السورية، بعد التقارير التي تحدثت عن هجوم بذخيرة كيماوية محظورة دوليا على دوما، فور الانتهاء من جمع كل المعلومات الضرورية.

وأضاف ماكرون ”سيكون علينا اتخاذ قرارات عندما يحين الوقت الملائم لذلك، عندما نخلص إلى أنه القرار الأكثر نفعا وفعالية“.

وقال أيضا إنه سيعمل جاهدا على منع تفاقم الصراعات في منطقة الشرق الأوسط.

* سوريا ”تنقل أهدافا“

نقل التلفزيون الرسمي السوري عن الأسد قوله إن أي تحرك من الغرب ”لن يساهم إلا في المزيد من زعزعة الاستقرار في المنطقة، وهو ما يهدد السلم والأمن الدوليين“.

وقالت روسيا، أهم حليف للحكومة السورية في الحرب التي دخلت عامها الثامن، إنها نشرت قوات من الشرطة العسكرية في دوما يوم الخميس بعد أن سيطرت قوات الحكومة السورية على المدينة.

ونقلت وكالة الإعلام الروسية عن وزارة الدفاع قولها ”إنهم من سيضمنون القانون والنظام بالمدينة“.

وقال مسؤولون أمريكيون لرويترز يوم الأربعاء إن الجيش السوري نقل بعض عتاده الجوي لتجنب آثار أي ضربات صاروخية محتملة.

وقد تؤدي محاولة سوريا حماية طائراتها، ربما بنقلها إلى جانب عتاد روسي قد تتردد واشنطن في استهدافه، إلى الحد من الأضرار التي ربما تقدر الولايات المتحدة وحلفاؤها إلحاقها بقوات الحكومة السورية.

وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس يوم الأربعاء، مستخدما نبرة حذرة بعد تهديد ترامب بتوجيه ضربات صاروخية، إن الولايات المتحدة تقيّم المعلومات المتعلقة بما يشتبه أنه هجوم بالغاز السام في سوريا.

وقالت روسيا وسوريا إن التقارير التي تتحدث عن الهجوم لفقتها المعارضة وعمال إغاثة في دوما واتهما الولايات المتحدة بالسعي لاتخاذ الهجوم ذريعة لمهاجمة الحكومة السورية.

وقال الجيش الروسي إنه يراقب تحركات قوات البحرية الأمريكية في الخليج. وأي ضربة أمريكية ستشارك فيها البحرية على الأرجح، نظرا للخطر الذي تمثله أنظمة الدفاع الجوي الروسية والسورية على الطائرات. وتتمركز في البحر المتوسط المدمرة دونالد كوك التابعة للبحرية الأمريكية والمسلحة بصواريخ موجهة.

وحذر ألكسندر زاسيبكين سفير موسكو لدى لبنان يوم الأربعاء من أن أي صواريخ أمريكية تطلق على سوريا سيتم إسقاطها واستهداف مواقع إطلاقها.

وأدى الصراع السوري لاتساع الخلافات بين موسكو وكل من واشنطن والقوى الأوروبية كما أذكى التناحر الشديد داخل منطقة الشرق الأوسط.

* ضربة جوية إسرائيلية

تقول سوريا وإيران وروسيا إن إسرائيل نفذت الضربة الجوية التي استهدفت قاعدة جوية سورية يوم الاثنين وأدت لمقتل سبعة عسكريين إيرانيين، وهو ما لم تؤكده إسرائيل أو تنفيه.

وأجرى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتصالا هاتفيا برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يوم الأربعاء وحثه على عدم اتخاذ أي خطوة تزعزع استقرار سوريا.

وقال مكتب نتنياهو ”أكد رئيس الوزراء أن إسرائيل لن تسمح لإيران بترسيخ وجود عسكري في سوريا“.

وقال علي أكبر ولايتي كبير مستشاري الزعيم الأعلى الإيراني بعد لقاء الأسد إن تهديدات الغرب ”تستند إلى أكاذيب“ بشأن هجوم الغاز السام.

وقال الرئيس التركي رجب طيب إردوغان إنه تحدث يوم الأربعاء مع ترامب وسيتحدث مساء يوم الخميس مع بوتين شأن الهجوم الكيماوي.

وقال وزير الخارجية الألماني هايكو ماس إن برلين تتوقع التشاور معها قبل أي تحرك عسكري غربي. وأضاف ”من المهم في نفس الوقت مواصلة الضغط على روسيا“.

وتابع قائلا ”إذا أردنا القيام بهذا فإننا، نحن الشركاء الغربيين، لا يمكن أن يختلف نهجنا“.

وأفادت صحيفة ديلي تليجراف يوم الأربعاء أن ماي أمرت غواصات بريطانية بالتحرك بحيث تكون على مسافة تتيح لها إطلاق صواريخ على سوريا استعدادا لشن ضربات على الجيش السوري قد تبدأ مساء يوم الخميس.

وقالت هيئة الإذاعة البريطانية (بي.بي.سي) إن ماي مستعدة لاتخاذ قرار المشاركة في التحرك العسكري دون طلب موافقة مسبقة من البرلمان، رغم مطالبات حزب العمال المعارض بأن يتاح للبرلمان أن يقول رأيه.

وصوت البرلمان برفض مشاركة بريطانيا في عمل عسكري ضد حكومة الأسد في 2013 مما سبب حرجا لرئيس الوزراء البريطاني السابق ديفيد كاميرون. وردع هذا القرار إدارة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما عن القيام بعمل عسكري.

 وقال الوزير البريطاني ديفيد ديفيز إن قرار البرلمان حينها كان مبنيا على عدم وجود دليل واضح وخطة واضحة.

وأضاف متحدثا عن اجتماع الحكومة المقرر يوم الخميس ”حصلت على تأكيد بأننا سنصل إلى إجابة بشأن هذين الأمرين اليوم“.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى