مهند أبو عريف
في الوقت الذي تسعى فيه سلطنه عمان بقياده السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان لإعطاء دفعة كبيرة لخطط وبرامج تنويع مصادر الدخل ، والحد من الاعتماد على عائدات النفط ، وهو الأمر الذي يشكل أحد أهم أولويات وركائز خطة التنمية الخمسية التاسعة ( 2016 – 2020 ) ويضطلع برنامج تعزيز التنويع الاقتصادي ( تنفيذ ) بدور حيوي في تحقيقه ، فإن قطاع السياحة بسلطنة عمان يحظى في الواقع بدرجة عالية من الاهتمام ، ليس فقط على مستوى وزارة السياحة ، بحكم دورها ومسؤولياتها ، ولكن على المستوى الوطني الأوسع ، وهو ما يمتد في الواقع إلى العديد من الجهات والمؤسسات المعنية ، أو ذات الصلة بهذا القطاع الحيوي ، على مستوى الحكومة وعلى مستوى القطاع الخاص كذلك. ولعل مما له دلالة عميقة في هذا المجال أن وزارة السياحة العمانية تستضيف هذه الأيام الاجتماع التاسع لشركة « سيليكتور» العالمية الفرنسية المتخصصة في قطاع السفر والسياحة والأنشطة المرتبطة به ، ويشارك في هذا الاجتماع ، الذي بدأ أمس ويستمر حتى الثامن من الشهر الجاري ، نحو مائتي شركة من الشركات الكبيرة العاملة في مجال السفر والسياحة ، ومن بينهم نحو 120 وكيلا سياحيا .
وبينما يشكل هذا التجمع الكبير للشركات المعنية بالسفر والسياحة، خاصة من فرنسا وأوروبا ، فرصة حقيقية للتعريف بجوانب فريدة ، وبالغة الجاذبية لمختلف شرائح السائحين ، باهتماماتهم المختلفة والمتنوعة ، من اجل إلقاء الكثير من الضوء على الجوانب العديدة والمتنوعة للمقومات السياحية التي تتمتع بها السلطنة ، ليس فقط في مجال سياحة الأعمال والمؤتمرات الكبيرة والمتخصصة، ولكن أيضا في مجال السياحة الثقافية ، وسياحة الغوص والسياحة الصحراوية والجبلية ، والسياحة الشاطئية والترفيهية ، فضلا عن السياحة التراثية والتاريخية، حيث تتوفر لسلطنة عمان كنوز ذات قيمة عالية ، ومجالات تلبي اهتمامات مختلف شرائح السائحين من أوروبا ومختلف مناطق العالم أيضا .
ولعل مما له دلالة عميقة ايضا أن عدد السائحين الفرنسيين على سبيل المثال ازداد في عام 2017 بنحو 20 بالمائة مقارنة بعام 2016 ،كما تحدثت صحيفة لوموند الفرنسية عن السلطنة قبل ايام ، كوجهة سياحية عالمية، سواء بما تتميز به من عناصر جذب سياحية متنوعة ، أو من أمن وأمان واستقرار معروف ومشهود له ، في المنطقة وعلى امتداد العالم ايضا .وفي هذا الإطار ايضا ، وبينما تصدرت السلطنة قائمة الدول العربية الاكثر سعادة ، فإن شركة «كوليرز انترناشيونال» المتخصصة في قطاع السياحة توقعت أن تستقبل السلطنة أكثر من مليوني سائح خلال الفترة القادمة ، فضلا عن إمكانيات الزيادة المطردة في أعداد السائحين ، خاصة مع استكمال العديد من المرافق الفندقية وتحديث وتطوير البنية الأساسية في قطاع السياحة وتحقيق درجة عالية من التنويع فيها من جانب ، وافتتاح مطار مسقط الدولي الجديد ، والعمل بالتأشيرة السياحية الإلكترونية ، من جانب آخر . وتجدر الإشارة إلى أن سلطنه عمان بقيادة السلطان قابوس بن سعيد تعمل من أجل توفير العديد من التسهيلات للاستثمارات في قطاع السياحة، وهو ما يفتح آفاقا كبيرة أمام هذا القطاع ليسهم بنصيب متزايد في الناتج المحلي الإجمالي وفق ما هو مخطط له.