الأزهر الشريف يشيد بتجربة سلطنة عُمان في التعايش والتسامح
مهند أبو عريف
أشاد كبار علماء الأزهر الشريف بالدور الذي تضطلع به وزارة الأوقاف والشؤون الدينية في سلطنة عمان، وما تبذله من جهود من أجل نشر الإسلام الوسطي المعتدل، وتصحيح الفهم الخاطئ عن الإسلام.وقالوا تعقيبا على الاجتماع السادس عشر للجنة العلمية المشتركة بين الأزهر ووزارة الأوقاف والشؤون الدينية بعُمان إن النهج الذي تتبعه سلطنة عمان في التعاطي مع الأمور الدينية فهم فريد من نوعه في الفكر والمضمون يسمح بالتعايش بين أتباع الأديان في سلام وأمان.من جانبه قال الدكتور عباس شومان وكيل الأزهر الشريف: نحمل في قلوبنا حبا وتقديرا لسلطنة عمان وأهلها، ويسعدنا أن يكون بيننا تعاون علمي في العلوم الشرعية والعربية والمسائل الفكرية والفقهية، فهم أصحاب عقول مستنيرة، تقوم على عمق التفكير من أجل المعرفة، وتسعى للتعارف، وتعترف بالآخر وتتسامح لكي تتعايش ويعم السلام أرجاء الأرض.
وهذا النهج القويم من نفس القبس الذي يغترف من علماء الأزهر الشريف، فنحن نؤمن كل الإيمان بالتعددية الدينية والمذهبية والفكرية، وحرية العقيدة، ونتعامل مع الجميع من منطلق المشترك الإنساني.وأضاف شومان: يسرنا التعاون بين الأزهر كمؤسسة علمية رائدة في العالم والأوقاف والشؤون الدينية في سلطنه عمان في مجال الخطط والبرامج التوعوية وكذلك تدريب الأئمة العمانيين سواء في عُمان أو في رحاب الأزهر بالقاهرة، ويمكن أن نستخدم تقنية التعليم عن بعد ليستفيد الجانب العماني من خبرة أساتذة وشيوخ الأزهر في تدريس العلوم الدينية والشرعية.ومن جانبه قال الدكتور شوقي علام مفتي الديار المصرية: ننظر إلى سلطنة عمان باعتبارها منبرا للاعتدال والوسطية، والتعايش بين أتباع المذاهب المتعددة، وللحق فإن لهم تجربة فريدة في مسألة الإفتاء فهناك «مفتي واحد لثلاثة مذاهب»، وقد ساهم في نجاح هذه التجربة الشيخ أحمد الخليلي المفتى العام بالسلطنه بما لديه من فهم عميق وتقدير دقيق وقراءة واعية للنصوص الدينية والآراء الفقهية.وأوضح أن هناك الكثير من العمانيين تعلموا في رحاب الأزهر الشريف، كما أن علماء الأزهر عملوا في سلطنة عمان ما بين تدريس للعلوم الشرعية والعربية أو في مجال الوعظ والإرشاد الديني، ولدينا الكثير من الأئمة يعملون في جوامع السلطنة بالإضافة إلى قُرّاء القرآن الكريم، ويلقون هناك كل التقدير والاحترام والعناية والرعاية.ومن جانبه أكد الشيخ جابر طايع رئيس القطاع الديني بوزارة الأوقاف المصرية أن المتابع لخطة الوعظ والإرشاد في عمان يجدها ترتكز على ركائز متينة تبتعد كل البعد عن الغلو والتطرف والتحزب، والمذهبية البغيضة، فهي تجمع ولا تفرق، تقوي الوشائج الإنسانية، والروابط الأخوية بدء من المجتمع الصغير المتمثل في الأسرة، وانطلاقا إلى المجال الأرحب وهو عمان وانتهاء بالأسرة الإنسانية العالمية.وقال: يؤمن العمانيون بأن مساحات المشترك الإنساني كبيرة للغاية وإذا ما أحسن استغلالها، فإنها حتما ستترجم إلى تعاون وتسامح بين شعوب الأرض، ولن نجد ما نشاهده اليوم من نزاعات وصراعات تقضي على الأخضر واليابس، ولذلك دائما في أسلوب حياتهم ومعاملاتهم، وحتى في أسلوب وعظهم يركزون على تعظيم هذا المشترك وتأصيله، وتنمية روافده.واختتم بالقول: نزود السلطنة بنخبة من علماء الأزهر الشريف لينضموا إلى فريق الدعاة هناك ويقدموا خطابا صافيا راقيا، يسهم في صقل أخلاق المتلقين له، ويقوم السلوكيات التي قد يصيبها الخلل نتيجة التعرض لتيارات التشدد الواردة عبر مواقع الإنترنت وقنوات التلفزيون الفضائية، وغيرها.