مهند أبو عريف
تشهد سلطنة عمان مبادرات مهمة للتوسع في نشر ثقافة الإجادة والابتكار وتفعيل آليات دعم البحوث والمشاريع من خلال استراتيجية تطوير البحث العلمي. في إطارها تنظم السلطنة برنامجا لتحويل مشاريع التخرج التقنية إلى شركات ناشئة و ينفذه مجلس البحث العلمي بالتعاون مع عدد من الشركاء لتوفير الدعم المادي والاحتضان والتدريب للمشاريع الطلابية لتحويلها إلى شركات قائمة على المعرفة، حيث يتم حاليا احتضان ثلاث شركات طلابية كمخرجات النسخة الأولى للبرنامج، ويهدف ذلك الي دعم دور الشباب.وقد استعرض مجلس البحث العلمي خلال اجتماع عقده التقارير والتوصيات حول مستجدات تنفيذ عدد من القرارات والبرامج الخاصة بدعم البحوث والابتكار، وما تم إنجازه خلال العالم الماضي وتطورات العمل في هذه البرامج والمشاريع .في ظل المساندة الاعلامية ورفع مستويات الوعي تتبني وسائل الإعلام في سلطنة عمان الدعوة الي مواصلة إتباع سياسات الالتزام بأفضل مقاييس الجودة.
كما تثمن تطوير آليات الابتكار، في مختلف المجالات ، وعلى كل المستويات دون استثناء، باعتبار ان ذلك هو السبيل للنجاح ولتحقيق المزيد من التقدم. وتتعدد التطبيقات علي ارض الواقع .وعلي سبيل المثال لا الحصر: سلطت مسابقة السلطان قابوس للإجادة الحرفية والاحتفال بتسليم جوائزها، الضوء على ابداع الشباب الواعي والقادر على تطوير قدراته وترجمة أفكاره الابتكارية الى منتجات جميلة وملموسة ، وبما يحافظ على التراث العماني الأصيل من جانب ، ويضفي عليها في الوقت ذاته لمسة عصرية من جانب آخر- على صعيد آخر فإن نجاح معرض مسقط الدولي للكتاب في اجتذاب أكثر من مليون زائر، هو مؤشر آخر على الإجادة والابتكار والتطوير في الأداء ، في المجالات الثقافية والإعلامية – تم وضع حجر الأساس لمجمع للصناعات الدوائية في المنطقة الحرة بصلالة ، باستثمارات تصل الى 140 مليون ريال عماني ( أي نحو 350 مليون دولار ) وهو نتاج لما حققته السلطنة من خبرة في مجال صناعة الأدوية على مدى السنوات الماضية، وهو ما يعززه هذا المشروع، الذي يشكل إضافة للاقتصاد الوطني، ولثقافة الإجادة والتطوير أيضا – أتمت الشركة العمانية للغاز الطبيعي المسال بنجاح 25 مليون ساعة عمل، أي ما يزيد على 2800 يوم عمل ، أو نحو ثماني سنوات عمل متصلة ، دون إصابات أو حوادث أو عراقيل تتسبب في إضاعة الوقت بأي شكل، وهو أمر بالغ الأهمية للعاملين أنفسهم والتزامهم وجديتهم وبالنسبة لأداء الشركة، ومراعاتها والتزامها بقواعد وعناصر السلامة المهنية والتدريب الجيد للعاملين – حققت شركات عمانية أخرى معدلات قياسية في العمل بدون حوادث او إصابات، ومنها شركة تنمية نفط عمان على سبيل المثال.
جريدة عمان: توسيع نطاق ثقافة الإجادة
* من جانبها ذكرت جريدة عمان : تحت عنوان الإجادة قاسم مشترك . لقد تم توسيع نطاق ثقافة الابتكار ، ودعمها إعلاميا وثقافيا وسلوكيا ، في كل المواقع وعلى كافة المستويات ، ومنذ المراحل الأولى للتعليم ، من أجل أن تتعمق قيم الإجادة والالتزام والابتكار ، وتكون بمثابة ممارسة عملية طبيعية ودائمة ، بغض النظر عن موقع العمل وطبيعته ، أو حجم المسؤولية فيه .يتأكد ذلك على مستويات عدة ، في الجهاز الإداري للدولة وفي القطاع الخاص أيضا ، وتوجد نماذج طيبة كثيرة لا تعد ولا تحصي تشير بوضوح الى قيم الإجادة والابتكار في مجالات العمل والأداء ، وهو ما يتم تشجيعه والإشادة به والجميع يتبع السير على هذا الطريق المفيد للفرد والمجتمع والاقتصاد العماني ككل.