مهند أبو عريف
احتفلت سلطنة عمان بتكريم الفائزين في مسابقة جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية التي تقام تعبيرا عن الاهتمام الكبير برعاية الحرفيين . تزامنا مع الاحتفالات أقيم المعرض الدولي للصناعات الحرفية حيث سجل نقلة نوعية مع إبراز الهوية التراثية، وقد استقطب عددا كبيرا من الزوار الذين حرصوا على زيارته لمشاهدة التطور الكبير في المنتجات.
تجديد التراث
من جانبها اهتمت الحكومة خلال الفترة الماضية بمسح وتسجيل وتوثيق الصناعات الحرفية والمهن التقليدية العمانية ومنتجاتها العديدة. ومن أبرز ما تم انجازه تحويل هذا القطاع إلى مجال جاذب للأيدي العاملة، سواء من خلال تجديد وزيادة مراكز التدريب ومصانع المنتجات الحرفية، أو من خلال تقديم منتجاتها في إطار متطور في المواقع السياحية، مع العناية بالعاملين فيها وزيادة قدراتهم المهنية والحرفية والابتكارية أيضا.
في هذا المجال فإن جائزة السلطان قابوس للإجادة الحرفية ، التي يتم توزيع الكؤوس على الفائزين في مسابقتها، تشكل سبيلا هاما ودافعا قويا لبذل المزيد من الجهد للنهوض بالمنتجات وتطويرها والحفاظ في الوقت ذاته على خصائصها التراثية المميزة.
يتوافق ذلك مع خطط إستراتيجية حماية التراث ، سواء الثقافي والحضاري أو المادي ، مع توثيقه لدي اليونسكو ،وذلك تنفيذا للسياسات التي يوجه ويدعم تنفيذها السلطان قابوس بن سعيد سلطان عمان ، وهي تعكس إدراكا عميقا لأهمية وقيمة التراث العريق ، وحرصا على مواصلة الإسهام في رفد الحضارة الإنسانية.
في اتجاه مواز يتم الاهتمام بالصناعات المتنوعة، ودعم القائمين بها وتطوير قدراتهم وإبداعاتهم ، على أسس علمية تحافظ على التراث وتضيف إليه.
يتجسد ذلك أيضا في إنشاء الهيئة العامة للصناعات الحرفية ، ثم الاحتفال سنويا بيوم الحرفي العماني .وعلى امتداد سنوات تم القيام بدور كبير وملموس ، فيما يتصل بمختلف الجوانب ذات الصلة، للحفاظ على ما تمثله من قيمة، وكذلك أيضا لتطويرها اقتصاديا.
من جهتها أكدت الشيخة عائشة بنت خلفان بن جميل السيابية رئيسة الهيئة العامة للصناعات الحرفية أنّ المسابقة استطاعت أن تُرسِّخ ثقافة الإجادة مما عزز من فرص الارتقاء بمستوى الصناعات ودورها لترجمة غايات استدامة التنمية وأهدافها بما يعزز من توجه السلطنة نحو تنويع مصادر الدخل الوطني وتحقيق أهداف وخطط التنمية الشاملة.
الشراكة العالمية
تؤكد المنظمات الدولية أن للسلطنة دورا رياديا بارز في تأسيس قنوات من الشراكة العالمية الهادفة إلى تحقيق تفاهمات تعنى بصون الموروثات المعبرة عن الهوية الوطنية، وتحرص الهيئة العامة للصناعات الحرفية على تهيئة كافة مجالات التعاون مع المنظمات والهيئات الدولية والإقليمية الى جانب التأكيد أهمية تأصيل الموروثات الحرفية.
وقد لاقى المعرض الدولي للصناعات الحرفية اقبالا غير مسبوق على مدى ثلاثة ايام حيث شهده اكثر من 20 الف زائر حيث قدم منتجات مطورة تعرض لأول مرة في مجالات مختلفة.
وتسعى السلطنة من خلال تنظيمها للمعرض الدولي إلى ترسيخ ثقافة الاداء المؤسسي للحرفيين وذلك بالإطلاع على التجارب والخبرات الدولية والمجيدة في الانتاج والتسويق والعمل الحر بالإضافة الى إكساب الحرفيين مهارات أكثر فاعلية في التواصل المجتمعي والمعرفة الترويجية.
وتحرص الهيئة علي تعزيز الحوار الحضاري وتقدير الموروثات الحرفية وذلك بتعريف الزوار بمختلف الصناعات الحرفية إضافة إلى تقديم معلومات متكاملة للزوار عن المشاريع وبرامج الدعم والرعاية الحرفية التي تنفذها السلطنة بهدف تطويرالموروثات الحرفية، كما تحرص الهيئة من خلال المشاركات الخارجية الى الاستفادة والاطلاع من التجارب والخبرات المتنوعة لمختلف الهيئات والمؤسسات الدولية التي تعنى بالصناعات الحرفية بهدف تعزيز القدرات والمهارات للقطاع الحرفي في السلطنة.