سلايدر

تعظيم الاستفادة من الموارد المائية ضمن فعاليات ” مصر تستطيع بأبناء النيل” في الأقصر

استمع الي المقالة

الأقصر – أشرف أبو عريف

– العصار: أنشأنا 279 محطة تحلية وتنقية ومعالجة
– صقر: المؤتمر إطار مؤسسي للتعامل مع العلماء
– سويلم: مصر ستنتج 60% من الطاقة بحوض النيل
– العجرودي: يجب تحلية مياه الصرف بالاشتراك مع القطاع الخاص .
– قنطوش: تغير المناخ يمثل تحد كبيراً
– خليل: تكثيف المياه حل علمي لإيجاد موارد مائية جديدة

بدأت الجلسة الأولى من جلسات المؤتمر الوطني الثالث لعلماء وخبراء مصر في الخارج “مصر تستطيع بأبناء النيل” بعنوان “آليات تعظيم الاستفادة من الموارد المائية”، وذلك بمشاركة اللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي، والدكتور عمرو العجرودي مهندس معتمد ومتخصص في الموارد المائية وتحدياتها في المناطق القاحلة، والدكتور هاني سويلم أستاذ إدارة الموارد المائية والتنمية المستدامة ومدير تنفيذي لوحدة “اليونسكو للتغيرات المناخية وإدارة المياه” في جامعة أخن الألمانية، والدكتور سامح قنطوش أستاذ الوقاية من الكوارث الطبيعية بجامعة كيوتو اليابانية. وترأس الجلسة الدكتور محمود صقر رئيس أكاديمية البحث العلمي وأدارها الإعلامي محمد فايق.

وقال اللواء محمد العصار وزير الإنتاج الحربي في كلمته خلال الجلسة: إن “المياه تمثل تحد كبيراً جدا ونحن في وزارة الإنتاج الحربي نقوم بدورنا في مواجهة هذا التحدي ونعمل مع كافة الوزارات والهيئات والمصانع والقطاع الخاص للخروج بأفضل النتائج خاصة وأن العمل الجماعي هو الهدف الرئيسي والجزر المنعزلة لن تأتي بحلول”.

وأضاف العصار أن “وزارة الإنتاج الحربي أنشأت 279 محطة تحلية وتنقية ومعالجة بسعات مختلفة وتعمل الآن على تطوير التكنولوجيات الخاصة بها مع شركات عالمية، في محاولة لأن تكون التكنولوجيا الجديدة أقل تكلفة”.
واستطرد العصار قائلاً: “نعمل على نقل البحوث العلمية، ومصر تشهد انطلاقة كبيرة خلال السنوات الماضية، وهناك مشروعات ضخمة يتم إنشاؤها، كما أننا نعمل في بحثين هامين للمواقع المنعزلة لإنشاء محطتين تحلية مياه البحر بالطاقة الشمسية، وكذلك أنشأنا 68 مصنعًا لتدوير المخلفات نظرًا لأهمية إنتاج الطاقة واستغلال المخلفات في إنتاجها”.

وخلال الجلسة أيضًا، قال الدكتور محمود صقر، رئيس أكاديمية البحث العلمي، إن “مؤتمر مصر تستطيع يعتبر إطارًا مؤسسيًا نتعامل من خلاله مع علماء مصر في الخارج، وهو أمر يجب أن نشكر وزيرة الهجرة عليه”، لافتا خلال كلمته إلى أن مصر لديها رؤية للتنمية 2030 تضم كافة الوزارات والكل يعمل على تحقيق أهدافه ضمن الخطة نفسها.

وأضاف صقر أن مصر تنظر للطاقة والمياه والزراعة والغذاء كمتلازمة واحدة، وأنها تمتلك بنية تحية ومميزات كثيرة في مجالات الطاقة ونقل التكنولوجيا من الخارج لتوطينها في مصر، وبالتالي مؤكدًا أن علماء مصر لهم دور كبير في ذلك.

من جانبه قال الدكتور هاني سويلم، في كلمته خلال الجلسة، إن الطاقة والمياه والغذاء وحدة واحدة لا يمكن التفرقة بينهم، مشيرًا إلى أن مصر ستنتج في عام 2025 على الأقل 60 جيجا وات وباقي دول حوض النيل متجمعة ستنتج 40 جيجا وات، ولذلك يجب أن ندخل سوق الطاقة في دول حوض النيل لتقليل استخدامات المياه في توليد الطاقة لما لها من آثار على مصر.

وأضاف سويلم أن هناك مناطق في مصر من أفضل الأماكن لإنتاج الطاقة في العالم، ولفت إلى أن “90% من أراضي جنوب السودان صالحة للزراعة ويمكن أن تكون سلة غذاء للقارة بأكملها، ولدينا فرصة للاستثمار الزراعى هناك، كما أن نحو 75 مليون فدان في أفريقيا يتم زراعته اعتمادًا على مياه الأمطار ولو حدث توقف لذلك فسوف تعاني من أزمات كبيرة، ولذلك يجب تخزين مياه الأمطار باستخدام التكنولوجيا من خلال عزل سطح المياه عن الجو”، مشددًا على أنه يجب الاستثمار في أفريقيا بالقطاع الحيواني.

ومن ناحية أخرى، قال الدكتور عمرو العجرودي الخبير الدولي بموارد المياه، في كلمته خلال الجلسة، إن ولاية فلوريدا الأمريكية تعتمد على أحواض تجميع الأمطار لتخزين المياه خلال أوقات العواصف، لافتا إلى أن الأحواض الجافة تعتمد على سدود لحجز المياه لاستخدامها، كما أن أحواض صرف مياه الأمطار تصمم بطريقة تجعله يفرغ المياه المخزنة فيه خلال 3 أيام حتى لا تتلوث. وأضاف العجرودي أن كمية مياه الأمطار بمنطقة الخليج أقل مما هي عليه بأمريكا، لكن منسوب المياه الجوفية بدأ في الارتفاع بمنطقة الخليج بعد معالجة مياه الصرف الصحي وبالتالي أصبح هناك فائض في المياه هناك.

وأوضح العجرودي أن مصر تستخدم مياهها في الزراعة والشرب لكن بسبب زيادة عدد السكان فإن حصة كل مواطن تقل بشكل كبير، إلا أنه في المقابل تزداد مياه الصرف الصحي، ولذلك لابد من معالجتها لتوفير جزء كبير من المياه يمكن أن تستخدم في ري المحاصيل، وبهذا الصدد يمكن الاعتماد على توفير التمويل اللازم لذلك من خلال شراكة مع القطاع الخاص. ولفت العجرودي إلى أن منسوب مياه البحر يزداد ويهاجم شواطئ الدلتا ويحدث تآكل بها، لذلك يجب معالجة الأمر من خلال إنشاء آبار حقن تحمي الدلتا وتقوم بدور “ساتر” يمنع مياه البحر في الهجوم على تلك الشواطئ.

وخلال الجلسة أيضًا، قال الدكتور سامح قنطوش أستاذ الوقاية من الكوارث الطبيعية بجامعة كيوتو اليابانية: “لدينا تحديات كبيرة منها ما هو قادم من دول أعالي نهر النيل وتحديات خلف السد العالي تتعلق بجودة المياه وتحديات خاصة بالأودية في الصحراء الشرقية وسيناء والصحراء الغربية وكذلك تحدي السيول وعملية الشحن الجوفي ومحدودية وجود المياه، لكن البحث العلمي قادر على إيجاد حلول”.

وأضاف قنطوش أن تغير المناخ أيضا يمثل تحد كبير جدًا، فهو يؤدي إلى ارتفاع سطح مياه النيل مما يؤثر على الثروة السمكية وكذلك يحتاج لتغيير في تشغيل سد أسوان.

وتابع: “يمكن أن نقلل توليد الطاقة من السد العالي لتعويض نقص المياه خاصة في ظل إنشاء مشروعات قومية عملاقة في مجال الطاقة، وقال إن السدود تحدث خللاً في الاتزان البيئي للمياه والرواسب لأنها تمنع مرور الرواسب والطمي وتؤثر على كمية مياه وجودتها.

ومن جانبه قال الدكتور بهاء خليل الباحث المشارك فى قسم هندسة الموارد العضوية بجامعة ماك جيل الكندية، خلال الجلسة أيضًا، إن هناك حلولا علمية لتوفير مصادر جديدة من المياه مثل “المكثفات” التي تعتمد على تحويل الرطوبة لمياه والتي تشبه دورة التبريد في الثلاجات وأجهزة التكييف، لافتا إلى أن هذا المجال شهد تطورا كبيرا يستطيع توفير كميات كبيرة تكفي للزراعة، حيث إن هناك أجهزة حديثة يمكن استخدامها في توفير موارد جديدة للمياه.

وكانت فعاليات النسخة الثالثة من مؤتمر “مصر تستطيع”، الذي تنظمه وزارة الهجرة، قد انطلقت صباح اليوم بمحافظة الأقصر بعنوان “مصر تستطيع بأبناء النيل” تحت رعاية الرئيس عبد الفتاح السيسي وبمشاركة 23 عالمًا من علماء مصر في الخارج، والتي تستمر حتى غدًا الاثنين.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى