رأى

التغيرات المناخية.. والأمن الغذائي ؟

استمع الي المقالة

د. نبيلة سلطان

إستشارى الطاقة المتجددة والبيئة

أصبحت التغيرات المناخية وآثارها المحتملة هي الشغل الشاغل لجميع دول العالم خلال السنوات الأخيرة وما ينتج عنها من زيادة  إنبعاث الغازات المسببة للإحتباس الحرارى وموجات الجفاف والحر الشديد والفياضانات والأعاصير.

ومن المتوقع أن تؤثر التغيرات المناخية على الإنتاج الزراعي, فالزيادة المتوقعة في درجة الحرارة تغير نمط الموسم  الزراعى ونقص الإنتاجية الزراعية لبعض المحاصيل، والتأثير على الثروة الحيوانية ، ما يهدد الأمن الغذائي لكثير من الدول.

ووضع الباحثون إطارزمني لتوصيف هذة الظاهرة في العالم حتى 2030 ليتمكنوا من تقييم آثار التغيرات المناخية مع الأخذ فى الإعتبار كل العوامل المؤثرة.

ومن المرجح أن تشهد الأرض ارتفاعاَ فى درجات الحرارة وكثرة العواصف  الناجمة عن إرتفاع مستويات البحار وزيادة هطول الأمطار والفيضانات ما يتسبب فى غرق وتآكل التربة وإنخفاض إنتاج المحاصيل والثروة الحيوانية وصيد الأسماك مما يؤثر على نظم إنتاج الغذاء في مناطق مختلفة من العالم.

لذلك أصبح  من الضرورى إيجاد نظم زراعية متطورة وإستخدام تكنولوجيا الزراعة والرى الحديثة  وتحسين إدارة المياة  حتى يمكن تعويض تلك الخسائر للحد من تأثير التغير المناخي و وقوع الكوارث البيئية نتيجة لموجات الجفاف الشديدة والتصحر أوعدم هطول الأمطار فى مناطق أخرى ، مما يشكل تحدياً إضافياً على الأمن الغذائي العالمي والمحلى بالإضافة إلى التقلبات فى أسعار المحاصيل والغذاء والأعلاف وإرتفاع  أسعار المواد الغذائية بسبب زيادة تكاليف الإنتاج  بسبب ارتفاع تكاليف التكيف مع التغيرات المناخية والتدابير اللازمة للتخفيف من آثارها بالإضافة إلى مشكلة ندرة المياه.

لذلك لابد من وجود آليات  دولية ومحلية للحد والتكيف مع هذه الظواهر منها:

  • تعزيز التعاون الإقليمي والعالمي لتبني منهج التكيف دون النظر إلى حدود الدولة حيث يمكن  للدول  التي لديها القدرة على الإستثمار في مجال البحث والتنمية أن تعمل على دعم البحث العلمي والابتكار التكنولوجي لتحسين إنتاج المحاصيل، سواء في الدول التي لديها إمكانيات للإنتاج والتصدير أو الدول المصدرة الحالية .
  • تنويع مصادر الغذاء، وتوفير التمويل اللازم لتطبيق تدابير التكيف مع التغيرات المناخية، حيث يمكن أن تلعب البلدان المستوردة للغذاء والمراكز المالية الكبرى دوراً أكبر في تحديد آليات مالية جدية لتوفير التدابير اللازمة للتكيف مع التغيرات المناخية، والتخفيف من حدة آثارها، والتأمين ضد أضرارها وتشمل هذه المساعي إستخدام آليات السوق لتعزيز إدارة المخاطر في قطاعات الإنتاج الغذائي .
  • دعم التعاون الإقليمي لتطوير أنظمة الرصد والإنذار المبكر للكوارث المناخية، والمشاركة في التعاون والحوار الإقليمي حول نظم إنتاج الأغذية.
  • إيجاد نظام متطور لتخزين المواد الغذائية، تعتمد على توقعات طويلة المدى ، للتغيرات المناخية، يمكن أن تساعد في الحد من التقلبات خلال الفترات التي يقل ويضعف فيها إنتاج المحاصيل، فضلاً عن أهمية دعم الاستثمار في مجال الصناعات الغذائية وآليات التخزين .
  • بناء القدرات في البلدان المنتجة لعدم توفر القدرات المالية في تلك االدول النامية، حيث لا تملك الوسائل اللازمة لتطوير التكيف الاستباقي في القطاعات ذات الصلة بالزراعة وبالتالي يمكن لحكومات البلدان المستوردة للغذاء توفير المنح الدراسية والمنح البحثية للدكتوراه في هذا المجال .
  • إجراء تغييرات مؤسسية وتكنولوجية واقتصادية مدروسة بعناية لتطبيق نظام مرن لإنتاج الغذاء فى العالم ليس فقط في الدول المصدرة للغذاء أو في الدول المستوردة له يعد ضرورة للتكيف مع التغيرات المناخية المتوقعة.

dr.nabila47@yahoo.com

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى