الجامعة العربية والأوضاع العربية الحالية
أشرف أبو عريف
كلمـة معالي السيد أحمد أبو الغيط أمين عام جامعة الدول العربية أمام كلية الدفاع الوطني بسلطنة عُمان
تحت عنوان” الجامعة العربية والأوضاع العربية الحالية”
السيد اللواء الركن/ سالم بن مسلم بن علي قطن
آمر كلية الدفاع الوطني
أود في البداية أن أعرب عن سعادتي البالغة بالتواجد بين رحاب هذه المؤسسة العريقة، كلية الدفاع الوطني، للعام الثاني على التوالي.. وربما يعرف البعضُ منكم أن تقديري وحماسي للمؤسسات العسكرية العربية قديمٌ وراسخٌ ومتجدد.. إن الجيوش العربية هي مرافئ الأمان في بحار منطقتنا المضطربة .. وهي الملاذ والملجأ وسط عواصف الفوضى ورياح الخطر .. ويُخطئ من يظن أن الجيوش مؤسسات تعنى بالحرب والقتال فحسب، أو أن مهمتها تنحصر في الشأن العسكري المباشر .. إن الجيوش الحديثة هي مؤسساتٌ تنهض بأعباء الأمن القومي للمجتمعات بالمعنى الشامل للكلمة .. ومهامها لا تقف عند حدود الانشغال بما هو جار من تطورات وأحداث، بل تمتد لاستشراف المستقبل واتجاهاته الرئيسية .. تحسباً من المخاطر واغتناماً للفرص.
وعليه، فإن أهم ما يُميز الجيوش الحديثة هو هذه القدرة على القراءة السليمة للمستقبل والاستعداد له والتكيف معه.. وغالباً ما تنشغل بهذه الأمور هيئات بعينها داخل المؤسسات العسكرية –مثل كليتكم الموقرة- تضم النخبة من أبنائها، وتنخرط في حالة مستمرة من العصف الذهني من أجل استقراء المستقبل، والخروج بخيارات مختلفة للتعامل مع التحديات التي يطرحها… ومن هذا المنطلق، رأيتُ أن أجعل حديثي أمامكم اليوم في صورة قراءة استراتيجية للمشهد العالمي والعربي كما أراه من موقعي كأمين عام لجامعة الدول العربية، واستناداً لعقود طويلة أحملها على ظهري من العمل في الشئون الخارجية، شرقاً وغرباً .. في أوقات الحرب وزمن السلم على حد سواء..
وأود ابتداء أن أضع أمامكم رؤية للمشهد الدولي وتطوراتِه في ثلاث نقاطٍ محددة:
- ثمة تغيير عميق يجري في قمة النظام الدولي .. عالم القطب الأمريكي الأوحد يتفكك .. القيم الليبرالية التي تأسس عليها النظام الدولي منذ 1945 تتراجع وتتآكل، لصالح عالم متعدد لم تتشكل توازناته بعد .. لقد رأينا أن الولايات المتحدة قد اعتبرت أن الصين “خصماً ومنافساً” في استراتيجية الأمن القومي التي أصدرتها منذ أسابيع .. الصعود الاقتصادي الصيني لم يصل بعد إلى إزاحة الدور الأمريكي بشكلٍ كامل، ولكنه يتحرك بصورة حثيثة نحو هذا الهدف .. نحن في بداية مرحلة جديدة تسعى الصين خلالها إلى ترجمة ثقلها الاقتصادي إلى نفوذ سياسي وعسكري وازن في المنظومة الدولية يتناسب وحجمها .. وليس صعباً أن نرى هذه التوجهات حاضرة في بعض السياسات الصينية مثل مبادرة الحزام والطريق التي تتضمن إنشاء مرافق وموانئ وطرقاً في نحو سبعين دولة لتسهيل التجارة بين آسيا وأوروبا .. إنه تغيرٌ ضخم في هيكل المنظومة الدولية، ونحن ما زلنا نشهد بداياته .. ويعرف أهل الاستراتيجية أن أوضاعاً مشابهة –من صعود قوة جديدة في وجود قوة قائمة- قد أدت تاريخياً إلى اندلاع الحروب .. ولا شك أن هذا التنافس في قمة النظام الدولي سينعكس على منطقتنا العربية بصور مختلفة .. بعضها قد يكون إيجابياً لما يتيحه من هامش أكبر للمناورة مقارنة بنظام قائم على قطب أوحد.. غير أن انعدام اليقين الذي يميز المرحلة الحالية يحول دون الخروج بحكمٍ قاطع أو تصور محدد حول ما سيحمله المستقبل.
- العالم الغربي يشهد أزمةً عميقة، لها أبعاد اقتصادية واجتماعية .. وثمة حالةٌ واضحة من التململ لدى قطاعات واسعة تنتمي إلى الطبقة الوسطى.. وقد انعكس ذلك في صعودٍ متسارع للتيارات الشعبوية التي تنتمي إلى اليمين واليسار إلى حدٍ سواء في أكثر من دولة أوروبية، بل وانتقل هذا المد إلى الضفة الأخرى من الأطلنطي، كما رأينا في الانتخابات الأمريكية الأخيرة .. والحال أن أغلب هذه التيارات معادٍ للأسس التي يقوم عليها العالم المفتوح، ويرفع شعارات شعبوية ضد المهاجرين، وبعضها يتأسس على منطلقات عنصرية.. ولا شك أن هذه التطورات سيكون لها تداعياتها على العالمين العربي والإسلامي، فهناك في الغرب من يرى منطقتنا من زاوية كونها تهديداً داهماً ومفرخة للتطرف والإرهاب .. ومع رفضنا الكامل لهذه الرؤية الأحادية القاصرة، فإننا لا نتغافل عن وجودها وحضورها المؤثر في دوائر الفكر والحُكم في دول كبرى في الغرب والشرق .. وظني أن أخطر التحديات التي تواجهنا هي كيفية التعامل مع هذه الصورة الذهنية القاتمة، والعمل على تغييرها.
- إن جملة من التغيرات على صعيد العلوم والتطبيقات التكنلوجية الجارية بمعدل مُتسارع تضع العالم على أعتاب ثورة كبرى اصطلح البعض على أن ينعتها بـ “الثورة الصناعية الرابعة” .. وفي القلب من هذه الثورة تطبيقات الذكاء الاصطناعي والأتمتة Automation وعلوم الروبوت.. إن هذه الثورة ستُعيد تعريف مصادر الثروة ووسائل الانتاج، بل وستضع مفهوماً جديداً لأهم نشاط إنساني وهو “العمل” .. وكأي تغيير اقتصادي تكنولوجي ضخم، فإن هناك من سيخرج رابحاً، وهناك من سيدخل في عداد الخاسرين .. وظني أن هذه الثورة الهائلة التي تطرق أبوابنا سيكون لها تداعياتٌ هائلة على المجتمعات العربية، ليس فقط من النواحي الاقتصادية، ولكن أيضاً من زاويا أمنية ومجتمعية.. ويتعين على كل من يشغل نفسه بالاستراتيجية والاستعداد للمستقبل أن يدرس ابعادها وتداعياتها المحتملة على نحو دقيق.
السادة الحضور..
هذا عن المشهد الدولي.. وهو كما ذكرتُ متغيرٌ ويعكس قدراً كبيراً من السيولة وانعدام اليقين.. وأنتقلُ منه إلى المشهد على الصعيد العربي، وأجمل ملامحه الرئيسية في النقاط التالية:
أولاً: ما زالت المنطقة تتعافى من حالة الاضطراب غير المسبوقة التي ضربتها في 2011 .. إن ما جرى يُشبه الزلزال الهائل الذي ما زالنا نعاني توابعه إلى اللحظة الحالية .. واقتناعي أن هذه التوابع ستظل تؤرقنا لسنواتٍ وعقود .. لقد شهدنا تحطيم دول وتمزيق مجتمعات، في المشرق العربي كما في المغرب، إلى حد الانحدار إلى مرحلة ما قبل الدولة وحالة حرب الجميع ضد الجميع .. ورأينا قواتٍ أجنبية تدخل أراضٍ عربية لتقتطع لنفسها مناطق نفوذ دائم بصورة لم نعهدها في منطقتنا منذ أزمنة الاستعمار .. وخبرنا صقوراً جارحة في جوارنا الإقليمي تنقض على منطقتنا تنفيذاً لأجندات توسعية، وطلباً للهيمنة والسيطرة .. وأخيراً، شاهدنا تراجعاً خطيراً في مكانة قضايانا الرئيسية كعرب، وأهمها قضية فلسطين التي تمر اليوم بمنعطفٍ خطير في ظل محاولاتٍ واضحة لتمييعها وتفكيكها وتصفيتها.
ثانياً: في وسطِ مُحيط من التغيرات المتسارعة التي ضربت منطقتنا منذ 2011، وبعضها غير مسبوق في حدته ومداه .. غالباً ما تتعذر الرؤية الاستراتيجية الهادئة، وتتوه البوصلة الهادية، فلا نعرف لهذه الفوضى أصلاً واضحاً أو منبعاً واحداً .. وظني أن الكلمة التي تُلخص التهديد الذي تواجهه المنطقة العربية هي “الفراغ”.. ما حدث في 2011 هو انهيار، مفاجئ ومروع، لمنظومات سياسية وأمنية كانت مستقرة ومسيطرة.. وكان من شأن ذلك الانهيار المفاجئ أن وجدنا أنفسنا أمام فراغ هائل في السلطة في مناطق شاسعة يقطنها الملايين من البشر .. ونعلم جميعاً أن السياسة لا تقبل الفراغ، فكان أن انقضت قوى مختلفة، من داخل البلدان العربية أو من محيطها أو من العالم الأوسع، لتوظيف هذا الفراغ واستغلاله لصالحها.. هكذا تمددت داعش فسيطرت على مساحاتٍ شاسعة في سوريا والعراق، ووصلت إلى مناطق في المغرب العربي في ليبيا .. وبنفس المنطق، يُمكن فهم أطماع إيران التي أغرتها حالة الفراغ في المشرق العربي، فوجدت لنفسها موطئ قدم وسط الفوضى السائدة .. إن هذا “الفراغ الاستراتيجي” هو ما جعل المنطقة عرضة للتدخلات الإقليمية من جانب، وفريسة للجماعات الإرهابية من جانب آخر…ولا سبيل لمواجهة هذه التدخلات أو التصدي لتلك الجماعات إلا بمعالجة السبب الأول والعلة الأصلية التي أدت لانتشارها، وهو إضعاف الدول الوطنية وتآكل سيطرتها على بعض ترابها الوطني .. إن هذه الظاهرة الخطيرة تدفعنا للتأمل في الأسباب التي أدت إلى تراجع سيطرة تلك الدول على أراضيها وسكانها.. والأسباب، كما تعلمون كثيرة ومتشعبة، إلا أن الدرس الرئيسي الذي أحسب أننا جميعاً خرجنا به من تجربة “الجحيم العربي” –الذي يدعوه البعض ربيعاً- هو أن الدولة الوطنية تظل، حتى مع يعتريها حيناً من قصور، خيراً من الفراغ والفوضى وحرب الجميع ضد الجميع .. ولا ينفي ذلك أن علينا أن نعترف- في الوقت ذاته- بأن بعضاً من الدول التي تعرضت لتلك الهزات الخطيرة قد تبنت أساليب للحكم والإدارة أسهمت في إضعاف كيانها الوطني الجامع عبر التمييز بين المواطنين على أساس ديني أو طائفي .. إن الحُكم الرشيد يظل خير حصن تُعزز به الدولة الوطنية وجودها وأمنها .. فلا شرعية حقيقية قابلة للاستمرار من دون رضا المواطنين وشعورهم بالانتماء للدولة، ومن ثمّ الاستعداد للذود عنها وحمايتها.
ثالثاً: برغم خطورة التهديدات التي تواجه المنطقة العربية، فإن قدرتها على حشد كافة مواردها وجهودها لمواجهة هذه التهديدات والتصدي لها ما زالت جد محدودة … وأقول بكل صراحة إن رؤية الدول العربية لمصادر التهديد ومكامن الخطر تتباين وتختلف فيما بينها، فلا اتفاق على ترتيب واضح لأولويات التحرك الجماعي ولا توافق حول سبل المواجهة .. ولا يخفى عليكم أن غياب آلية واضحة لمعالجة الخلافات العربية-العربية يضعف من قدرة العرب الإجمالية ويُشتت جهودهم ويبعثرها .. إن النظام الأمني العربي ما زال حلماً مؤجلاً برغم أن الحاجة تشتد إليه اليوم أكثر من أي وقت مضى، إذ لا زالت الدول – وأقولها بصراحة كاملة- تُعالج أمنها الوطني بمعزل عن الأمن القومي العربي الشامل.. رغم أن أمن المنطقة العربية سلسلة واحدة متصلة الحلقات، ومتانتها وقوتها من قوة أضعف حلقاتها .. وعلى سبيل المثال، فإن استهداف الصواريخ الحوثية، المصنعة إيرانياً، لعاصمة عربية، هو أمر خطير يُشكل تهديداً للدول العربية جميعاً، وليس فقط للمملكة العربية السعودية.. وبالمثل، فإن قضية القدس، بكل ما تمثله من أهمية تاريخية ودينية ووجدانية لدى الشعوب العربية، بمسلميها ومسيحيها، لا تخص الفلسطينيين وحدهم وإنما العرب كافة، بل ولا تمس الجيل الحالي فحسب، وإنما الأجيال القادمة .. وأخيراً، فإن تعرض دولة كمصر، يمثل عدد سكانها ربع سكان العالم العربي، لخطر يتهدد أمنها المائي، يُعدُ تهديداً للأمن القومي العربي، وخصماً للقوة العربية الشاملة.. هكذا يتعين النظر لمثل هذه التهديدات من منظور شامل، ومن زاوية نظر تتسع لتشمل المنطقة الممتدة من مسقط إلى الدار البيضاء.
رابعاً: يظل تهديد الإرهاب هو أخطر ما يواجه المنطقة العربية في اللحظة الحالية .. هناك مؤشراتٌ إيجابية مثل هزيمة داعش وإنهاء سيطرتها على الغالبية الكاسحة من المناطق التي كانت تتحكم فيها في سوريا والعراق .. إلا أنني أنظر للتهديد الإرهابي بوصفه معركة ستستمر لسنواتٍ قد تطول.. إن الإرهاب للأسف ظل يضرب منطقتنا في صورة موجاتٍ متتابعة بلا هوادة عبر العقود الماضية.. وفي كل مرة، كان يغير من استراتيجياته وأدواته وطرائق عمله.. وعلينا أن نتوقع أن تأتي الموجة القادمة في صورة مغايرة عما كان في السابق.. إن إرهاب القاعدة كان يقوم على تنظيمات عنقودية ..وإرهاب داعش استند إلى فكرة السيطرة على الأراضي والسكان بممارسة أقصى درجات العنف الدموي .. الإرهاب القادم سيكون بلا هيكل أو تنظيم .. “الفكرة الإرهابية” – إن جاز التعبير- ستكون هي ذاتها التنظيم .. وقد رأينا السرعة الهائلة التي ينتقل بها خطاب الإرهاب والتطرف باستخدام أحدث وسائل التكنولوجيا ومنصات التواصل الاجتماعي من أجل ضرب المجتمعات من داخلها .. إن مواجهة تهديد مثل هذا يفوق في صعوبته ما شهدناه في السابق مع القاعدة أو داعش … وهو يحتاج إلى أساليب عمل جديدة واستراتيجيات مختلفة، ذلك أن أجهزتنا الأمنية مصممة لمواجهة تنظيمات إرهابية، وليس حالات عنف فردية تتشبع بالخطاب المتطرف وتمارسه من دون الانتماء بالضرورة لتنظيم بعينه .. إن هذه الموجة الجديدة ستحتاج خيالاً أمنياً إستباقياً ومرونة في الحركة وقدرة على التكيف مع المتغيرات .. لقد صارت المسافة بين أفكار التطرف وممارسة الإرهاب أقصر كثيراً مما كان عليه الحال في الماضي.. وقد شهدنا حالات لأفراد يتم تجنيدهم في أسابيع معدودات ليتحولوا إلى قنابل بشرية متحركة في وسط المجتمعات لإشاعة أكبر قدر من الدمار والتخريب… إن أقصر طريق لمواجهة الإرهاب هو تجفيف تلك المنابع التي يجند منها جنوده، بعد أن ينزع عنهم إنسانيتهم ويحولهم إلى قنابل وآلات للقتل.
خامساً وأخيراً: ليست الصورةُ العربية كلها قاتمة.. فهناك ما يشير إلى إرادة أكيدة، لدى الشعوب والحكومات، على تجاوز العثرة والخروج من العتمة .. هناك مشروعات تنموية ضخمة يجري تنفيذها، تنطوي على وعد حقيقي بأفق مبشر .. وثمة مبادرات ناجحة لتحقيق نمو اقتصادي مستدام في الخليج العربي ومصر والمغرب العربي .. والأهم أننا نلمس إدراكاً متزايداً لدى الحكومات بأن الوقت ليس في صالحنا .. وأننا نحتاج جهداً مضاعفاً لتعويض ما فات واللحاق بعصرنا وإيجاد فرص حقيقية للشباب الذين يشكلون 50% من سكان العربي .. على أنني -وبواقع التجربة الطويلة مع السياسات العربية عبر ما يربو على نصف قرن- أكرر أن ما نحتاجه أيضاً هو ما أطلق عليه “تحصين النمو” .. لقد شهدنا في السابق تجارب كانت مبشرة لنمو اقتصادي وتنمية اجتماعية في بعض الأقطار العربية، ثم ما لبثت التقلبات السياسية أو الصراعات الإقليمية –أو كلاهما- أن عصفت بهذا النمو أو أبطأته أو بددت ثماره .. مطلوبٌ من العرب التفكير في ما يجعل النمو الاقتصادي واقعاً قابلاً للاستمرار، لعقود وعقود.. علينا العمل على خلق بيئة إقليمية داعمة للاستقرار والازدهار.. إن هذه البيئة لا يمكن تعزيزها سوى بخلق نظام أمني عربي يسمح للعرب بالاستجابة للتحديات التي تواجههم، جماعات لا فرادى .. هذا النظام الأمني هو ما سيُعزز الكيان العربي الجامع ويُعطيه وزناً تفاوضياً أكبر مع الآخرين .. كما سيعزز من القوة الذاتية لكل دولة، ويصون استمرارية هذه الجهود التي تُبذل على صعيد تحقيق التنمية.. وتعلمون جميعاً أن ثمة محاولات بُذلت في هذا الصدد، وأنها قد ووجهت بعقبات مختلفة حتى وجدت نفسها في طريق مسدود، وأمام جبل من التناقضات العربية .. على أن هذا المطلب يعكس حاجة مصيرية، وهو يستحق عناء المحاولة مرة ومرات .. إن كل نمو وتقدم تحرزه دولة من الدول العربية يظل ناقصاً بل ومهدداً بالتراجع، طالما ظل الوضع الأمني في المنطقة العربية على ما نراه من انعدام الاستقرار وانتشار التهديدات.