سلايدرسياسة

إكتشاف مواقع أثرية جديدة تؤكد الرواج التجارى الكبير بين سلطنة عُمان وبلاد السند منذ 2500 عام

استمع الي المقالة

 

مهند أبو عريف

تواصل سلطنة عمان الإعلان عن نجاح التوصل الي اكتشافات  علمية وتاريخية أثرية جديدة  ، فقد  أعلنت جامعة السلطان قابوس ممثلة بقسم الآثار في كلية الآداب والعلوم الاجتماعية عن اكتشاف أثري جديد عبارة عن أوان فخارية مميزة وفريدة في الموقع الأثري دهوى.

جاء هذا الاكتشاف نتيجة أعمال التنقيب التي قام بها القسم خلال الفترة الممتدة من  سنة 2013  وحتى اليوم، فما  يزال العمل في هذا الموقع مستمرا. تقع دهوى على بعد 24 كيلومترا إلى الغرب من ولاية صحم على تخوم سلسلة جبال الحجر. وقد شارك أعضاء هيئة التدريس وطلبة الدراسات العليا في القسم في أعمال التنقيب والمسح الأثري.

يعود تاريخ هذا الموقع إلى حضارة أم النار التي يمتد تاريخها من 2500إلى 2000 عاما قبل الميلاد، ويعد أقدم ما تم اكتشافه حتى الآن في شمال سهل الباطنة. مما يميز الموقع الدلالات الأولية على علاقاته الخارجية مع بلاد السند التي كانت تصنع فيه الفخاريات المكتشفة أو جرار التخزين التي صنعت في حضارة هارابا القائمة آنذاك في بلاد السند.

ويعتقد أن مكان تصنيع الأواني الفخارية التي عثر عليها في دهوى يقع في المنطقة الوسطى من وادي السند في الباكستان وبالتحديد منطقة موهنجودارو، حيث عثر فيها علماء الآثار هناك على أكبر مدينة في العالم تعود للعصر البرونزي المبكر (2500-2000 ق.م). كذلك يعتقد علماء الآثار أنه تم استخدام تلك الأواني الفخارية لنقل بعض المنتجات من وادي السند بواسطة القوارب الصغيرة عبر نهر السند إلى شواطئ بحر العرب ،وكان يتم نقلها بالقوارب الأكبر إلى أحد الموانئ القريبة من ولاية صحم،  وبعد ذلك يتم حملها لمسافة (24) كيلومترا باتجاه الداخل على حواف جبال الحجر. ويشير التواجد الكثيف لفخار بلاد السند في الموقع  على قوة النشاط التجاري الكبير الذي كان سائداً خلال العصر البرونزي المبكر بين العمانيين  وبلاد السند.

لم يتم التعرف حتى الآن على طبيعة المواد التي كان يتم استيرادها والتي كانت تنقل خصيصاً في تلك الجرار. ومن المعروف أن السلطنة كانت تشتهر بتصدير النحاس إلى بلاد السند وبلاد الرافدين وإيران خلال تلك الحقب.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى