سلايدرسياسة

لمواكبة المتغيرات العالمية.. تدشين أذرع عُمانية جديدة لإستدامة عملية التنمية الشاملة

استمع الي المقالة

مهند أبو عريف

تتوالى المبادرات العُمانية الخلاقة على كل المستويات السياسية والاقتصادية من أجل مواكبة المتغيرات الإقليمية والدولية، وتماشياً مع التقنيات الاقتصادية التي تدفع عملية التنمية المستدامة، اتجهت سلطنة عُمان نحو تدشين أذرع عُمانية جديدة وإعداد بيئة صحية آمنة للاستثمار من تمهيد طرق وربطها بشبكة طرق لتسهيل حركة التجارة.

وتنفيذاً لذلك وبالرغم من انعكاسات انخفاض أسعار النفط في الأسواق العالمية على عملية التنمية المستدامة في عُمان، فإنه ثمة مشروعات عُمانية كبيرة في مجالات البنية الأساسية، ومنها على سبيل المثال مشروعات الطرق والمطارات والموانئ والسياحة والكهرباء وغيرها، يجري العمل فيها بشكل متواصل، وذلك بالنظر لأهميتها الاقتصادية والاجتماعية وللاقتصاد الوطني، باعتبارها من مشروعات البنية الأساسية المهمة.

وفي هذا الإطار فإنه في الوقت الذي تم فيه التوقيع على عدة عقود لدعم الشبكة الكهربائية في محافظة مسقط، وتم إسناد عقود تشييد أربع محطات طاقة كهربائية في ولاية بركاء بمحافظة جنوب الباطنة، وذلك لمواكبة التوسع العمراني والزيادة السكانية، فإنه تم كذلك توقيع اتفاقية لإدارة مشروع الأنفاق، على طريق “بدبد – صور”، لإدارة المشاريع، التابعة للمجموعة العالمية للوجستيات “أسياد”.

تتمثل أهمية هذه الاتفاقية في جانبين أساسيين، أولهما أنها تعد تطبيقا لمبادرة البرنامج الوطني لتعزيز التنويع الاقتصادي «تنفيذ»، فيما يتصل ببناء قدرات المؤسسات الحكومية في الإدارة المتكاملة للمشروعات محل التنفيذ.

ويعد هذا المشروع، هو أول مشروع في عُمان تتم تجربته من خلال هذا التوجه، خاصة أن وحدة «إنشاء» التابعة لمجموعة «أسياد» ستكون بمثابة الذراع الرئيسي لتنفيذ مشروعات وزارة النقل والاتصالات وبإشرافها، في مجال الطرق والموانئ والمطارات، حيث ستوفر لها مجموعة «أسياد» مختلف الخبرات المتوفرة لديها، والتي يمكن الاستعانة بها من الخارج، لتنفيذ كافة المشروعات التي تنفذها الوزارة بأعلى كفاءة ووفق المواصفات العالمية.

أما الجانب الثاني الذي يعكس أهمية هذه الاتفاقية، فإنه يتمثل في المشروع ذاته، والذي يتضمن إنشاء نفقين على المسار، إضافة إلى الأعمال الفنية لحماية الطريق من تساقط الصخور في بعض المواقع، ومن ثم سيوفر مشروع ازدواجية طريق «بدبد – صور» مسارًا سلسًا وآمنًا أمام الحركة المرورية في كل الأوقات وفي الظروف المناخية المختلفة.

وتعد هذه أول تجربة لإنشاء أنفاق على طريق «بدبد صور»، وهو ما يعزز الخبرة العُمانية في هذا المجال، خاصة أن ثمة طريق جديد «دبا – ليما – خصب» يحتاج إلى أكثر من ثمانية أنفاق بطول يتراوح بين كيلومتر ونصف الكيلومتر وكيلومترين لكل نفق، وهو ما يسهم بالضرورة في الاستفادة من التقنيات الحديثة وبناء خبرة قوية للكوادر والشركات الوطنية في هذا المجال، حيث تشكل شبكات الطرق الحديثة ومرافقها المتطورة شريانًا أساسيًا للتنمية والتطور الاقتصادي والاجتماعي وهو ما تحرص عليه سلطنة عُمان.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى